لبنان: تراشق بين معسكري عون ورئيس الحكومة حول الوضع الاقتصادي

اتهامات متبادلة بين الفريقين

TT

انشغل أمس عدد من المسؤولين اللبنانيين بإطلاق الخطابات والخطابات المضادة، بعد ما صدر عن رئيس كتلة «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون واتهاماته لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة حول الوضع الاقتصادي. فمن جهة، قال وزير الدولة ابراهيم شمس الدين ان «كلام عون لا يتناسب مع مقامه»، موضحا أن ذلك «لا يفيد ولا يصنع مشروعا سياسيا». واعتبر أن «مهاجمة الهيئة العليا للاغاثة تتم ضمن إطار مطالب معينة»، رافضا «منطق الابتزاز السياسي» ومؤكدا أن «مهاجمة الحكومة لا تجعلها حكومة غير محترمة».

كما حمل عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار الحوري بشدة على عون، فقال: «في كل مرة تظهر بوادر مصالحة ما، يطل علينا الجنرال عون متضررا من جو الاستقرار ورافضا في المطلق التقاء اللبنانيين ومصرا على لغة تعودها في كل الاتجاهات، من دون ان يوفر حتى حلفاءه وهذا ما فعله بالامس. ولم يعد مستغربا منه هذا العداء المفرط للخير وللعطاء، وهذا الاصرار على الافتراء على جميع الناس. ولم يعد مستغربا استسلامه لمخيلة تحصره في دائرة معاداة المنطق، ووصوله الى حيث اوصل نفسه بنفسه، خصوصا لجهة اختراعه انتصارات وهمية مبنية على ادعاء العفة والفضيلة واتهام الاخرين». وأضاف: «على الجنرال ان يعلم ان اللبنانيين قد حسموا خياراتهم بالمصالحة والاستقرار وبناء مستقبل واعد للاجيال المقبلة بعدما جربوا الكثير من الخيارات السيئة وتجاربه تأتي في هذا السياق». ودعا عون إلى «أن يتنبه ان في النظام الديموقراطي مؤسسات دستورية، عليه ان يعتاد على احترامها واحترام الاساليب الديموقراطية. وعليه ان يعلم في النهاية انه مهما استعمل من لغة الاتهامات فالديك يصيح والضوء على الله». في المقابل، استغرب عضو «كتلة التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا «الردود الانفعالية» على عون، معتبرا انها «مبنية على اللامنطق». وقال في بيان: «لقد كانت ردودهم السياسية دون المستوى المطلوب لأنهم تعرضوا لشخص الرئيس عون دون التطرق الى المسائل التي أثارها من هدر وتجاوزات اوصلت الدين العام الى ما يقارب الـ50 مليار دولار أميركي والى أوضاع معيشية وأمنية فاقت كل تصور». واضاف: «ان المتباكين والمدافعين عن رئيس الحكومة، هل في استطاعتهم الإجابة عن سؤال واحد: ما هي منجزاته منذ العام 1992 حتى يومنا هذا لتحسين أوضاعهم المعيشية؟»، وطالبهم بـ«أن يعزفوا على غير نغمة التهجم على الرئيس العماد ميشال عون. ونذكرهم بأن المليارات المهدرة كانت اشترت الاف المعدات الحربية للجيش والتي كانت لتمكنه من حفظ الأمن ومنع الإرهابيين من التطاول عليه وعلى أمن المواطنين». بدوره، رد عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب شامل موزايا فقال في بيان: «يتحفنا البعض بالتهجم على دولة الرئيس العماد ميشال عون محاولين الاساءة الى الزعيم المسيحي الوطني. فلن نسمح لمن نبذهم المسيحيون ورفضوا التصويت لهم أن يتطاولوا على ممثل المسيحيين وزعيمهم».