أحد سكان غرداية الغارقة في الفيضانات: مئات المنازل دمرت.. إنها كارثة

جهود لإغاثة آلاف المتضررين في المدينة الصحراوية الجزائرية

عناصر الحماية المدنية يساعدون أمس السكان إثر الفيضانات التي تعرضت لها مدينة غرداية الجزائرية (ا.ب)
TT

تواصل فرق الإغاثة مساعدة سكان مدينة غرداية (600 كلم جنوب العاصمة الجزائرية) الذين تضرروا بفعل الفيضانات التي أصابت مدينتهم أخيراً وتسببت في مقتل 30 شخصاً ونحو 50 جريحاً. ويعكف عناصر الحماية المدنية والهلال الأحمر ومنظمة الكشافة الإسلامية اضافة الى مئات المتطوعين على إغاثة آلاف المنكوبين الذين فقدوا كل ممتلكاتهم في تلك الفيضانات التي تسببت أيضاً في جرح نحو 50 شخصاً غادر غالبيتهم المستشفى.

وأعلن أحد سكان الغابة (6 كلم عن وسط مدينة غرداية) أمام منزله الذي غمرته الأوحال والأنقاض: «دمرت مئات المنازل في المنطقة وتضررت الآلاف وباتت غير قابلة للسكن. لم نتمكن من أخذ أي شيء معنا، لأن الوقت لم يسعفنا إلا للهرب». وقال آخر «إنه أمر لا يتصور، انها كارثة حقيقية»، مؤكدا ان اربعة اشخاص لقوا مصرعهم في تلك البلدة وأن ثلاثة آخرين مازالوا مفقودين في حين مازالت أجهزة الإغاثة تبحث بين أنقاض المنازل المجاورة على ضحايا محتملين.

وصرح رجل آخر: «سنضطر الى تدمير المنازل لان اساساتها اهتزت بالسيول، وعلينا إعادة بناء كل شيء»، معربا عن الأسف لقلة الوسائل المتوفرة لدى رجال الاغاثة، على حد قوله. كذلك لفت العديد من السكان الى قلة المعدات المخصصة لتنظيف المواقع.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بان خمسة آلاف شخص تجمعوا صباح أمس في وسط غرداية مطالبين بالإسراع في ارسال مساعدة غذائية ووسائل رفع الانقاض التي قد يكون فيها ناجون او جثث ضحايا.

ووصلت قوافل من الشاحنات المحملة بمواد غذائية اساسية الى غرداية من المدن المجاورة التي تبعدها احيانا بمئات الكيلومترات. لكن العديد من الطرق كان مقطوعا جراء السيول التي تكثفت خلال الأيام الثلاثة الماضية من الامطار الغزيرة ولاسيما يوم الاربعاء عندما هطلت بشدة غير معهودة في تلك المنطقة التي تعتبر بوابة الصحراء.

وفي حين تضررت ثماني بلديات بشكل خاص من السيول، شهدت غرداية افدح الخسائر الاربعاء المطابق لاول ايام عيد الفطر ولم يبق شيء في الشوارع التي عصف بها وادي مزاب الذي بلغ ارتفاع المياه فيه، في بعض المواقع، ثمانية امتار حسب شهود مما اضطر السكان الى اللجوء الى السطوح والاحياء الاكثر ارتفاعا.

ونظمت عملية التضامن وقام اصحاب المنازل غير المتضررة بايواء المشردين ومنحوهم طعاما في حين أرسلت آلاف الخيام والأغطية والمولدات الكهرباء ومضخات مياه والمخابز المتنقلة. كما التحقت عدة فرق طبية بغرداية حيث اتخذت إجراءات صحية تفاديا لتفشي الاوبئة التي قد تنجم عن تلوث المياه لا سيما ان الادوية اتلفت بسبب السيول.

وافادت الاذاعة الوطنية الجزائرية بأنه يجري اعادة توفير الخدمات العامة كالماء والغاز والكهرباء والهاتف لكن مازال يتعذر الوصول الى بعض الاحياء بسبب تراكم الانقاض فيها. وسارع وزير الداخلية والمجموعات المحلية نور الدين زرهوني منذ الاربعاء الى تشكيل خلية ازمة كلفت بتنسيق الاغاثة في حين وضع الجيش إمكاناته الجوية تحت اجهزة الاغاثة، وعكف على تأمين سلامة المنطقة تفاديا لعمليات نهب.