مقتل قائد القوات الروسية في أوسيتيا الجنوبية.. وموسكو تتهم جورجيا وتبليسي تنفي

بعد انفجار في الإقليم الانفصالي أوقع 11 قتيلا بينهم جنود روس

TT

قتل رئيس اركان القوات الروسية في اوسيتيا الجنوبية ايفان بيتريك في الاعتداء الذي وقع مساء أول من أمس في تسخينفالي، عاصمة جمهورية اوسيتيا الجنويبة الانفصالية، وسارعت روسيا أمس الى اتهام جورجيا بتنفيذ الاعتداء، وهو اتهام رفضته جورجيا. واعلنت النيابة العامة الروسية ان اجهزة الاستخبارات الجورجية تقف وراء الانفجار الذي قضى 11 شخصا من بينهم ثمانية جنود روس، بحسب ما نقلت وكالة انباء ريا نوفوستي الروسية. وجاء في بيان لدائرة الصحافة والإعلام في وزارة الدفاع الروسية أن الوزارة تعتبر أن التفجير «الإرهابي» أمس في تسخينفالي كان موجها لنسف خطة التسوية السلمية في المنطقة. وورد في البيان: «تعتبر وزارة الدفاع الروسية التفجير عملية إرهابية خطط لها بدقة بهدف نسف تنفيذ التزامات الأطراف المنصوص عليها في خطة ميدفيديف ـ ساركوزي». وذكر مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن الوزارة تدين بشدة التفجير «الإرهابي»، وقال: «تظهر هذه الجريمة أن قوى معينة تسعى إلى زعزعة الوضع ونسف جهود بسط الأمن والاستقرار في المنطقة. ومن الضروري اتخاذ خطوات لإحباط المحاولات من هذا القبيل والعمليات الاستفزازية بحق أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا». وقال «إن مسائل أمن هاتين الدولتين اتخذت طابعا عاجلا الآن. ويجب بحثها في سياق الإجراءات التي يجري اتخاذها بمشاركة الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا»، مضيفا «أن روسيا من جانبها تنوي تنفيذ خطة التسوية برمتها». في المقابل، نفت جورجيا اتهامات روسيا واكدت وزارة الداخلية الجورجية عدم قدرة اجهزة استخباراتها على التخطيط للانفجار. وقال متحدث باسم الوزارة شوتا اوتياشفيلي لوكالة الصحافة الفرنسية: «كيف كان بامكاننا ان ننظم ذلك؟ كيف كنا لنعرف ان الاوسيتيين سيأخذون هذه السيارة ويقودونها حتى هيئة الاركان» التابعة لقوات حفظ السلام الروسية؟ وقال اوتياشفيلي ان «هيئة اركان القوات الروسية في اوسيتيا الجنوبية هي احد الامكنة الاكثر حماية في المنطقة». وأضاف: «بالاضافة الى ذلك، لا يمكننا الوصول الى تسخينفالي، ولا الى المناطق المحاذية لاوسيتيا الجنوبية. فكيف يمكن لجورجيا ان تقف وراء كل ذلك؟». واشار الى ان «هذا هو تكتيك لتأخير انسحاب» القوات الروسية المنتشرة في المناطق المحاذية لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا. ونقلت وكالة انترفاكس عن متحدث باسم القوات البرية الروسية ايفان كوناشينكوف تأكيده نبأ مقتل الكولونيل بيتريك الذي نشرته صحيفة «كومرسنت» الروسية. وقال كوناشينكوف «نعم هذا صحيح. لا نخفي نبأ مقتله». واعلن الجيش الروسي في وقت سابق ان سبعة عسكريين قتلوا واصيب سبعة بجروح في انفجار سيارة في قاعدة تسخينفالي العسكرية الروسية من دون كشف هوياتهم. وبحسب الصحيفة، فقد عثر على السيارة التي انفجرت، مهجورة في منطقة امنية مجاورة لاوسيتيا الجنوبية ثم نقلت الى مقر قيادة القوات الروسية لحفظ السلام. ونقلت كومرسنت عن ميخائيل مندزاييف، وزير الداخلية في اوسيتيا الجنوبية، قوله ان السيارة وضعت تحت نافذة مكتب الكولونيل بيتريك.

وكانت وسائل الاعلام الروسية قد ذكرت قبل يومين ان جنود حفظ السلام اوقفوا اربعة مدنيين في سيارات عثر فيها على اسلحة نارية وقنبلتين يدويتين. وانفجرت احدى السيارات خلال تفتيشها في مقر رئاسة الاركان. وبحسب الصحيفة، قد يستغل الانفجار لتبرير ابقاء القوات الروسية في المناطق المحاذية للجمهورية الانفصالية التي تعهدت موسكو بالانسحاب منها قبل العاشر من اكتوبر (تشرين الاول).

وفي الثامن من سبتمبر (أيلول) اتفق الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، على جدول زمني لانسحاب القوات الروسية من جورجيا بحلول العاشر من الجاري من المناطق المحاذية لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين. وفي مطلع اغسطس (آب) شنت تبليسي هجوما عسكريا على اوسيتيا الجنوبية ردت عليه موسكو بارسال قوات روسية الى الاراضي الجورجية. وفي 26 اغسطس (آب) اعترفت روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، وتتهم تبليسي روسيا بالسعي الى ضم هذه المناطق القريبة من حدودها الجنوبية.