باريس طمأنت وفد 14 آذار لثبات سياستها إزاء لبنان رغم انفتاحها على سورية

دعت سورية إلى عدم التدخل في الانتخابات النيابية المقبلة

TT

يعود وفد تجمع 14 آذار الذي يضم النائبين مروان حمادة وسمير فرنجية وسكرتير عام التجمع فارس سعيد ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون من زيارته المطولة الى فرنسا حيث التقى وزير خارجيتها ومسؤولين في قصر الأليزيه وفي مجلسي الشيوخ والنواب وشخصيات سياسية مختلفة «مطمئنا» الى ثبات الموقف الفرنسي من لبنان و«مرتاحا» للشروح التي قدمها المسؤولون الفرنسيون وآخرهم باتريس باولي مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي التقى أمس الوفد في إطار غداء عمل في الخارجية.tvdأفريقيا في الخارجية. وتنبع أهمية الزيارة من أنها جاءت بعد فترة من «الفتور» بين 14 آذار (الغالبية البرلمانية) وفرنسا بسبب المسار الجديد للسياسة الفرنسية وتعجيل انفتاحها على سورية وتطبيع علاقاتها معها ما اعتبر تخليا عن ثوابتها في لبنان. ومن جهة أخرى، جاءت الزيارة بعد انتشار قوات سورية على حدود لبنان الشمالية ومخاوف تكتل 14 أذار من عودة الدور الأمني السوري الى لبنان بغطاء دولي وتحت حجة محاربة الإرهاب. وقال أعضاء الوفد في لقاء مع مجموعة صحافيين في باريس أمس إنهم حصلوا من باريس على «التطمينات» التي كانوا يحتاجون اليها إن حول استمرار تمسك باريس بسيادة واستقلال لبنان والمحكمة الدولية أو حول «مشروطية» العلاقة الفرنسية ـ السورية التي ما زالت «مربوطة» بطبيعة الأداء السوري في لبنان أو أخيرا غياب أية نية سورية للعودة العسكرية الى لبنان ورفض فرنسي ودولي لهذه العودة.

وأمس قدمت مصادر دبلوماسية فرنسية «جردة» بالمطلوب من سورية ومنها إقامة العلاقات الدبلوماسية «قبل نهاية العام» وفتح سفارة. ومن المطلوب ايضا من وجهة نظر باريس ترسيم الحدود وتفعيل اللجان المعنية بذلك وجلاء موضوع المفقودين اللبنانيين ووقف تهريب السلاح عبر الحدود والتزام موقف إيجابي في لبنان والإمتناع عن كل ما يضر بالاستقرار والأمن أو ما يفهم منه أن ترهيب للبنانيين. أما الأمر الأخير فيتناول الانتخابات التشريعية المقبلة.

وفي هذا الخصوص، قالت المصادر الرسمية الفرنسية إن باريس التي تتطلع الى انتخابات «حرة ونزيهة وشفافة وديمقراطية» تريد ألا تتدخل سورية في هذه الانتخابات وأن تعمل «من أجل كل ما يقوي الاستقرار ويحافظ على استقلال وسيادة لبنان».

وكان موضوع الانتخابات قد بحث في لقاءات وفد 14 آذار مع المسؤولين الفرنسيين لجهة بحث المساهمة التي يمكن أن توفرها فرنسا والاتحاد الاوروبي. وأعربت باريس عن استعدادها للمساهمة بمراقبة الانتخابات من خلال المنظمات المؤهلة لذلك داخل الاتحاد الأوروبي. وقال النائب مروان حماده إن فرنسا «ما زالت تلتزم بلبنان سيدا مستقلا» وان التطبيع بين باريس ودمشق «لن يؤثر على مجرى العدالة الدولية». وأضاف «لم نأت الى باريس ونحن أسرى هواجس الحوار الفرنسي ـ السوري ولم نجد أن الفرنسيين اسرى هذه اللعبة اذ أن هناك خريطة طريق وأجندة والجميع يزن الحاضر والمستقبل على ضوء تجارب الماضي». وذهب النائب سمير فرنجية ابعد من ذلك إذ قال إن «علاقة باريس بسورية لا تؤثر سلبا على العلاقة مع لبنان بل إنها تساهم في جعل السياسة السورية اكثر اعتدالا». وقال فرنجية إن الفرنسيين «يراقبون النتائج وزواجهم (مع السوريين) ليس زواج حب».

وأشار فرنجيه الى «هاجس» جديد للبنانيين مرده التهديدات التي صدرت مرارا عن إسرائيل من أنها لن توفر شيئا في لبنان إذا اشتعلت الحرب مجددا مع حزب الله. وقال فرنجية: «جئنا لنعرف ما هو الدور الذي يمكن لفرنسا أن تلعبه مع سورية للضغط على حلفائها في لبنان وتفادي السناريو الأسوأ».