تحركات لمعالجة الوضع في عين الحلوة والحريري تحذّر من «فيلم» لتهجير سكان المخيم

الجيش اللبناني ينفي ما نقله الإعلام حول مخيم البداوي

TT

تسارعت خطوات تحركات القوى اللبنانية والفلسطينية في جنوب لبنان لمعالجة الأوضاع المتأزمة والمضطربة داخل مخيم عين الحلوة بعد سلسلة تفجيرات وعمليات اغتيال حصلت داخله في الفترة الاخيرة، في وقت حذرت وزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان بهية الحريري «من فيلم كبير يحضّر لمخيم عين الحلوة يؤدي الى تهجير سكانه».

ودعت الحريري خلال إستقبالها وفد القيادة السياسية المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ممثل اللجنة التنفيذية للمنظمة في لبنان كمال ناجي الى «اجراء المصالحات (بين الفصائل الفلسطينية داخل المخيم) ومعالجة الاوضاع الاجتماعية، وضبط الانفعالات والعصبيات»، ونصحت الفلسطينيين بعدم «الانجرار الى الصدام».

وخاطبت الوفد الفلسطيني قائلة: «أنتم مثل أشقائي وأولادي، ونصيحتي لكم ضبط النفس، لأني حريصة عليكم ولن تجدوا أي جهة سياسية صادقة معكم أكثر مني ومن الشيخ سعد (النائب سعد الحريري) انطلاقاً من ايماننا بقضيتكم مهما إتهمونا أو صنفونا».

وتحدثت عن اجواء المصالحات في لبنان، وقالت: «كل واحد منكم ومن خلال موقعه يمكنه ترجمة الآليات لتثبيت السلم الاهلي. ويجب ان تكون العلاقة سوية عبر تسليم ملف المخيمات الى الدولة اللبنانية وعدم الانجرار الى أي مشكلة». ودعت الجيل الفلسطيني الجديد «الى التسلح بسلاح العلم والمعرفة واستثمار قدراته الواعدة».

أضافت: «اننا سنتصدى لكل محاولات ضرب استقرارنا وسلمنا الاهلي وسنقاومها بكل ما أوتينا من قوة من خلال تثبيت المصالحات وعدم السماح للفتن بالاطلالة مرة أخرى على اي منطقة في لبنان. واتفاق الدوحة بدأ يصل الى خواتيمه بإقرار قانون الانتخاب والعمل على تثبيت الاستقرار ومسك زمام الامن وتثبيت المصالحات على مساحة الأرض اللبنانية».

وكان الوفد الفلسطيني التقى فاعليات مدينة صيدا بدءاً بمفتي صيدا الشيخ سليم سوسان ثم رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الشيخ علي عمار، فإمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود ورئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري والنائب أسامة سعد. واطلع الوفد الشخصيات المذكورة على أوضاع المخيم والاجراءات والقرارات التي اتخذت وأهمها ايجاد مرجعية أمنية واحدة ورفض تعدد المرجعيات الامنية. وبعدما اعتبر النائب سعد «ان الامن الفلسطيني يوازي الامن الوطني اللبناني»، تمنى «أن تنتهي هذه الحوادث من السلاح الذي بات يرهب الشعب الفلسطيني»، مبدياً تخوفه من «استهداف المخيمات، خصوصاً مخيم عين الحلوة الذي يشكل عاصمة الشتات للاجئين الفلسطينيين»، مؤكداً أن «أي استهداف له يهدد أمن مدينة صيدا ولبنان وأمن كل الشعب الفلسطيني».

من جهته، تحدث ناجي باسم الوفد الفلسطيني فقال: «نؤكد التنسيق مع الدولة اللبنانية ومع الجيش اللبناني، نحن نريد حلّ كل القضايا والاستعصاءات التي تراكمت على مدى سنوات في المخيم وقد بدأنا بهذا الامر. واطمئن جميع اخواننا اللبنانيين الى أننا نعالج وضع الامن في المخيم باعتباره جزءاً من امن اللبنانيين وجزءاً من أمن لبنان، وبالتالي هذا الامر لا رجعة عنه على الاطلاق. هناك استهدافات أمنية للمخيم وربما، بل أؤكد ان اسرائيل هي أحد الاطراف الرئيسية التي تستهدف أمن هذا المخيم، لذلك نحن نتعامل مع هذا الحدث بتحدٍ».

وتحدث المسؤول الفلسطيني عن «خطوات عملية اتخذت، مثل غرفة عمليات والعمل على تشكيل قوة أمنية وخطة انتشار خلال أيام قليلة في المخيم، اضافة الى مصالحات قادمة على الطريق. وسيكون هناك تعويض عن الاضرار في المخيم وحوار سياسي شامل بين كل الجماعات والفصائل الفلسطينية».

من جانب اخر، نفت امس قيادة الجيش اللبناني ما «نسبته بعض وسائل الإعلام، الى مصادر عسكرية مطلعة، نفي معلومات تتعلق بالاستعداد للدخول الى مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في الشمال».