سورية تتفادى هزيمة دبلوماسية مقابل أفغانستان

في اللحظة الأخيرة لاقتراع محافظي وكالة الطاقة الذرية

TT

تفادت سورية في اللحظة الأخيرة عصر أمس هزيمة دبلوماسية، وذلك بانسحابها من الترشيح لعضوية مجلس امناء ( محافظي) الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مجموعة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، مما مكن منافستها افغانستان المدعومة من الولايات المتحدة والدول الغربية من نيل المقعد بالاجماع. وكانت هذه الدول تعارض دخول ترشيح سورية باعتبار ان الوكالة مازالت تحقق في اتهامات بانشطة نووية عسكرية وهو ما نفته دمشق. من جهة اخرى تم انتخاب مصر وبوركينا فاسو كمندوبين عن افريقيا. وجاء الانسحاب السوري الذي اعلنه المندوب الهندي بعد يوم من الدراما ومعركة دبلوماسية، اذ كان التصويت قد بدأ عمليا صباحا واعلن رئيس المؤتمر عن اتفاق كل المجموعات على ممثليها بالاجماع، عدا منطقة جنوب شرق اسيا ودول الشرق الاوسط «ميسا»، مبينا ان المؤتمر عليه في تلك الحالة ان يصوت سريا لاختيار مندوب لميسا بين المرشحين المطروحين ( لاصرارهما  بعدم التنازل ) وهما سورية وافغانستان ولكن المندوب السوري فاجأ المؤتمر بطلبه تأجيل الاقتراع وهو ما رفضته افغانستان وقتها طالبة استمرار التصويت، وبعد مداخلات من ايران التي كانت قد سحبت ترشيحها لصالح سورية، وكذلك من فرنسا التي سأل مندوبها المندوب السوري كم المهلة التي يحتاجها، وايضا قطر تم الاتفاق على تأجيل التصويت الى جلسة مسائية اعلن فيها انسحاب دمشق. ووصف مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» الانسحاب السوري بانه نصر كبير لمصداقية الوكالة، مشيرا إلى ان المؤتمر العام للوكالة سيرحب بانضمام عضو ملتزم باتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية، ومواثيق الضمان لمجلس الامناء، مواصلا استحالة وصعوبة الموقف في حالة ان ينضم للمجلس عضو مثل سورية ملفه النووي تحت التحقيق بتهمة عدم الانصياع .

وكان ابراهيم عثمان، المدير العام لوكالة الطاقة الذرية السورية  ورئيس الوفد السوري للدورة الـ52 للمؤتمر العام للوكالة الذرية، قد أكد في كلمة بلاده التي قدمها في الجلسة الصباحية للمؤتمر أمس «ان سورية ستواصل تعاونها بشفافية تامة مع الوكالة الا ان ذلك لن يكون على حساب امنها القومي».