نوح زعيتر تاجر مخدرات يجاهر بنشاطاته في البقاع اللبناني

مطلوب للعدالة ويجاهر بتجارة المخدرات

TT

الكنيسة (لبنان) ـ ا ف ب: يجاهر نوح زعيتر اللبناني المطلوب للعدالة بمئات الجرائم، بانه يزرع القنب الهندي ويتاجر به، لكنه يؤكد ان ذلك لم يكن خيارا بل فرضته الظروف في بلدته الصغيرة الواقعة في شرق لبنان.

ويتنقل زعيتر ،37 عاما، الذي يربط شعره الطويل ويرتدي الجينز الضيق وجزمة رعاة البقر الاميركيين في قريته محاطا بحراسه الشخصيين. وهو يعتبر من بين ابرز مزارعي المخدرات والمتاجرين بها، البالغ عددهم نحو 50 في منطقة البقاع (شرق) الخارجة معظمها عن سلطة القانون حيث يفلتون من العقاب بشكل شبه تام.

يضع زعيتر على وسطه مسدسا فيما يحمل حراسه رشاشات حربية او قاذفات صاروخية ويطلقون على انفسهم ألقابا منها «النمر» و«العقرب» و«بن لادن». يتحدث زعيتر بصراحة عن نشاطاته غير المشروعة مشددا على انه لم يختر نمط حياته انما الظروف فرضته عليه. ويشدد على استقلاليته مؤكدا انه لا ينتمي الى اي طرف ولا يتمتع بحماية اي تيار سياسي. ويحيط زعيتر نفسه خلال تنقلاته بـ14 حارسا مسلحا، وهو أب لأربعة اولاد اكبرهم علي، وأصغرهم غيفارا. ويقول «نزرع القنب لان لا خيار اخر عندنا. انه المنتوج الوحيد الذي باستطاعتنا تصريفه». تصل ارباح زعيتر عندما يكون المحصول جيدا الى مليون ونصف المليون دولار تقريبا.

وهو يساعد أهل قريته البالغ عددهم نحو 200 نسمة ويقيمون في منازل لا تتوافر في بعضها المياه او الكهرباء. ويقول: «اعتني بهم. اؤمن لهم الخبز والمياه بما ان الدولة عاجزة عن القيام بذلك». ويضيف «صحيح انني شخص مطلوب» للعدالة، واصفا من يلاحقونه بـ«مجموعة لصوص».

وشكل البقاع لفترة طويلة ارضا خصبة لزراعة المخدرات. وازدهرت هذه التجارة خلال الحرب الاهلية (1975-1990) حين كانت سورية تسيطر على لبنان مع مداخيل تصل الى ملايين الدولارات. وبعد عام 1990 تراجعت هذه الزراعة في اطار الضغوط الدولية التي بذلت للقضاء عليها، ثم استعادت بعض نشاطها في العامين الماضيين بسبب حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي.

ويعزو المقدم عادل مشموشي رئيس مكتب مكافحة المخدرات ذلك الى «الوضع السياسي المهترئ» ويقول «في السنتين الماضيتين ازداد الإنتاج بشكل ملحوظ بسبب الاوضاع».

ويقدر مشموشي مساحة الاراضي التي زرعت هذا العام بالقنب والخشخاش بحوالي 3500 هكتار مربع (حوالي 35 كلم مربع). يتراوح سعر الكيلوغرام من حشيشة الكيف بين 300 و400 دولار فيما يتراوح سعر كيلوغرام الهيرويين بين 9 و10 الاف دولار. ويصدر الانتاج الى الخارج او يصرف في السوق المحلية.

ويقول مشموشي «لا يمكننا القيام بشيء. قانون العشائر هو السائد في منطقة البقاع والاوضاع السياسية غير مستقرة. لا يمكننا تعريض عناصرنا لخطر».

ويضيف «أمثال زعيتر يعتقدون بانهم فوق القانون. سيأتي يوم يقبعون فيه وراء القضبان (...) يوما ما سنتمكن من ملاحقتهم».

ويتطلب سرد التهم في حق زعيتر صفحات طويلة ومنها تجارة المخدرات وتهريبها، سرقة السيارات، الارهاب، تجارة السلاح، ترويج عملات مزورة، خطف وحجز حرية... كذلك فهو مطلوب من الانتربول.