مسلحو العمال الكردستاني يقتلون 15 جنديا تركيا .. وبغداد وأربيل تستنكران

أنقرة تعد بـ«رد قاس» .. والحكومة العراقية تناشدها التصرف بـ«حكمة»

TT

فيما اعلنت تركيا أمس عن مقتل 15 جنديا تركيا في هجوم شنه مسلحو حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من كردستان العراق مواقع له وتوعدت بـ«رد قاس»، استنكرت بغداد الهجوم وناشدت أنقرة التصرف بـ«حكمة»، فيما دعت أربيل أنقرة الى «عدم الانجرار الى افعال مماثلة».

واكد بيان للمتحدث باسم الحكومة علي الدباغ «استنكارها وشجبها للعمل الارهابي الذي استهدف فيه حزب العمال الكردستاني مناطق حدودية تركية مما يشكل تهديدا خطيرا لأمن المناطق الحدودية والأمن المشترك للعراق وتركيا»، في إشارة الى الهجوم على موقع عسكري قرب الحدود في مدينة سمدينلي في محافظة هكاري التركية الذي قتل فيه، حسب متحدث تركي، 23 من المهاجمين ايضا. وقال الدباغ في بيانه الذي اوردته وكالة الصحافة الفرنسية ان بغداد «تدعو الحكومة التركية الى التعامل مع هذا العمل الاجرامي بالحكمة وضبط النفس لتفويت الفرصة على اعداء العراق وتركيا». وختم مؤكدا ان «الحكومة العراقية تعبر عن دعمها للاجراءات التي تتخذها الحكومة التركية ضمن اراضيها لضمان امنها واستقرارها».

ومن جهته، استنكرت رئاسة اقليم كردستان العراق الهجوم، وقال الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في صلاح الدين في عاصمة الاقليم اربيل امس، ان «هذه العمليات لا تؤدي الى اية نتيجة ولا تخدم اية جهة»، مشيرا الى ان «رئاسة الاقليم او اية جهة في الاقليم ليست لها علاقات مع جماعات وعناصر حزب العمال الكردستاني وانهم يتحركون في المناطق النائية خلال المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وايران في شعاب جبل قنديل».

وتمنى رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان على «القيادة التركية الا تنجر الى ردود افعال مماثلة وتكبد الاراضي العراقية والعراقيين خسائر نتيجة تصرفات جهات غير مسؤولة، كما اننا غير مسؤولين عن هذه التصرفات ولسنا معها».

وكان متحدث رسمي باسم رئاسة اقليم كردستان العراق قد اصدر بيانا استنكر فيه هذه العملية، وتسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس، جاء فيه ان «وكالات الانباء ذكرت ان عملية عسكرية قامت بها عناصر من حزب العمال الكردستاني في منطقة سمدينلي التركية، وان رئاسة اقليم كردستان ترفض بشدة هذه العملية العسكرية وتعرب عن قلقها حول النتائج السلبية لمثل هذه الاعمال غير المسؤولة». واضاف البيان قائلا «اننا اعلنا مرارا ان العنف والعمل المسلح لا يؤدي الى الوصول الى أي هدف، وان هذه العمليات لا تخدم أية جهة تريد الخير والوصول الى الامن والسلام».

من جهة أخرى، توعد الرئيس التركي عبد الله غل أمس برد قاس على الهجوم الذي وصفه بانه «غادر» قائلا ان انقرة مصممة على القضاء على المتمردين. وقال غل في رسالة فيديو نشرت على موقع مكتبه على الانترنت ان «النضال ضد الارهاب عملية طويلة الامد وليست قصيرة الامد ... واود ان اؤكد مرة اخرى اننا سنواصل المعركة (ضد حزب العمال الكردستاني) مهما كان الثمن». واضاف «اننا نحقق في كيفية وقوع هذا الهجوم الغادر ومن قام بتسهيله. وستتم ملاحقة الضالعين فيه وسيحاسبون».