مواجهات عنيفة بين فلسطينيين ومستوطنين في الخليل ورام الله وبيت لحم

الجيش يستخدم ضد الفلسطينيين سائلا رائحته كريهة تعلق بجسم الإنسان 3 أيام

مستوطنون يتشاجرون مع متظاهر إسرائيلي من «حركة حاخامات لحقوق الإنسان» بالقرب من الخليل أمس (رويترز)
TT

تصاعدت اعتداءات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، ضد الفلسطينيين. ووقعت امس مواجهات عنيفة، في الخليل ورام الله وبيت لحم، بين فلسطينيين وناشطي سلام من جهة، والمستوطنين من جهة أخرى، ادت الى سقوط عدد من الجرحى. بينما قال الجيش الاسرائيلي انه سيشرع في استخدام سلاح «نتانة» جديد لمواجهة الفلسطينيين في المناطق الساخنة.

وبدأت الصدامات امس في حقول قرب الخليل، بين المستوطنين وناشطي سلام إسرائيليين، قدموا لمساعدة عائلة فلسطينية في قطف الزيتون من احد الحقول التابعة لها. واشتبك حوالي 40 ناشط سلام وعدد مماثل من المستوطنين الذين قالوا إن حقل الزيتون لا يعود للعائلة الفلسطينية فحاولوا منع العائلة وناشطي السلام من قطف الثمار. وادعى المستوطنون أن أحد ناشطي السلام قد هاجم زوجة احد المستوطنين وهي تحمل ابنها، مما أدى إلى تفجر الصدامات التي هدأت لاحقا بعد أن حضرت قوات من الشرطة التي اعتقلت ناشط السلام الذي برر هجومه على المستوطنة بإطلاقها سيلا من الشتائم عليه.

وفي قرية المعصرة جنوب شرقي بيت لحم، وقعت مواجهات مماثلة بين الجيش الاسرائيلي، وناشطين ضد الجدار، وقد أصيب محمد بريجية الناطق الإعلامي باسم لجنة مواجهة الجدار في قرى جنوب بيت لحم، إثر الاعتداء عليه من قبل الجنود الإسرائيليين. وبدأت المواجهات، حين تصدى الجيش الاسرائيلي للمسيرة التي انطلقت من قرية المعصرة ضد الجدار، بمشاركة متضامنين أجانب. وهاجم الجنود المسيرة بالهراوات وأعقاب البنادق، واعتدوا بشكل عنيف على المتظاهرين. وفي نعلين، قرب رام الله وقعت مواجهات اخرى، بين أهالي القرية والمستوطنين المسلحين، مما ادى الى إصابة 3 من الفلسطينيين الذين تمكنوا من طرد المستوطنين المهاجمين. وقال محمد أبو سرور، عضو لجنة مقاومة الجدار في نعلين، لـ«الشرق الاوسط»، ان المستوطنين بعد صلاة الجمعة التي يقيمها اهالي البلدة عادة قرب الجدار، هاجموهم مباشرة، مما أدى الى مواجهات عنيفة. وبحسب ابو سرور فان الجيش الاسرائيلي، اطلق رصاصه المطاط والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين الفلسطينيين. ويشتبك الجنود الاسرائيليون والمستوطنون، بشكل منتظم تقريبا مع اهالي القرى التي يتهددها جدار الفصل العنصري. إلا ان المستوطنين صعدوا في الآونة الاخيرة من اعتداءاتهم، وهاجموا بالرصاص قرى فلسطينية. وهو ما عقب عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت باتهامه المستوطنين بأنهم يخططون لارتكاب مذابح.

وكان قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال جادي شامني قد قال الخميس «إن مئات المستوطنين اليهود يشاركون في أعمال عنف ضد الفلسطينيين وضد القوات الإسرائيلية التي تقف في وجههم».

وتوافقت تصريحات الجنرال الإسرائيلي مع ما خلص إليه تقرير حديث للأمم المتحدة سجل 222 واقعة لعنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة في النصف الأول من عام 2008 مقابل 291 في مجمل عام 2007. ويعيش نحو نصف مليون مستوطن يهودي في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية العربية وسط نحو 2.5 مليون فلسطيني، وهم متحصنون جزئيا بجدار إسرائيلي عازل طوله 790 كيلومترا تبنيه اسرائيل منذ عام 2002.

وتحسباً لاتهامها باستخدام القوة، في النقاط الساخنة، مثل نعلين، جربت اسرائيل سلاحا جديدا غير قاتل، لكنه شديد الفعالية يسمي «سكونك». والسلاح الجديد هو عبارة عن خليط من اللحم المتعفن والجوارب القديمة مع رائحة نفاذة للمجاري تعلق بجسم الانسان لحوالي 3 أيام. وقال ابو سرور «لقد جربوه في نعلين قبل اسابيع». واضاف «قام الجنود برش هذا السائل النتن على متظاهرين وكانت رائحته لا تحتمل». وتابع «عن بعد 10 أمتار لا يمكنك الاقتراب من الشخص المصاب بهذا السائل الغريب ليومين». ويخشى ابو سرور من ان يطور الاسرائيليون هذه المادة، ويستخدموها عبر عربات كبيرة. وقال «هذه المادة مصيبة». وتأمل الشرطة الاسرائيلية في تحويل «سكونك» إلى مشروع تجاري وبيعه إلى الجهات العاملة في مجال فرض القانون في بلاد أخرى. ويقول الاسرائيليون انه «غير مؤذ بالمرة، حتى أنك يمكن أن تشربه». وتعترض جماعات حقوق الانسان على الاسلوب الاستبدادي الذي يؤدي لرش المارة الابرياء بهذا الخليط النتن، مما يؤدي لمعاناتهم لأيام فيما بعد. الى ذلك، قال الجيش الاسرائيلي انه اعتقل 7 مطلوبين له في الضفة الغربية على خلفية نشاطات وصفها، بـ«إرهابية». وقال الجيش انه عثر على قطع سلاح في العيزرية قرب القدس وفي بيت لحم.