الليكود يشن حملة على ليفني بعد زيادة احتمالات نجاحها في تشكيل حكومة

يتهمها بالانحراف نحو أفكار اليسار الراديكالي في موضوع السلام

TT

بعد أن أشارت قيادات حزبي «كديما» و«العمل» الحاكمين في إسرائيل إلى أن احتمالات نجاح تسيبي ليفني في تشكيل حكومة جديدة تحل محل حكومة ايهود أولمرت، زادت وأصبحت واقعية، أطلق حزب الليكود المعارض حملة هجوم منظم عليها بشكل شخصي، واتهموها بالشراكة الكاملة مع أولمرت في أفكاره وممارساته وبشراء الحكم بأموال الجمهور.

فعمم المستشار الإعلامي الأول لرئيس الحزب بنيامين نتنياهو، ورقة عمل على أعضاء الكنيست يوضح فيها لهم «الخطوط العريضة» لهذه الحملة، وفيها يبدو واضحا أن زعيم الليكود بات قلقا من نجاح ليفني. فكتب أنها تخدع الجمهور في تصريحاتها حول سياسة الحكومة. و«من يسمعها يحسب أنها هبطت بالمظلة من السماء بينما كانت شريكة مع أولمرت في كل شيء. فهي نائبته الأولى وهي شريكته في الإدارة الفاشلة لحرب لبنان وهي المسؤولة عن التوصل إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أتاح الفرصة لزيادة قوة حزب الله، وهي التي تدير معه المفاوضات مع الفلسطينيين وتشاركه الانحراف نحو أفكار اليسار الراديكالي».

واتهم الليكود ليفني بشراء الأحزاب لكي تدخل الائتلاف الحكومي، وذلك بتبذير أموال الدولة على ميزانيات غير صحية وبتوزيع الوعود بالوظائف والمناصب الحكومية والبرلمانية.

ورد حزب «كديما» على هذا الهجوم بالقول إن نتنياهو صمت طيلة الأسبوعين الماضيين لأنه كان يأمل في أن تفشل جهود ليفني في تشكيل حكومة. ولكنه، وعندما لاحظ أنها تتقدم بثقة كبيرة في المفاوضات الائتلافية وتعزز الآمال ليس فقط بإعادة تشكيل الائتلاف الحكومي الحالي من جديد بل قد تنجح في ضم أحزاب أخرى إلى الحكومة، رأيناه يخرج عن طوره ويطلق حملته العدائية ضدها. وهذه إشارة إلى شعوره بأن ليفني ستشكل الحكومة في الأسابيع القريبة.

وكانت أوساط مقربة من ليفني قد أكدت أن تقدما مهما جرى في المفاوضات مع حزب العمل، حيث أن رئيس الحزب، ايهود باراك، ينوي التراجع عن طلبه برفع العجز في ميزانية الدولة (من 1.7 % إلى 2.5 %). فقد اقترحت عليه ليفني الاجتماع بحضورها مع كوكبة من القادة والخبراء في الاقتصاد الإسرائيلي لكي يعطوا رأيهم في الموضوع، متعهدة بأنها ستقبل كل ما يقولون. واجتمعا معهم في الليلة قبل الماضية فاختلف الخبراء حول إمكانية زيادة العجز أو عدم زيادته، ولكن ساد بينهم الإجماع على ألا يتم ذلك في هذه الحقبة من الزمن، التي يشهد فيه العالم كله أزمة اقتصادية حادة.

وينبغي تأجيل خطوة كهذه إلى وقت آخر. وقد وافق باراك على هذه التوصية وأزال بذلك واحدة من أهم نقاط الخلاف بين الطرفين وأعطى دفعة كبيرة إلى الأمام في المفاوضات الجارية حول تشكيل الائتلاف.

وتجدر الإشارة إلى أن ليفني نفسها قالت إنها متفائلة جدا من مفاوضاتها مع قادة الأحزاب الإسرائيلية وإنها تعتقد أنها ستنجح حتما في تشكيل حكومة جديدة، تكون أكثر ثباتا من الحكومة الحالية. وقالت خلال مؤتمر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس الغربية إن التحديات التي تواجهها إسرائيل في هذه الفترة تستوجب وجود حكومة قوية وثابتة وقادرة على اتخاذ قرارات صعبة. وتكلمت ليفني في السياسة في هذا المؤتمر، ولأول مرة منذ انتخابها رئيسة لحزب «كديما» قبل ثلاثة أسابيع، فقالت إنها متمسكة بعملية السلام وإن حكومة إسرائيل بانسحابها من قطاع غزة أثبتت بالبرهان القاطع أنها جادة وصادقة، ولكن المشكلة أن إسرائيل لا تتعلق بالهواء وتقف بأقدام ثابتة على الأرض وتدرك أن الشروط لجعل هذا السلام ناجزا لم تنضج بعد في المرحلة الحالية. وألقت ليفني بتبعات تأخير هذه الشروط على عاتق الفلسطينيين. ثم أكدت أن المفاوضات مع الفلسطينيين تقوم على أساس الاستمرار في تطبيق مفاهيم مؤتمر أنابوليس قبيل سنة.

وحضر المؤتمر كضيف شرف، وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، فراح يكيل المدائح إلى ليفني، فقال إنه واثق من أنها ستواصل طريق السلام ولن تتخلى عن المفاوضات. وأضاف أنه يجد فيها قائدة شجاعة وقوية ونصيرة للسلام. ولكنه أشار إلى بعض النواقص لديها، مثل أنها «تبدأ الحديث معك حول الخلافات السائدة بينكما ثم تجدها تنسى الحديث عن النقاط التي تتفق معك عليها».