باكستان: مسؤولو المخابرات يطلعون البرلمان على العمليات العسكرية في المناطق القبلية

TT

سيطلع مسؤولو الاستخبارات والأمن، بعد غد الأربعاء، أعضاء البرلمان الباكستاني بمجلسيه على تفاصيل العمليات العسكرية الجارية ضد المسلحين في المناطق القبلية الباكستانية، والعلاقة بين الوضع المتوتر في المناطق القبلية وموجة من التفجيرات الانتحارية ضربت مدن باكستان الكبرى. وكشف الإعلان الرسمي الصادر عن رئيس مجلس النواب ان الرئيس آصف زرداري سيعقد جلسة مشتركة خاصة في البرلمان (مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية) يوم الاربعاء المقبل. وقال الاعلان الرسمي ان الجلسة المشتركة سيشارك فيها كبار المسؤولين في الجيش والمخابرات عن العمليات العسكرية الجارية في المناطق القبلية. وسيطلع أعضاء البرلمان على التحقيقات التي أجريت حتى الآن في ما يتعلق بشأن علاقة محتملة بين موجة من التفجيرات الانتحارية في المدن الباكستانية والوضع في المناطق المتوتر في المناطق القبلية. وتشير مصادر المخابرات الباكستانية بشكل واضح إلى استنتاج مفاده أن هناك صلة واضحة بين الوضع في المناطق القبلية الباكستانية وموجة من التفجيرات الانتحارية عمت المدن الباكستانية خلال الأسابيع الماضية. ويأتي السماح لضباط المخابرات الباكستانية بالمثول أمام مجلسي النواب بعد سلسلة من الاجتماعات في العاصمة إسلام آباد لبحث الوضع الأمني المتردي. وكان الرئيس زرداري دعا الجماهير الى التوحد ومساندة الحكومة لمحاربة الإرهاب والتطرف من أجل إنقاذ الاتحاد الذي يجمع أقاليم باكستان الأربعة. وقال بيان رئاسي باكستاني إن زرداري بحث خلال اجتماع عقده مع رئيس وزرائه، سيد يوسف رضا جيلاني، ورئيس الأركان الباكستاني، الفريق إشفاق برويز كياني، وزعيم حزب عوامي الوطني الشريك الرئيسي في الائتلاف الحاكم، أصفند يار ولي خان، الحالة الأمنية في منطقة القبائل وتدارس الاستراتجية المطلوبة لمواجهة الإرهاب. وأكد زرداري أن الجيش سيستمر في محاربة الإرهاب حتى يتحقق السلام والاستقرار في منطقة القبائل.

الى ذلك، ذكر مسؤولون باكستانيون امس أن تسعة من عناصر حركة طالبان قتلوا في المناطق القبلية في شمال غربي باكستان القريبة من الحدود مع افغانستان. وصرح مسؤول محلي، طلب عدم كشف هويته، ان الجيش قتل ستة اسلاميين مساء اول من امس في معارك قرب بلدتي راشاكاي وتانغ خاتا في منطقة باجور التي تشهد هجوماً عسكرياً واسع النطاق ضد طالبان ومقاتلي «القاعدة» ينفذه الجيش الباكستاني. وقال إن «تبادل اطلاق النار استمر حتى فجر امس، ولدينا معلومات ان ستة متمردين قتلوا». وفي اشتباك آخر اول من امس، قتل افراد قبيلة تساند الحكومة ضد طالبان ثلاثة متطرفين في غانداي في منطقة باجور ايضا. ويقول الجيش ان المعارك التي بدأت منذ شهرين، اسفرت عن سقوط اكثر من 1000متمرد اسلامي.

وتشكل باجور قاعدة خلفية لمقاتلي طالبان الذين يحاربون القوات الدولية، وخصوصاً الاميركية في افغانستان، ومعقلا لعناصر تنظيم «القاعدة» الذين تجمعوا تحت راية حركة طالبان الباكستانية». وكانت الولايات المتحدة قد صعدت أخيراً من هجماتها الصاروخية بواسطة طائرات بدون طيار. ويأتي هذا الحادث في ذروة الأزمة بين واشنطن وإسلام آباد بسبب استمرار إطلاق صواريخ على الأراضي الباكستانية، مصدرها الجيش الأميركي الذي يملك وحده مثل تلك الأسلحة من بين الجيوش المشاركة في القوة الدولية التي تحارب طالبان في أفغانستان. وذكرت تقارير إخبارية أن القوات الباكستانية والأميركية تبادلت إطلاق النار الأسبوع الماضي عبر الحدود. يُذكر أن الولايات المتحدة والقوات الدولية تطارد عناصر «القاعدة» وطالبان في المناطق القبلية شمال غربي باكستان. وقال الرئيس الباكستاني الجديد آصف علي زرداري في وقت سابق: «لن نتسامح مع ما من شأنه انتهاك سيادة باكستان».