مسؤول عسكري بريطاني: استحالة الانتصار عسكريا في أفغانستان

انتحاري يستهدف قافلة عسكرية في هيرات

ملصق يحمل صورة قائد التحالف الشمالي في افغانستان، احمد شاه مسعود، الذي اغتالته «القاعدة» قبل يومين من هجمات سبتمبر وسط مدينة طالقان بقندز، بعد عملية نفذها انتحاريان من أصول عربية تنكرا في هيئة صحافيين في مقر إقامته بالقرب من الحدود الطاجيكية (رويترز)
TT

ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» امس ان قائدا بريطانيا في افغانستان قال ان الحرب ضد حركة طالبان الافغانية لا يمكن الفوز بها. ونقلت عن البريجادير مارك كارلتون سميث قوله في مقابلة انه اذا كانت طالبان راغبة في الحديث فان ذلك حينئذ ربما يكون «تحديدا نوع التقدم» اللازم لانهاء التمرد. وقال: «لسنا بصدد الفوز بهذه الحرب. انها مسألة خفض لمستوى من التمرد يمكن التعامل معه ولا يمثل تهديدا استراتيجيا ويمكن للجيش الافغاني التعامل معه». واوضح ان قواته :«نزعت شوكة طالبان في 2008»، لكن القوات ربما تغادر افغانستان وما زال هناك مستوى منخفض من التمرد. ولكن وزير الدفاع الافغاني عبد الرحيم وارداك أبدى خيبة أمله اليوم من تصريحات القائد البريطاني وقال انه يجب التغلب على التمرد. وقال للصحافيين: «أعتقد أن هذا رأي شخصي لهذا القائد... الهدف الرئيسي للحكومة الافغانية والمجتمع الدولي بأكمله هو أن نتغلب على هذه الحرب الارهابية وأن ننجح. وأشار الى أن النجاح يعتمد على كيفية تعامل القوات البريطانية مع المشاكل التي تواجهها في اقليم هلمند ولكنه لم يذكر ما اذا كانت استراتيجية القوات الحالية هي الاستراتيجية الصحيحة. وأجاب ردا على سؤال ما اذا كانت تصريحات القائد مخيبة للامال قائلا: «نعم انها مخيبة للامال بالتأكيد. ولبريطانيا نحو ثمانية الاف جندي في أفغانستان معظمهم في اقليم هلمند المضطرب الجنوبي حيث تواجه القوات اشتباكات يومية مع تزايد التمرد. وكان قادة حلف شمال الاطلسي ودبلوماسيون يقولون منذ بعض الوقت ان تمرد طالبان لا يمكن التغلب عليه بالوسائل العسكرية وحدها وان المفاوضات مع المتشددين ستكون ضرورية لا محالة لوضع نهاية للصراع. واضاف كارلتون سميث: «اذا كانت طالبان مستعدة للجلوس على الجانب الاخر من الطاولة والتحدث بشأن تسوية سياسية فسيكون ذلك حينئذ نوع التقدم الذي ينهي حركات تمرد مثل هذه... يجب ألا يجعل ذلك الناس يشعرون بالضيق». وزاد العنف في افغانستان الى اسوأ مستوياته منذ عام 2001 عندما اطاحت القوات بقيادة الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) على الولايات المتحدة. وقال العسكري البريطاني للصحيفة إن قواته وجهت لحركة طالبان «ضربات موجعة خلال هذه السنة لكنها تكبدت بدورها خسائر فادحة ناهزت 32 قتيلا و170 جريحا». وضم كارلتون سميث صوته إلى صوت المطالبين بإيجاد حل سلمي للصراع في أفغانستان، معتبرا أن هذا الجدل لن يتم إلا عبر تسوية سياسية تشمل حركة طالبان. وقال موضحا «إذا ما أبدت حركة طالبان استعدادا للجلوس إلى الطرف الآخر من طاولة المفاوضات من أجل بحث تسوية سياسية، فإن ذلك سيكون بمثابة تقدم قد ينهي التمرد، وهذا ما لا ينبغي أن يثير الحرج». وتأتي تصريحات العسكري البريطاني، عقب تسريبات لمذكرة دبلوماسي فرنسي جاء فيها أن السفير البريطاني في كابل سير شيرارد كاوبر كولز قال له إن الخطة المتبعة في أفغانستان «ستأول إلى الإخفاق التام». ورفض قائد كبير بطالبان يوم الجمعة التصالح مع ما وصفها بالحكومة الافغانية «الدمية». وكرر الملا براذر الذي كان قائدا عسكريا كبيرا عندما كانت طالبان تتولى السلطة هدف حرب طالبان وهو القتال حتى طرد آخر جندي من أكثر من 70 ألف جندي من القوات الاميركية وأخرى تابعة لحلف شمال الاطلسي من البلاد. واوضح ان المقاتلين لن يتفاوضوا فيما لا تزال هناك قوات أجنبية على الاراضي الافغانية. وقال الرئيس الافغاني حميد كرزاي انه طلب الاسبوع الماضي من العاهل السعودي التوسط في المحادثات مع مقاتلي طالبان ودعا زعيم طالبان الملا عمر للعودة الى مسقط رأسه ولاحلال السلام. من جهة اخرى صرح مسؤولون أفغان امس بأن انتحاريا هاجم قافلة عسكرية بغرب البلاد ما أسفر عن مقتله وجرح جندي وثلاثة مدنيين، بينما ألقت قوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) القبض على قائد بارز بحركة طالبان في الاقليم الجنوبي. وقال عبد الرؤوف أحمدي المتحدث باسم شرطة المنطقة الغربية إن الانتحاري اخترق القافلة التابعة للقوات الوطنية بدراجته البخارية المفخخة فى منطقة جوزارا باقليم هيرات الغربي بعد ظهر امس. وأضاف أحمدي أن الانتحاري لقي حتفه جراء الانفجار الذي أسفر عن جرح جندي وثلاثة من المدنيين المارة. يأتي هذا بينما أعلنت قوات التحالف فى بيان امس أن قوات الناتو ألقت القبض على من يشتبه في انه زعيم بحركة طالبان بمنطقة ترين كون بإقليم أوروزجان الجنوبي في الاول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وأكد البيان أنه جرى اعتقال الملا سخي داد المتورط في تنظيم وتنسيق الانتحاريين في الاقليم دون اراقة قطرة دم واحدة. وأوضح البيان أن «الانتحاريين يخضعون له مباشرة ولا يقومون بأي عملية إلا بعد أخذ إذنه .. كما يعتقد أن سخي داد على صلة بقيادات طالبان وخاصة الملا براذر أخوند الرجل الثانى في الحركة». وفي إطار سعيهم للاطاحة بالحكومة الافغانية المدعومة من الغرب يعتمد مسلحو طالبان على الهجمات الانتحارية وزرع القنابل على جوانب الطرق. ويخوض نحو 70 ألفا من القوات الدولية وعدد مماثل من القوات الافغانية حربا ضد طالبان التي أطاح الغزو الاميركي بها نهاية عام 2001.

ومنذ مطلع العام الجاري قتل فى الصراع أكثر من أربعة آلاف شخص معظمهم من المتمردين.