إعادة انتخاب حاكم بانكوك... وخسارة «المرشح الغاضب»

نجم انتخابات عاصمة تايلاند تاب عن دفع الرشاوى ولكن لم يكسب الناخبين

TT

في جميع أنحاء بانكوك، ظهرت صور شويت كامولفيسيت، الذي كان يمتلك سلسلة من صالونات التدليك المشتبهة والذي اعترف بدفع الرشوة للشرطة، وهو يقطب جبينه إلى السكان الذين أمل أن يصوتوا له في انتخابات يوم أمس التي حددت الفائز بمنصب حاكم أكبر مدن تايلاند. وقد تقمص شويت شخصية «المرشح غضبان» حيث أظهر حنقه على الفساد الذي انتشر في المدينة. وفي يوم الخميس، قام شويت كامولفيسيت بعمل غير متوقع، حيث قام بتوجيه لكمة إلى مراسل تلفزيوني كان قد تساءل بشأن رجولته، وهو الأمر الذي يعتبر خطأ سياسيا كبيرا في مجتمع ينظر إلى التحكم الانفعالي على أنه شيء ضروري له قيمة كبيرة. ويبلغ عدد سكان بانكوك أكثر من 10 ملايين نسمة، ويعاني سكانها العديد من أمراض المدن السريعة النمو مثلما هي الحال في بقية دول العالم النامي: فهناك زحام المرور والتلوث والفساد والخدمات السيئة، على رأس قائمة طويلة من شكاوى مواطنون منذ زمن. وقد حاول الحكام المتعاقبون مواجهة هذه المشاكل بدرجات متفاوتة، لكن معظم هذه الجهود فشلت بسبب الجمود البيروقراطي، والمصالح الشخصية وسيطرة الحكومة على الموازنة واهتمامها المحدود بالمنطقة الأكثر نمواً في البلد.

وينال شويت قدرا كبيرا من الشهرة أكبر من المرشحين الستة عشر الآخرين الذين خاضوا الانتخابات امس، ليعود الحاكم الحالي أبيراك كوسايودين ليتولى ولاية جديدة حاكماً لبانكوك. وعلى الرغم من انه خسر الانتخابات، الا ان شويت حصل على شهرة واسعة في البلاد. وهو قد حقق ثروته من خلال إدارة سلسلة من بيوت الدعارة التي كان يحاول إخفاءها عن الشرطة، ويفخر بأنه قدم رشوة للشرطة ذات مرة تقدر بنحو 3.5 مليون دولار سنوياً. لكنه قام ببيع هذه البيوت وعمل على تلميع صورته وأظهر نفسه على أنه سياسي مستقل تائب عن اخطائه السابقة. ونقل عنه قوله في السابق «حمامات التدليك عمل قذر، لكن السياسة أقذر».

وفي بيان رسمي أصدره اخيراً، أعلن شويت: «لدي سياستان رئيستيان: الأولى أنه لن يكون هناك فساد أثناء فترة حكمي، والثانية أنني سأعمل على تطوير بانكوك مع الأخذ في الاعتبار مشكلات الاحتباس الحراري العالمي. وفي أثناء فترة حكمي على الأقل».

ويوم الجمعة، بدا أن شويت المشاكس يشعر بالأسى، وكان يحاول تصحيح خطئه بضرب الصحافي من خلال زيارة أحد المعابد، وكان يتوسل في مؤتمر صحافي قائلا: «لا تستخدموا هذه الحادثة الواحدة في الحكم علي».

ولكن حتى قبل هذه الحادثة، فإن استطلاعا للرأي قامت به جامعة «سوان دوسيت راجابهات» أظهر أن شويت يحتل المرتبة الثانية، بعد كوسايودين بنحو 33 نقطة.

وأبيراك، وهو عضو الحزب الديمقراطي المعارض، قام بعمل مستقر وان لم يكن مثيرا للإعجاب في فترة حكمه على مدار أربع سنوات، لكنه كان يستفيد من آلة الحزب الضخمة في المدينة ونقص المنافسة. وحصل أمس على 52 في المائة من أصوات الناخبين. وقد استفاد أبيراك كذلك من ازدياد حدة المنافسة السياسية التي قسمت المشهد السياسي في البلاد على المستوى الوطني. وقد عمق ذلك الانقسام من الفجوة بين الأغنياء في الحضر والفقراء في المدن الريفية. ويحكم «حزب سلطة الشعب» البلاد، لكن العديد من سكان بانكوك يشعرون بالريبة الشديدة تجاهه. وقد هاجم آلاف المتظاهرين مكتب رئيس الوزراء في وسط بانكوك وتعهدوا بالبقاء هناك حتى تتم إقالة الحكومة التي يتهمونها بالفساد. وقد أشار استطلاع الرأي الذي قامت به «جامعة سوان دوسيت» إلى أن مرشح حزب سلطة الشعب، وهو برابات شونغسانغوان، سيحصل على 13 في المائة من الأصوات. الا انه جاء ثانياً في الانتخابات التي أعلنت نتائجها أمس، اذ حصل على 23 في المائة، بينما حصل شويت على 12 في المائة فقط، بعد تراجع شعبيته على اثر ضرب الصحافي الذي أزعجه امام عدسات الكاميرات.

* خدمة «واشنطن بوست» – خاص بـ«الشرق الأوسط»