مساعٍ مارونية لجمع جعجع وفرنجية.. وكلام عن «طرف ثالث» يعرقل اللقاء

الحريري وجنبلاط بحثا «استكمال» المصالحات اللبنانية

TT

استمرت أمس المساعي لاستكمال المصالحة المسيحية ـ المسيحية وتحديدا بين «القوات اللبنانية» و«تيار المردة» الذي يتزعمه الوزير السابق سليمان فرنجية بعد الكلام الإيجابي الذي أدلى به رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات» سمير جعجع في حديثه إلى «الشرق الأوسط» الذي نشر امس. وفيما يتوقع ان تتأثر المساعي لجمع جعجع وفرنجية بغياب رئيس الرابطة المارونية جوزيف طربيه الذي غادر الى واشنطن، برز تحرك قام به مطران بيروت للطائفة المارونية بولس مطر الذي زار جعجع امس ووصف الزيارة بانها «خاصة» وقال ان البحث خلالها تناول «امورا وطنية». لكن الدائرة الاعلامية في «القوات» وضعتها في سياق المساعي لاتمام المصالحة بين «القوات اللبنانية» و«تيار المردة».

وكان جعجع التقى رئيس «حركة التغيير» المحامي ايلي محفوض الذي نقل عنه انه «ماضٍ في المصالحة حتى النهاية، اذ انه لم يشترط مسبقا لجهة التوقيت والزمان والمكان لعقد اللقاء بينه وبين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية». وقال: «لا مشكلة بين الرجلين بل هناك طرف ثالث دخل على الخط لعرقلة اتمام هذه المصالحة».

هذا، واعرب عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا، عن اعتقاده بانه «سيتم تحديد مكان وزمان انعقاد اللقاء بين رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية خلال ايام، وربما خلال هذا الاسبوع». وقال ردا على سؤال عما تردد عن استمرار الشروط في شأن مشاركة العماد ميشال عون في اللقاء: «في الواقع لم نتبلغ اي شيء من هذا النوع. نحن بانتظار تحديد الزمان والمكان للقاء... هذا ما تم الاتفاق عليه في اجتماع النواب الموارنة في مقر الرابطة المارونية منذ يومين. وهذا المسعى الذي تقوم به الرابطة المارونية وصل الى نتيجة مفادها ان ما نحن بحاجة اليه اليوم هو معالجة بين طرفين في حالة عنف. وبالتالي الاولوية لاشاعة اجواء مريحة في الوسط الماروني، وهو اللقاء بين المردة والقوات اللبنانية. واللقاء يتم بين المسؤولين الرئيسيين للمردة والقوات اللبنانية. وهما فرنجية وجعجع، هذا ما تم التوافق عليه وهذا ما ننتظره».

وعن مدى تحفظ القوات على مشاركة العماد عون في هذا اللقاء، قال: «هناك خطأ في التوصيف، وكأن القوات سيطلب منها ان يشارك العماد عون وهي ترفض. فالعماد عون قال بملء فمه في مؤتمر صحافي في دارته في الرابية ان: «لا مشكلة لي مع احد كي اكون بحاجة الى مصالحات. وبالتالي ما نحن في صدده هو معالجة وضع سيئ حصل على الارض ووقع فيه قتلى من الطرفين. هذا ما تم بين اصحاب العلاقة».

وردا على سؤال في اي وقت يمكن الحصول على جواب نهائي في شأن موعد ومكان الاجتماع، اعرب عن اعتقاده بانه «سيتم خلال ايام قليلة جدا، وربما خلال هذا الاسبوع».

وفيما جرى امس اتصال هاتفي بين رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، تم خلاله تبادل وجهات النظر حول مختلف المواضيع المطروحة ولاسيما منها موضوع استكمال المصالحات الجارية، شدد عضو كتلة «التحرير والتنمية» التي يرئسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب عبد المجيد صالح، على «الالتزام باستكمال الحوار وتعزيز المصالحات التي احيت الامل بالعبور الى انتخابات نيابية ضمن مناخ من الاستقرار وتبريد الخطاب السياسي ووقف كل اشكال التحريض». ورأى «ان الوطن بحاجة الى تغليب لغة العقل والمنطق». ونوه بـ«الحوار الذي اطلقه الرئيس نبيه بري والذي ارسى ثقافة الحوار والتواصل في اشد اللحظات السياسية الخطرة التي احاطت بلبنان وكادت ان تعصف بصيغته وعيشه المشترك». وشجع «الحوار المسيحي ـ المسيحي الذي تقوده الرابطة المارونية لجمع الصف المسيحي والخروج من عقد الاحجام». وامل في ان يستكمل المشهد السياسي بوفاق عام بين اللبنانيين «لانه الرد الطبيعي على كل التهديدات الاسرائيلية».