نائب بحريني يهاجم الرئيس الإيراني: تصريحاتكم تجاه إسرائيل تحمل تناقضا صارخا

الخارجية البحرينية توضح موقفها: إنشاء منظمة تشارك فيها اسرائيل لا يعني التطبيع

TT

شن نائب برلماني بحريني هجوما شرسا على الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، معتبرا أنه «مستفز» و«متناقض»، وذلك في أعقاب تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال فيها أن بلاده مستعدة للاعتراف باسرائيل كدولة مستقلة. وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» استغرب الشيخ جاسم السعيدي نائب رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بمجلس النواب البحريني تصريحات الرئيس الإيراني، معتبرا أن هذه التصريحات تؤكد أن التعامل الإيراني مع الدول العربية والاسلامية «يحمل قمة التناقضات الصارخة.. فيوم يريد أن يزيل اسرائيل من الوجود، ويوم آخر يمد يده لإقامة السلام.. فأي دبلوماسية تتعامل بها مع اسرائيل؟».

وكان الرئيس الإيراني قد أدلى بتصريحات لصحيفة «نيوريوك ديلي نيوز» الأميركية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لمح فيها إلى استعداد بلاده للاعتراف بإسرائيل. وقال احمدي نجاد للصحيفة الأميركية «إذا اتفق القادة الفلسطينيون على حل الدولتين فيمكن لإيران أن تعيش مع دولة إسرائيلية». ووصف الشيخ السعيدي هذه التصريحات بـ«المستفزة لمشاعر جموع المسلمين حيث يقول ان بلاده مستعدة للقبول بالاعتراف باسرائيل كدولة مستقلة بينما كان دائما يقول لا وجود لاسرائيل بل لم يكن يذكرها بهذا الاسم انما ينتعها بالكيان الصهيوني فما الجديد الآن؟». وحذر النائب البحريني الحكومات الخليجية من التلاعب الايراني بالسياسة الخارجية لبلادهم، «مما يعرض المنطقة للدمار والتخريب»، كما حذر مما سماه بـ«الضربة القادمة من القادة الايرانيين»، داعيا الى ان لا تنجر المنطقة لحروب يكون الخاسر فيها شعوب هذه المنطقة. وقال السعيدي «حذرنا مرارا وتكرارا بان المسؤولين الايرانيين مستعدون لان يتنازلوا عن قضايانا المصيرية ان دعت الحاجة، فمصالحهم العليا فوق كل شيء لا يتوانون عن فعل اي شيء حتى الكشف عن وجههم الحقيقي غير المعلن، فاحذروا كل الحذر من القادم الذي حتما سوف يكون اكثر سخونة وتتضح الرؤيا أكثر، وأيضا تخرس الالسنة المدافعة عنهم».

وقال الشيخ السعيدي «اننا غير مندهشين من هذه التصريحات ابدا وكنا وما زلنا نبين حقيقة هؤلاء المخادعين الذين يلعبون على مشاعر الناس  ويستخدمون الكلمات الرنانة كي يستميلوا قلوب الناس، فهم يصرحون عكس ما يخفون بصدورهم لكسب تعاطف بعض المخدوعين بهم».

وفي موضوع الدعوة البحرينية لإنشاء منظمة إقليمية تضم إسرائيل، أكدت الخارجية البحرينية أن هذه الدعوة لا تعني من قريب أو بعيد التطبيع مع اسرائيل، وأن الموقف البحريني واضح في التعامل مع القضية الفلسطينية.

وأوضحت الخارجية البحرينية تفاصيل مقترح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني  بإنشاء منظمة إقليمية تجمع كافة الأطراف في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بما فيها الدول العربية وإيران وتركيا وإسرائيل، حسب ما ورد في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والستين الاسبوع الماضي .  وأكد حمد العامر، السفير بديوان وزارة الخارجية أن ما ورد في خطاب الوزير آل خليفة «لا يهدف من بعيد أو قريب إلى ما ذهبت إليه التصريحات التي نشرتها بعض الصحف المحلية، وذلك لأن ما جاء في الخطاب كان واضحا في القصد والأهداف، ويتلخص في جمع كافة الأطراف من دون استثناء في منظومة واحدة تأخذ على عاتقها معالجة وحل كافة المشاكل والقضايا، التاريخية والطارئة، بين جميع دول المنطقة لاحلال الاستقرار والأمن والسلام في هذه المنطقة الحيوية الاستراتيجية من العالم».

وأكد السفير حمد العامر أن هذا المقترح لا يتضمن أي تنازل عن الحقوق العربية المشروعة في كافة القضايا، وبالأخص القضية الفلسطينية، مشيرا الى ان الاجتماع والجلوس للحوار مبدأ التزمت به مبادرة السلام العربية، واتبعته وتتبعه العديد في الدول العربية في مفاوضاتها مع إسرائيل مما نتج عنه عقد اتفاقيات سلام على عدد من المسارات، مشددا على ان هذا المبدأ أيدته دول مجلس التعاون في الكثير من المواقف وآخرها تأييدها لاستئناف محادثات السلام السورية ـ الإسرائيلية تحت رعاية تركيا، كما ورد في بيان المجلس الوزاري في دورته الـ128 في جدة بتاريخ 2 سبتمبر (أيلول) الماضي.  كما أكد المسؤول البحريني أن بلاده كانت وما زالت متمسكة بدعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني و«قيادته الشرعية في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة من خلال مفاوضات السلام الجارية مع إسرائيل بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وأكد السفير حمد العامر أنه وفي ضوء المتغيرات المتسارعة في المنطقة، «فإن على الدول العربية ألا تفقد زمام المبادرة في التعامل مع قضاياها المصيرية، وأن تبادر في طرح حلول واقعية وعملية لما يحفظ حقوقها ويضمن عدم نجاح أي مسعى لإضعاف الموقف العربي ويهدد أمن الدول العربية واستقرارها»، مؤكدا ان البحرين أكثر حرصا والتزاما تجاه مجمل القضايا العربية ولن تتوانى عن الدفاع عنها تحت أي ظرف وفي كل موقف.