المصالحة المسيحية: لحود يأمل في طي الخلافات وكنعان لا يريدها «تقطيعاً للوقت» حتى الانتخابات

حلو لـ«الشرق الأوسط»: الأفضلية للحوارات الثنائية المنتجة

TT

أكد النائب اللبناني هنري حلو لـ«الشرق الأوسط» أمس أن اللقاء النيابي المسيحي الموسع الذي عقد أول من أمس برعاية الرابطة المارونية «أفضل من عدم الحوار، لكنه لن يؤدي الى نتائج ايجابية على صعيد المصالحة المسيحية اذا استمر البعض في الدعوة الى توسيعه».

ودعا الى «حوارات ثنائية» فعالة تنتج مصالحات حقيقية برعاية لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريركية المارونية «لأن وجود 50 شخصية في مكان واحد يعطي اجواء ايجابية، لكنه لن يؤدي الى نتائج ملموسة».

وقال حلو: «يجب أن نتقدم خطوة خطوة في اتجاه المصالحات، وعلينا أن لا نعطي الناس انطباعاً بأن الشارع المسيحي كله في خصومات داخلية، فالواقع ان هناك قيادات سياسية لديها خلافاتها التي يمكن تجاوزها وحلها اذا صفت النيات». وأضاف: «الاولوية يجب أن تكون لحل الخلافات والازمات الآنية، كما هي حال «القوات اللبنانية» وتيار «المردة» بعد الاحداث الامنية الاخيرة بينهما».

واستغرب حلو «فتح النار على الجميع من جانب العماد ميشال عون ومن دون اثباتات». وقال: «لدى العماد عون وزراء في الحكومة، فليكشفوا لنا بالوقائع ما يحصل بدلاً من اطلاق الكلام في الهواء».

واعتبر وزير الدولة نسيب لحود «ان حصول لقاء بين أخصام تاريخيين مثل «القوات اللبنانية و«تيار المردة» يغير المناخ على الساحة المسيحية ويفتح المجال لمصالحات بين أطراف أخرى مسرعا بذلك في طي صفحة الخلاف». وأشار الى نوعين من الملفات يحتاجان الى المعالجة، «أولهما حل الخلافات التي أسستها الحرب اللبنانية وثانيهما تنظيم الاختلاف السياسي ضمن النقاش الموضوعي». وعبر لحود عن «انزعاجه من أطراف تصر على نبش الماضي واستحضار الخلافات التي لا مرتجى منها سوى إرباك العلاقات بين اللبنانيين وعرقلة قيام الدولة»، وتوقف عند «الانتقادات التي وجهها رئيس تكتل التغيير والإصلاح لرئيس الحكومة العماد ميشال عون والبطريرك الماروني»، مشيرا إلى «أن الكلام بحق الرئيس فؤاد السنيورة ظالم ومعيب»، واصفا التطاول على «مقام بكركي بالخطأ الفادح». وقال: «من المعيب التوجه الى رئيس الحكومة بمثل هذا الكلام الجارح، لأنه رجل محترم محليا وإقليميا ودوليا ويتمتع بأخلاق وصدقية عالية وخبرة كبيرة. وهذه الهجمات لا تنال منه بل هي مجرد حفلة مزايدات ذات طابع انتخابي». وتخوف من «حوادث أكبر من حادثة بصرما إذا لم تحصل المصالحات التي تمنع الاقتتال وترسي جوا هادئا يسمح بحصول إنتخابات حرة ونزيهة سيحدد فيها بيد من سيكون مستقبل لبنان».

واعتبر أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان أن «اجتماع النواب الموارنة كان مناسبة مهمة للقول إن العلاقات المسيحية ـ المسيحية أساس في بناء الدولة على أسس ديموقراطية صحيحة وليس على هامش هذه العملية»، مؤكدا أن «لا انقسام مسيحيا إنما تنوع وتعدد في صفوف المسيحيين وهذا التنوع يحتاج إلى تنظيم واتفاق على رؤية مشتركة يتنافس الجميع تحت سقفها». وتمنى «ألا يكون جو المصالحات والتفاهمات ظرفا عابرا بهدف تمرير الوقت قبل الانتخابات وتحقيق مصالح انتخابية ضيقة».