مسؤولون أميركيون: نعيد تقييم سياسة عزل سورية في الأشهر الأخيرة لولاية بوش

بعد إشارات من دمشق.. وضغوط من البنتاغون لتخفيف الضغط على حدود العراق

TT

قال مسؤولون وخبراء اميركيون ان الولايات المتحدة تقوم بتقييم سياستها الهادفة الى عزل سورية في الأشهر الاخيرة الباقية لحكومة بوش لكن ليس من المرجح ان تعيد سفيرها الى دمشق في أي وقت قريب. وقال مسؤول اميركي بارز ان هناك محادثات حول كيفية ممارسة واشنطن «نفوذها» على دمشق بافضل وسيلة خاصة في اعقاب التقارب بين فرنسا وسورية وزيارة الرئيس نيكولا ساركوزي لدمشق في الشهر الماضي. وقال المسؤول البارز الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع لوكالة رويترز امس «إننا نبحث ما إذا كانت هناك بعض المزايا في اعادة تشكيل أنفسنا دبلوماسيا». وأوضح ان التحرك الأميركي جاء وسط «علامات مشجعة» من جانب سورية مثل مساعدتها في التوسط في انتخاب الرئيس اللبناني وقرارها باقامة علاقات دبلوماسية مع جارها الذي سيطرت عليه عسكريا لنحو ثلاثة عقود.

وفي اشارة لاحتمال حدوث دفء في العلاقات، التقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بوزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية الشهر الماضي وهو ثالث اجتماع لهما خلال 18 شهرا. وقال المعلم لقناة العربية التلفزيونية ومقرها في دبي ان محادثاته مع رايس كانت «ايجابية» وتعد «مدخلا الى حوار». وقال مساعدو رايس انها ضغطت عليه في عدة مجالات منها علاقات سورية مع ايران وأمن الحدود السورية مع العراق و«اعمالها» داخل لبنان واستضافة الجماعات الفلسطينية المتطرفة الى جانب بطء الاصلاحات فيما يتعلق بحقوق الانسان. واعقب ابرز دبلوماسيي وزارة الخارجية في الشرق الاوسط ديفيد ويلش ذلك باجراء مناقشات مطولة مع المعلم في نيويورك يوم الاثنين. وقال الدبلوماسي البارز تعليقا على محادثات كل من رايس وويلش «اننا نتطلع الى سبل التحسين وان نجعل جهودنا اكثر فعالية من اجل دفعهم الى تغيير سلوكهم». ويقول عدد من الدبلوماسيين والمحللين ان هناك ايضا ضغوطا من جانب البنتاغون لاقامة علاقات افضل مع سورية لوجود احساس بان هذا سيخفف التوتر في المنطقة خاصة على الحدود مع العراق. وتنفي سورية انها تقوم بتأجيج العنف في العراق. لكن يبدو ان البيت الابيض اقل تحمسا تجاه اجراء تحول في العلاقات مع سورية حيث اكد ذلك الرئيس جورج بوش في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة عندما قال ان سورية الى جانب ايران تواصلان رعايتهما للارهاب. ورفض المتحدث باسم البيت الابيض جوردون جوندرو التعليق عندما سئل عما اذا كانت هناك تحركات لاقامة علاقات اوثق مع سورية. وربما تكون هناك مراجعة هادئة في وزارة الخارجية الاميركية حول كيفية التعامل مع سورية، لكن المسؤولين الاميركيين يقولون انه لا توجد خطط لتعزيز الوجود الدبلوماسي في دمشق او اعادة السفير الى هناك الذي استدعي بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ولا توجد ايضا خطط لارسال رايس في «مهمة سلام» الى سورية لكي تنضم الى ما تصفه واشنطن بانه «مواكب» الزائرين الاوروبيين لدمشق في الاونة الاخيرة بما في ذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ويبدو التحرك لاعادة مراجعة السياسة تجاه سورية جزءا من وضع اسس العمل للحكومة القادمة سواء بقيادة الجمهوري جون ماكين او الديمقراطي باراك اوباما. وقال الخبير في الشؤون السورية دانييل ليفي في مؤسسة «اميركا الجديدة» لرويترز «انهما يريدان ان يكونا ضالعين في ذلك الان حتى لا يبدو كأنه تراجع فيما بعد». وأضاف «كان الوقت مناسبا منذ فترة طويلة جدا للقيام بذلك لان سياسة العزل لم تنجح». وتراقب واشنطن ايضا عن كثب المحادثات غير المباشرة التي تتوسط فيها تركيا بين سورية وإسرائيل لتصدر حكمها حول متى يكون الوقت مناسبا لتدخل الولايات المتحدة.

وأثارت رايس التي تتوسط في محادثات الدولة الفلسطينية بين الإسرائيليين والفلسطينيين هذا الموضوع في اجتماعها مع المعلم وقالت للصحافيين بعد ذلك «الولايات المتحدة قالت دائما انه في الوقت الذي سيكون مناسبا للمساعدة فان الولايات المتحدة بطبيعة الحال ستكون راغبة في القيام بدور».