مواقف لبنانية تحذر من «نيات» سورية وترفض عودتها بذريعة ضبط الوضع في الشمال

في معرض الرد على الإنتشار العسكري السوري على الحدود الشمالية

TT

تناولت أمس فاعليات سياسية لبنانية الوضع على الحدود الشمالية مع سورية من زاوية الانتشار العسكري السوري بمحاذاة هذه الحدود واعتبار الرئيس السوري بشار الاسد ان الوضع في شمال لبنان يشكل تهديداً لبلاده. وفي هذا الاطار، نبّه النائب السابق خالد الضاهر الى «مؤامرة يحوكها الجيش السوري ضد لبنان». وقال في مؤتمر صحافي عقده امس: «هنا طرابلس، هنا الشمال، هنا مركز مقاومة العدو الصهيوني ايام احتلال الجنوب ومركز مقاومة نظام الوصاية السوري الديكتاتوري، حيث دافعت طرابلس والشمال عن لبنان من خلال الشهداء الذين سقطوا على أرض الجنوب على أيدي العدو الصهيوني، ومن خلال الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الشمال وعن لبنان على أيدي نظام القهر الذي قتل الاف اللبنانيين من مختلف الطوائف». وأضاف: «اليوم يستهدف الشمال وطرابلس وأهل السنة لانهم صمدوا وأفشلوا مشروع السيطرة على لبنان. لذلك بدأ النظام السوري حملة اعلامية واتهامات حاقدة على اهل السنة وطرابلس والشمال تارة باتهامهم بالسلفية وطورا بالارهاب. ورافق ذلك مسلسل من التفجيرات استهدفت الابرياء من العسكريين والمدنيين في محاولة مفضوحة لزرع الفتنة بين اهل طرابلس والشمال وأبنائهم في الجيش اللبناني، فكان أن فشل هذا المخطط لأن أهل طرابلس والشمال وقفوا مع جيشهم وقواهم الامنية وكشفوا مؤامرة نظام الحقد وعملائه وخلاياه الارهابية التي ارسلها عبر منظماته الارهابية المرتبطة بمخابراته». ودعا الضاهر«الرأي العام المسيحي إلى التنبه الى المؤامرة التي يحوكها النظام السوري والتي تستهدف كل لبنان وليس فقط أهل السنة وأهل طرابلس. فعودة نفوذ نظام الوصاية الى لبنان يضر بهم كما يضر بأهل السنة وأهل الاسلام. لذلك أدعوهم وأطالبهم بموقف أصلب وأقوى وخصوصا العماد ميشال عون. وأقول له إن عودة نفوذ نظام البعث الى طرابلس والشمال، لا سمح الله، يعني عودة هذا النفوذ الى جونيه وكسروان والاشرفية وصيدا وصور والنبطية وكل لبنان. فحذار التخاذل او التنصل او السكوت».

الى ذلك، اعتبر حزب «الكتلة الوطنية» اللبناني «ان أكبر ضمان للامن السوري هو دولة لبنانية خالية من أي سلاح إلا سلاح الدولة». وأشار في بيان صدر عن لجنته التنفيذية الى أن «الايحاء المبرمج ان الشمال اللبناني هو معقل الاصوليات ليس الا تردادا لنيات سورية مبيتة (...) فشمال لبنان هو واحة للكرم والتسامح والحرية وشعبه ملتزم بقضايا الوطن ومشاكله. وعلى اللبنانيين جميعا ان ينقضوا بتصرفاتهم هذه المقولة. فسورية استعانت بنظرية الاصوليين لانها تعلم علم اليقين انه الموضوع الذي يثير قلق الغرب ويجعله يغض النظر في كثير من الاحيان عن بعض الامور المتعلقة بمكافحته. فايحاؤها ان التفجيرين اللذين حصلا في دمشق وطرابلس هما من صنيعة التكفيريين يصبان في هذا الاتجاه. ونحن هنا نتعجب للمصادفة الغريبة التي تأتت من المعطيات الاخيرة المتوافرة من حادثة دمشق والتي تشير الى ان عميدا في الجيش السوري حققت معه لجنة التحقيق الدولية (في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري) هو بين الضحايا مع مرافقيه». وقال «ان التنسيق الامني بين لبنان وسورية، وفق مطلب الرئيس السوري، لن يكون ابدا لمصلحة لبنان الذي لم ينس بعد المرحلة الاليمة». من جهته، شدد حزب «الوطنيين الاحرار» على «ان ابلغ رد على الارهابيين يكون في التشبث بالثوابت اللبنانية وفي الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها». وقال: «ان تصريحات قادة سورية تتميز بالتطور والتصعيد الى حد باتت مصدر قلق كبير لدى السواد الاعظم من اللبنانيين.