الرئيس الإيطالي السابق يكشف عن اتفاقات بين المخابرات الإيطالية ومنظمات فلسطينية وحزب الله

المنظمات اليهودية في إيطاليا تطالب برلسكوني بفتح تحقيق حول الاتفاق

TT

كشف الرئيس الايطالي السابق، فرانسيسكو كوسيغا، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية، وجود اتفاق بين المخابرات الايطالية وعددٍ من المنظمات الفلسطينية المسلحة، وبموجبه سمح للفلسطينيين أن ينفذوا عمليات مسلحة ضد اليهود الايطاليين. وأضاف ان هناك اتفاقا آخر يقوم على نفس المبدأ، بين المخابرات الايطالية وحزب الله اللبناني. وبعد نشر المقابلة، طالب رئيس المنظمات اليهودية بايطاليا ريكاردو بتشيبيتشي، رئيس الوزراء الايطالي سلفيو بيرلسكوني، بفتح تحقيق جدي حول هذه المسألة. وقال بتشيبيتشي إن الاتفاق المذكور مع الفلسطينيين يشكل «صفحة سوداء مخجلة في التاريخ الايطالي ويجب الكشف عن وجوه أولئك المسؤولين في ايطاليا وغيرها والذين ساهموا في وضعه». وأضاف: «هؤلاء تعاملوا مع الايطاليين اليهود كغرباء وسمحوا بهدر دمائهم. ويجب أن يدفعوا ثمن جريمتهم حتى يتعلم غيرهم أيضا أن مثل هذه الجريمة لا يمكن أن تبقى من دون عقاب». وكان الرئيس كوسيغا قد تكلم الى الصحيفة الاسرائيلية بغضب عن تلك الفترة، وقال إن ما أغضبه هو ان أحد شخصيات منظمة التحرير الفلسطينية، بسام أبو شريف (الذي كان في تلك الفترة قيادياً بارزاً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثم انتقل الى طاقم قيادة الرئيس ياسر عرفات)، أدلى بتصريحات لصحيفة «كورييرا ديلا سيرا» الايطالية قبل شهرين، كشف فيها وجود الاتفاق بين عدة فصائل في منظمة التحرير الفلسطينية وبين المخابرات الايطالية، اتفِقَ بموجبه على السماح لنشطائها بالعمل بإيطاليا شرط ألا يمس الايطاليون. وقال كوسيغا للصحيفة إنه عرف بأمر هذا الاتفاق في حينه ولكن بطرق ملتوية. ودافع عن قسم من الاتفاق وهاجم قسما آخرَ. ولكنه طالب بالتحقيق في الموضوع حتى تعرف الحقيقة من جهة وبإلغاء الاتفاق القائم حالياً مع حزب الله. والقضية التي يتحدث عنها بدأت سنة 1970 واستمرت حتى أواخر الثمانينات. وأكد كوسيغا ما قاله أبو شريف، وأضاف عليه أن الاتفاق بين المخابرات في بلاده وبين التنظيمات الايطالية كان يقضي بأن يمتنع الفلسطينيون عن المساس بأي ايطالي يتعاون مع اسرائيل، مقابل سماح ايطاليا للفلسطينيين بأن يعملوا في ايطاليا ويحملوا السلاح؛ بما في ذلك السلاح الثقيل ويستخدموا ايطاليا معبراً لأماكن أخرى. وقال الرئيس كوسيغا ان الاتفاق المذكور وُقِعَ في زمن رئيس الحكومة، ألدو مورو (الذي اغتيل سنة 1978)، ووقعته المخابرات في كل من روما وبيروت مع ياسر عرفات شخصياً. وانه، أي كوسيغا، عرف لأول مرة بهذا الاتفاق سنة 1976، عندما أصبح وزيراً للداخلية. ويتضح من كلامه أن الاتفاق شمل القوات الايطالية التي عملت أواخر السبعينات ضمن قوات دولية لحفظ السلام في لبنان، حيث ان المسلحين الفلسطينيين نفذوا عمليات ضد هذه القوات من كل الجنسيات، (وخصوصاً الأميركية والفرنسية)، ولكنهم لم ينفذوا أية عملية ضد القوات الايطالية. ويتذكر كوسيغا كيف نفذ الفلسطينيون هجوماً مسلحاً على كنيس يهودي في روما إبان حرب لبنان، في 9 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1982، والذي قتل فيه 7 يهود فيؤكد ان الشرطة كانت تضع سيارتين حراسة أمام الكنيس بشكل دائم، ولكن السيارتين اختفتا صبيحة ذلك اليوم بشكل مفاجئ، ولم يُعرَفْ السببُ حتى اليوم. كما يتحدث عن الاتفاق الذي كان توصل اليه ياسر عرفات مع المخابرات الايطالية سنة 1985 وبموجبه أطلق أبو العباس السفينة الايطالية «أكيلا لارو» مقابل ضمان ايطالي بإطلاق سراحه وعدم محاكمته. ولكن كوسيغا يدافع بعض الشيء عن هذا الاتفاق، ويقول ان اتفاقات مشابهة وقعتها ألمانيا وفرنسا. وان ايطاليا غضت الطرفَ أيضا عن عمليات الاغتيال التي نفذها «الموساد» الاسرائيلي ضد فلسطينيين (وائل وأكرم زعيتر وغيرهما).