مسؤول كردي: وفد أميركي يصل السليمانية اليوم لبحث الاتفاقية الأمنية وخلافات بغداد ـ أربيل

قال لـ«الشرق الاوسط» إنه يتضمن رامسفيلد ونيغروبونتي.. وطالباني وبارزاني يجتمعان لتوحيد مواقفها إزاء حكومة المالكي

عدد من المسؤولين الأكراد يتوسطهما الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اجتماع بمنتجع دوكان امس (تصوير: كامران نجم)
TT

كشف مصدر مقرب من الرئيس العراقي جلال طالباني أن وفدا أميركيا خاصا مبعوثا من قبل الادارة الاميركية الى إقليم كردستان العراق سيصل الى مدينة السليمانية اليوم. يأتي ذلك في وقت اجتمع فيه طالباني مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني في منتجع دوكان لتوحيد وجهة النظر الكردية ازاء الخلافات العالقة مع بغداد.

وقال المصدر لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من دوكان امس ان «وفدا خاصا مبعوثا من قبل الادارة الاميركية سيصل الى مدينة السليمانية في اقليم كردستان العراق غدا (اليوم) للاجتماع مع الرئيس العراقي جلال طالباني قبل ان يتوجه الى اربيل، عاصمة الاقليم للاجتماع برئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني».

واوضح المصدر ان «وفد الادارة الاميركية الخاص يتألف من دونالد رامسفيلد (وزير الدفاع الاميركي السابق) وجون نيغروبونتي (وكيل وزارة الخارجية الاميركي)، ورايان كروكر (السفير الاميركي في العراق)»، منوها الى ان «الوفد سيبحث موضوع الاتفاقية الاميركية العراقية، من جهة، ووضع علاقة اقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية»، من غير ان يذكر فيما اذا سيقوم الوفد الاميركي الخاص بزيارة الى بغداد ام لا.

من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الاميركية التعليق على الموضوع، واكتفى مصدر مسؤول فيها بالقول لـ«الشرق الاوسط» انه «لأسباب أمنية لا استطيع ان أدلي بأية أفادة حول هذا الموضوع».

غير ان السفارة الاميركية ببغداد أعلنت في وقت لاحق ان نيغروبونتي وصل اول من أمس الى العراق للقاء كبار المسؤولين. وتابعت في بيان ان نيغروبونتي «سيلتقي كبار المسؤولين في الحكومة لبحث التقدم الذي تحقق في المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية».

وتأتي الزيارة في وقت لا يزال المفاوضون الاميركيون والعراقيون يحاولون التوصل الى اتفاق حول الوجود الاميركي في العراق.

الى ذلك، وبعد ايام قليلة من وصول الرئيس العراقي الى مدينته السليمانية، حيث عاد من واشنطن بعد ان اجريت له جراحة دقيقة لقلبه هناك، استهل طالباني نشاطه السياسي خلال اجازة العيد التي تنتهي غدا في العراق باجتماع مشترك مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وللمكتبين السياسيين للاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في منتجع دوكان امس.

وقال الدكتور فؤاد معصوم، القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني ورئيس الكتلة الكردية في مجلس النواب (البرلمان) العراقي، لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من منتجع دوكان، ان «اجتماع المكتبين السياسيين الذي اشرف عليه كل من الرئيس طالباني والرئيس بارزاني، ناقش قضايا راهنة عدة حيث كان الرئيس طالباني غائبا عن العراق، كما استمع الحاضرون لانجازات ولقاءات الرئيس طالباني في الولايات المتحدة».

واضاف معصوم، المقرب من طالباني ان «اجتماع المكتبين السياسيين للحزبين الكرديين تناول ضرورة تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بحل مشاكل المناطق المتنازع عليها، وكذلك موضوع قانون النفط وحق اقليم كردستان في استثمار ثرواته الطبيعية وفق ما جاء في الدستور العراقي، وكذلك قانون انتخابات المحافظات»، مشيرا الى ان «المجتمعين سيلتقون ثانية بعد غد (غدا) في منتجع دوكان لاستئناف النقاشات».

وقسمت عناوين القضايا العالقة الى مجموعتين الاولى تشمل المسائل التي يمكن التوصل الى حلول آنية وتوافقية لها عبر مواصلة الحوار بين الاطراف المعنية، والمجموعة الثانية تشمل المسائل التي هي بحاجة الى سن قوانين جديدة لحلها وفق أسس قانونية متفق عليها بين جميع الاطراف، وتأتي في مقدمتها مسألة الصلاحيات الدستورية للإقليم ونطاق حركة القوات المسلحة العراقية وحجمها وهيكلها وغير ذلك من المسائل التي تشكل لحد الآن نقاط خلاف بين المركز والاقليم.

واجتمع طالباني لاحقا بنائبيه الدكتور عادل عبد المهدي والدكتور طارق الهاشمي، بحضور بارزاني، وكان من المفترض ان يعقد الرئيسان طالباني وبارزاني والنائبان عبد المهدي والهاشمي مؤتمرا صحافيا عقب انتهاء الاجتماع الذي عقد خلف الابواب المغلقة، للإفصاح عن نتائج الاجتماع وأبرز القضايا التي نوقشت فيه، إلا المؤتمر ألغي في اللحظات الاخيرة.

من جهة أخرى، اكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن هناك اجتماع قمة سيعقد في بغداد بعد انتهاء عطلة العيد، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الاوسط» الى ان هذا الاجماع سيكرس لبحث جملة من القضايا التي تهم العراق والعراقيين منها الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة والقضايا العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان وآلية تطبيق قانون انتخابات مجالس المحافظات.