نيغروبونتي في ختام زيارته لكردستان: اتفقنا على عدم إعلان الخلافات حتى يتم حسمها

بارزاني في مؤتمر صحافي مشترك معه: لا توجد حكومة مركزية في العراق.. بل حكومة اتحادية ببغداد

رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع وكيل وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغروبونتي، في أربيل مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

اختتم الوفد الأميركي الذي ترأسه جون نيغروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأميركية زيارته لإقليم كردستان في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية بعد لقائه كلا من الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي في مدينة السليمانية ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في منتجع صلاح الدين قرب مدينة أربيل عاصمة الإقليم.

وعقد نيغروبونتي وبارزاني مؤتمرا صحافيا مشتركا مساء اول من أمس عقب انتهاء مباحثاتهما، اشارا فيه الى القضايا التي تناولتها مباحثات الطرفين إضافة الى جملة من المسائل الآنية الهامة، وعلى رأسها الاتفاقية الامنية المزمع إبرامها بين العراق والولايات المتحدة والتي تنظم وجود القوات الأميركية في العراق.

وفي مستهل المؤتمر الصحافي الذي استغرق نصف ساعة، أكد بارزاني ان الجانبين الكردي والأميركي تناولا العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق، وشددا على ضرورة تعميق وتوثيق هذه العلاقات، وقال «ان الاقليم كان قد اعلن في وقت سابق عن موقفه بخصوص الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة، ونحن نرى أنه من الضروري إبرام تلك الاتفاقية».

كما تطرق رئيس الاقليم الى طبيعة العلاقات الثنائية بين الاقليم والسلطات الاتحادية في بغداد، وقال «نعم هناك خلافات بين بغداد وأربيل، ولكن نحن نحتكم الى الدستور في حل تلك الخلافات وسأتوجه الى بغداد في القريب العاجل من أجل إيجاد الحلول لها»، وتابع رئيس الاقليم قائلا «عراق اليوم هو عراق فيدرالي ـ اتحادي وليس عراقا ذا نظام مركزي، والفيدرالية هي مطلب الشعب العراقي، وان الدستور هو الفيصل في حل القضايا والمسائل المعقدة والمستعصية ولا يصح مطلقا معالجة المعضلات وفقا لمزاج فردي»، ومضى يقول «لا يحق لأي شخص رسم خارطة كردستان وتحديد حدودها، لأن الدستور هو الحكم والفيصل ولن نسمح لأي شخص بالتلاعب ببنود الدستور او رسم حدود الإقليم كما يريد».

وقال بارزاني إن مصطلح الحكومة المركزية في العراق «تعبير خاطئ؛ فالحكومة المركزية لا وجود لها في العراق، بل هناك حكومة اتحادية في بغداد، اما حدود الإقليم فانها مرسومة ومحددة وفق بنود المادة 140 من الدستور العراقي الدائم، وان تنفيذ تلك المادة كفيل برسم الحدود الجغرافية لإقليم كردستان، ونأمل ان يتم تنفيذها في القريب العاجل».

وفيما يتعلق بالهجوم الذي شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني أول من أمس على ثكنة عسكرية تركية قرب الحدود مع العراق والذي اسفر عن مقتل 15 عسكريا تركيا، قال بارزاني «اننا ندين تلك العملية التي استهدفت القوات التركية. وقد أعلنت رئاسة الإقليم عن موقفها الرسمي حيال ذلك في بيان رسمي شجبت فيه ذلك الهجوم».

من جانبه، قال نائب وزيرة الخارجية الأميركية «لقد بحثت مع الرئيس بارزاني الاوضاع الراهنة على الساحة العراقية وحيثيات الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة، ونحن واثقون من ان إبرام تلك الاتفاقية سيصب في صالح العراق والولايات المتحدة على حد سواء»، وأضاف قائلا «لقد اتفقنا ايضا مع الجانب العراقي على عدم ذكر نقاط الخلاف بيننا في وسائل الاعلام، وان نعمل معا على حل وحسم جوانب الخلاف ومن ثم الاعلان عن الاتفاقية رسميا». وأردف نيغروبونتي يقول انه بحث مع بارزاني «أبعاد الهجوم الارهابي الذي شنه مسلحو حزب العمال امس ضد القوات التركية وقد شجبناه سوية». وبخصوص زيارته لمدينة كركوك، المتنازع عليها بين الاكراد والعرب والتركمان، وموقف الولايات المتحدة من المادة 140 من الدستور العراقي التي تعنى بتطبيع الاوضاع في المدينة، قال نيغروبونتي «في كركوك هناك تقدم ملموس واضح على مختلف الاصعدة والمجالات السياسية والأمنية، والإدارة الأميركية تدعم تماما تنفيذ المادة 140 وتتطلع الى حل قضية كركوك على نحو يرضي جميع الأطراف».