الحكومة تدعو المهندسين العراقيين في الخارج للمساعدة في الإعمار

الاستعداد لمؤتمر طموح في بغداد لمعالجة مشاكل البنى التحتية والخدمات

TT

بعد سنوات من الحديث عن الاعمار في العراق، ما زالت الخدمات والبنى التحتية تعاني من سنوات من الاهمال ونتائج الحروب والعقوبات. وعلى الرغم من ان الحكومة العراقية اعلنت عام 2008 بأنه سيكون «عام الخدمات» الا ان هدف تحسين الخدمات في العراق لم يتحقق. وينظر العراقيون الآن الى عام 2009 على امل ان تنفذ بعض مشاريع الاعمار، التي خصص لها في الموازنة العامة للعام المقبل 56 مليار دولار اميركي. وبينما تضع الحكومة خططاً ومشاريع لصرف هذه الاموال، اخذت «جمعية الكندي للمهندسين في المملكة المتحدة» على عاتقها تنظيم مؤتمر لاشراك المهندسين العراقيين في الخارج في هذه العملية. وبالتعاون مع مكتب رئيس الوزراء العراقي توري المالكي، تنوي الجمعية عقد مؤتمر في بغداد بين 17 و20 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لمعالجة القضايا العالقة لتحقيق اعمار العراق.

وشرح المهندس محمد الدراجي من «جمعية الكندي» لـ«الشرق الاوسط» ان الهدف وراء المؤتمر هو «تحقيق التواصل المستمر بين المهندسين العراقيين في الخارج وبلادهم حتى نتوصل الى حلول على مستوى عالمي»، مضيفاً ان الهدف هو «بناء علاقات مع اللاعبين الاساسيين في العراق ولكن من دون وسطاء يستغلون الوضع.. نريد التخلص من التأثير السياسي على العقود». واوضح: «ستقسم اعمال المؤتمر الى 4 ورش عمل محددة، وهي صناعة النفط والغاز والطاقة، وحماية البيئة، والنقل والبنية التحتية والاسكان، والتكنولوجيا والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات». واضاف: «المختصون يشرفون على ورش العمل ويتعاون المهندسون مع الوزارات المختصة». وتابع انه يمكن للشركات الاجنبية المعنية والمهتمة في العمل بالعراق ان تشارك في المؤتمر ومن المتوقع ان توجه دعوات لها للمشاركة. ودعت الجمعية عبر موقعها الالكتروني المهندسين العراقيين في الخارج الى تقديم اوراق عمل لمقترحاتهم لاعادة الاعمار في المجالات الاربعة المخصصة للمؤتمر، وبناء على تلك الاوراق والمقترحات سيتم اختيار 50 افضل مهندس لدعوتهم الى العراق، حيث ستتكفل الحكومة العراقية بحمايتهم وتحمل التكلفة المالية لزيارتهم. وتعهد المالكي بارسال طائرته الخاصة لنقل المهندسين الى بغداد، بعد ان سمح باستخدام طائرته لنقل لاجئين عراقيين عائدين الى بلدهم من مصر. ولفت الدراجي الى ان «جمعية الكندي» لن تستلم اموالاً لتنظيم المؤتمر، قائلاً: «الاموال ستبقى عند الحكومة، نحن نهيء الاوضاع وعلى الحكومة دفع التكاليف». واضاف ان «المهندسين سيتبرعون بوقتهم ولا يريدون اجوراً لمشاركتهم، وسيكون على الشركات دفع شيء رمزي للمشاركة». ويذكر ان «جمعية الكندي» قد بادرت في السابق بعقد مؤتمر العام الماضي لاعادة اعمار جسر الصرافية بعد تفجيره وقدمت مقترحات عدة للحكومة حوله. وناشد الدراجي المهندسين العراقيين في الخارج للاتصال بالجمعية من اجل المشاركة في بلورت الافكار لاعمار البلاد.

وقال: «نريد تشجيع المهندسين للمساهمة في هذا المشروع، الموضوع عراقي بحت». ولكنه اردف قائلاً: «الحكومة خصصت 56 مليار دولار للاستثمار والاعمار، والشركات العراقية غير قادرة بمفردها على تنفيذ هذه المشاريع، فنشجع الشركات العراقية والعربية للمساهمة».