عائلة أشرف مروان: التحقيقات وراء مقتله بدأت متأخرة

أكدت تلقي الفقيد تهديدات بالقتل قبل أيام من الحادث

TT

قالت أسرة أشرف مروان سكرتير الرئيس المصري الراحل أنور السادات، زوج كريمة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إن التحقيقات البريطانية في وفاة أشرف مروان الغامضة بدأت متأخرة. وقال أحمد مروان نجل رجل الأعمال المصري في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: رغم أنه يسعدنا بدء التحقيقات الجدية إلا أنهم (السلطات البريطانية) بدأوا ما كان يفترض أن يفعلوه في 27 يونيو (حزيران) من العام 2007 (يوم وفاة مروان).

ونشرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية في عددها الصادر أمس تقريرا عن إعادة فتح التحقيقات وتولي فريق جديد المهمة بعد شكوى أسرته من اختفاء الدليل الأساسي على حادثة وفاته.

وذكرت الصحيفة أن الفريق الجديد تولى تلك التحقيقات، بعد اختفاء الحذاء الذي كان يرتديه مروان قبل وفاته، إثر سقوطه من شرفة شقته في الطابق الخامس بوسط العاصمة لندن.

وقال أحمد مروان: نتابع القضية منذ اليوم الأول وهم بدأوا في فعل ما يتوجب لكنه يتم بعد الوفاة بأكثر من سنة، مشيرا إلى أن الوفاة حدثت في 27 يونيو من العام 2007 والتحقيقات الجدية بدأت قبل فترة قليلة. وأكد مروان الأبن تلقي والده عدة تحذيرات بالقتل وأخبر زوجته بها بالفعل، مشيرا إلى أن مروان الأب كان لديه مخاوف معينة من جهات محددة، لكن نجله رفض تحديد تلك الجهات. وأشار إلى أن الأسرة ذهبت أكثر من مرة على الشقة التي وقعت فيها الجريمة، هو وأخيه جمال، أكثر من مرة. ورفض أحمد توجيه اتهام إلى الجهة المسؤولة عن مقتل والده واكتفى بالقول: ليس لدي سلطة الكلام، والسلطات المصرية أصدرت البيان المناسب في هذا الشأن، ويتحتم علينا (أسرة مروان) باعتبارنا أناس وطنيون أن نتحمل مسؤولية كلامنا». واستبعد أن تتوصل السلطات البريطانية إلى الجاني الحقيقي، متسائلا: كيف يصلوا إلى الجاني وقد بدأوا التحقيقات متأخرين. من جهتها قالت «الاوبزرفر» البريطانية أمس إن الوفاة الغامضة للملياردير المصري مروان، الذى عُثر على جثته تحت شقته قبل أسابيع من اتهامه بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، يحقق فى ملابساتها الآن فريق جديد من مفتشي الجرائم بعدما اشتكى أفراد من عائلته من اختفاء دليل أساسي.

وأضافت أن مديرية الجرائم الخاصة فى شرطة أسكوتلانديارد تحقق الآن فى قضية مقتل مروان، بعدما تبين أن الحذاء الذي كان يرتديه حين سقط من شقته في الطابق الخامس لم يعثر عليه فريق التحقيق السابق الأمر الذي يعمق فقط الشكوك المحيطة بظروف وفاته. وأوضحت الصحيفة في تقريريها أن الحذاء الذي كان يرتديه مروان قبل وفاته يعد دليلاً بالغ الأهمية في التحقيق لأنه يفترض أن يحمل آثار تربة أو دهان في حال أنه أقدم على الإنتحار إذ كان يتعين عليه أن يقف على مزهرية ويصعد فوق جهاز تكييف للقفز من فوق السياج المحيط بشرفة منزله والبالغ ارتفاعها نحو متر. ونسبت الصحيفة إلى مصدر في الشرطة البريطانية قوله «إن قضية أشرف مروان تم تحويلها إلى فريق خاص من المفتشين بسبب تواتر الشائعات الدولية بشأن أسباب وفاته، والإعتراف بأن دليلا أساسيا لم يُعثر عليه»، مشيرة إلى أن أحد أفراد عائلة مروان «أكد أن فريقاً جديداً من مفتشى الشرطة البريطانية تولى مهمة التحقيق الآن بسبب الانتقادات حول فقدان الدليل، وشدد على أن شرطة أسكوتلانديارد كان من المفترض أن تغير تكتيكاتها فى وقت مبكر» وقالت الصحيفة أن منى زوجة الملياردير المصري أبلغت الشرطة أن مروان حذّرها ثلاث مرات من قبل بأنه قد يتعرض للاغتيال. وتوفي الدكتور مروان عن 62 عاماً في يونيو من العام الماضي في حادث غامض، خصوصا أن القتيل أثار جدلا واسعا حول عمله مع أجهزة المخابرات، سواء المصرية أو الإسرائيلية. وتباينت آراء المعلقين الإسرائيليين من مؤرخين وضباط سابقين بشأنه، ففي كتاب صدر في لندن تحت عنوان «تاريخ إسرائيل» للمؤرخ والضابط السابق بالجيش الإسرائيلي أهارون بريجمان قال إن إسرائيل سقطت في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 في فخ نصبه لها بإحكام عميل مزدوج مصري في إشارة إلى أشرف مروان. وحسم الرئيس المصري حسني مبارك الجدل بالقول إن «أشرف مروان كان وطنيا مخلصا لوطنه وقام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها .. ولكنه كان بالفعل مصريا وطنيا ولم يكن جاسوسا على الإطلاق لآية جهة». كما أن الجنازة الرسمية التي حفي بها أغلقت الباب حول عملاته لإسرائيل رغم ترديد الأخيرة بأن مروان كان عميلا مزدوجا. وكانت شرطة أسكوتلانديارد أكدت، أن التحقيقات ما زالت مستمرة في الحادث.