رايس تعلن من كازاخستان رفضها منطق «دوائر النفوذ» التي حكمت الحرب الباردة

روسيا تزيل أول حواجزها في جورجيا.. وسفنها الحربية تدخل البحر المتوسط

وزيرة الخارجية الأميركية رايس تمسك بسماعة جهاز الترجمة أثناء مؤتمر صحافي في كازاخستان أمس (رويترز)
TT

جددت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس رفضها امس لتحديد «دوائر نفوذ» في دول اسيا الوسطى مثلما كان الحال اثناء الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو. وقالت رايس اثناء زيارتها الى كازخستان امس ان جهود بلادها لبناء علاقات اوثق مع الجمهورية السوفياتية السابقة لا تعني محاولتها اضعاف نفوذ روسيا في اسيا الوسطى. واوضحت رايس للصحافيين المرافقين لها: «كازاخستان دولة مستقلة، يمكنها اقامة صداقات مع من تشاء»، مضيفة: «انه امر طبيعي في القرن الـ21، ولا نرى ولا نقبل فكرة دائرة النفوذ». واثناء مؤتمر صحافي مع نظيرها في كازاخستان مارات تازهين، قالت رايس: «انها ليست منافسة لكسب ود كازاخستان». ووصف تازهين علاقة بلاده بالولايات المتحدة بأنها «مستقرة»، بينما وصف علاقتها بروسيا بأنها «ممتازة». وبدأت رايس محادثات في كازاخستان امس تركزت على التعاون في مجال الامن والطاقة مع الدولة الاستراتيجية الواقعة في وسط اسيا. والتقت رايس نظيرها تازهين في بداية زيارة قصيرة اجرت خلالها محادثات كذلك مع الرئيس نورسلطان نازارباييف. وفي وقت سابق صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك بأن القضايا التي سيتم بحثها ستتعلق بالتعاون في مجال الامن والطاقة اضافة الى الاصلاحات السياسية والاقتصادية في كازاخستان.

وترتدي كازاخستان اهمية كبيرة لجهود واشنطن لزيادة النفوذ الأميركي في وسط اسيا وتنويع خطوط الامداد بالطاقة في المنطقة بحيث لا تقتصر على روسيا والشرق الاوسط.

وتأتي زيارة رايس الى الجمهورية السوفياتية السابقة بعد توتر العلاقات بين موسكو والغرب اثر الاجتياح الروسي لجورجيا في اغسطس (اب) الماضي. وتتهم روسيا الدول الغربية تحاول جذب حلفائها التقليديين، خاصة مع عرض الشراكة للانضمام الى حلف الشمال الاطلسي (الناتو) لجورجيا واوكرانيا، بعد انضمام رومانيا ودول اخرى حليفة لروسيا. وفي خطوة لتطبيق الاتفاق الاوروبي ـ الروسي لتهدئة الأوضاع في جورجيا، بدأت روسيا بتفكيك أول نقطة تفتيش روسية في منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية.

وصرح ناطق باسم بعثة الاتحاد الاوروبي في جورجيا امس ان مراقبي الاتحاد سجلوا امس تفكيك اول حاجز روسي في المنطقة المتاخمة لمنطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق قوله: «مراقبينا ذهبوا الى نقطة آلي للمراقبة شمال غربي غوري (وسط جورجيا). لقد تم تفكيكها»، مضيفاً «انه اول حاجز يفكك» في اطار الاتفاق المبرم بين موسكو والاتحاد الاوروبي. وبموجب هذا الاتفاق، يفترض ان ينسحب الروس من الاراضي المحاذية لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا المنطقة الانفصالية الاخرى الموالية لروسيا، قبل العاشر من اكتوبر (تشرين الاول) الجاري، الى الخطوط السابقة لاندلاع النزاع مع جورجيا في السابع من اغسطس (اب) الماضي.

وافادت مصادر متطابقة انه من المرتقب ازالة حاجزين روسيين اخرين في المنطقة المجاورة لاوسيتيا الجنوبية صباح اليوم في اطار الاتفاق المبرم مع الاتحاد الاوروبي. وصرح الناطق باسم وزارة الداخلية الجورجية شوتا اوتياشفيلي لوكالة الصحافة الفرنسية: «انهم يستعدون للرحيل غدا من كفيناكوتسا ونرفازيري» الواقعتين غرب وشرق مدينة غوري (وسط). واكدت ناطقة باسم بعثة مراقبة الاتحاد الاوروبي في جورجيا ان تفكيك الحاجزين سيتم «الاثنين صباحا».

وفي تطور آخر يظهر جهودا روسية للعب دور في «دائرة نفوذ» الولايات المتحدة في اميركا اللاتينية، دخل اسطول من السفن الحربية الروسية مياه البحر الابيض المتوسط لاجراء مناورات قبل ان يتوجه الى فنزويلا لاجراء مزيد من المناورات. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للانباء عن ناطق باسم البحرية الروسية ايغور ديغالو ان «السفن الحربية وعلى رأسها حاملة الصواريخ النووية «بيوتر فيليكي» (بطرس الاكبر) عبرت مضيق جبل طارق ودخلت مياه المتوسط حيث ستقوم بعدد من المهمات». واضاف ان الاسطول الذي يشتمل كذلك على المدمرة «الاميرال تشابانينكو» وعدد من السفن المرافقة لها، سيزور العديد من الموانئ في المتوسط قبل ان يتوجه الى فنزويلا.

وكان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز صرح بأنه يتوقع وصول سفن حربية روسية الى بلاده في نهاية نوفمبر (نوفمبر الثاني) للمشاركة في مناورات مشتركة مع البحرية الفنزويلية قرب المياه الاميركية لاول مرة منذ انتهاء الحرب الباردة.