أفغانستان تبدأ تسجيل الناخبين استعدادا لانتخابات 2009 الرئاسية

حملة للمتشددين لمنع الناس من تسجيل أسمائهم كناخبين

أفغانية تعرض بطاقة الانتخابات الخاصة بها في منطقة بروان خارج العاصمة كابل أمس (أ.ب)
TT

بدأت أفغانستان تسجيل الناخبين أمس استعدادا للانتخابات المقررة العام المقبل والتي ستختبر الدعم الذي يحظى به الرئيس الأفغاني حميد كرزاي والديمقراطية ذاتها المعرضة لخطر من جراء تمرد حركة طالبان الذي سقط فيه آلاف القتلى. وقد يخرج انعدام الأمان عملية الانتخابات عن مسارها اعتمادا على ما اذا كانت طالبان ستقرر أو ما اذا كانت قادرة على ترويع الناس لكي لا يشاركوا. وتفيد المؤشرات الأولية الى أن المتشددين بدأوا بالفعل حملة ضد الانتخابات.

وقال زكريا باراكزاي، نائب رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة، لـ«رويترز»: «تلقينا معلومات بأنه في بعض المناطق تحاول عناصر مناهضة للحكومة منع الناس من تسجيل أسمائهم كناخبين. وهم يلقون كلمات في المساجد يطالبون فيها الناس بعدم التصويت أو تسجيل أسمائهم».

وذكر خبير أمني أن شاحنة مملوءة باستمارات التسجيل أحرقت بالفعل في شمال شرق البلاد، ولكنه أشار الى أن ذلك ربما يكون بسبب نشاط إجرامي. ووفقا للأمم المتحدة فقد بلغ عدد القتلى في أفغانستان بنهاية يوليو (تموز) الماضي نحو 3800 قتيل ثلثهم من المدنيين. وتقول الأمم المتحدة إنها أصبحت الآن غير قادرة على توصيل المساعدات الى ما بين 40 و50 في المائة من البلاد.

ولأسباب أمنية يجرى التسجيل على أربع مراحل، اذ تجرى في البداية في 14 إقليما في وسط وشمال شرق أفغانستان، وبعد شهر سيجرى في الشمال ثم سيجرى في الشرق الأكثر اضطرابا. وفي النهاية سيجرى في يناير (كانون الثاني) في الجنوب معقل التمرد.

والاعتراف بالبطاقات الانتخابية القديمة قد يخفف نوعا ما من المشاكل الأمنية، اذ أن الناخبين الجدد أو من فقدوا بطاقاتهم الانتخابية هم فقط من يتحتم عليهم تسجيل أسمائهم. وسيقوم الجيش والشرطة الأفغانيان بمساندة أكثر من 70 ألف جندي دولي في أفغانستان بتأمين العملية. ولكن ظهرت مشاكل بالفعل في نقل مواد التسجيل من عاصمة إقليم واحد على الأقل من الأقاليم الأولى التي سيبدأ فيها التسجيل ومجموعها 14 إقليما، وهو إقليم غزنة، الى المراكز في المناطق البعيدة التي سيجرى فيها تسجيل الناخبين. وتمت الاستعانة بقوات أجنبية للمساعدة في نقل بطاقات تسجيل الناخبين بطائرة هليكوبتر. واقليم غزنة الواقعة على بعد ساعتين بالسيارة من العاصمة كابل كان يعد آمنا بشكل كبير قبل عامين، ولكنه يعاني الآن من جرائم الخطف وأعمال العنف. وكانت الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2004 والانتخابات البرلمانية عام 2005 مرتا بسلام بعد أن اختارت طالبان عدم معارضة العملية الانتخابية التي كانت تحظى بتأييد شعبي كبير. ولكن بعد ثلاثة أعوام من تزايد العنف بشكل ثابت منذ أن زادت طالبان من أعمال العنف ومع خيبة الأمل الكبيرة التي تشعر بها البلاد من جراء بطء وتيرة التنمية يتضاءل الاعتقاد بقدرة كرزاي على الحكم وقدرة الديمقراطية على احلال التغيير.

الا أن مسؤولين انتخابيين يقولون انهم غير متأكدين من أن طالبان ستستهدف عملية تسجيل الناخبين، وقالوا انهم يحاولون الوصول للمتشددين للحيلولة دون وقوع أعمال عنف قبل الانتخابات. وقال باراكزاي «لم نتصل بهم (المتشددين) بشكل مباشر، ولكن هناك مجموعة من زعماء العشائر سنجتمع بهم في الأسابيع المقبلة تعهدوا بأن ينقلوا رسائلنا للجماعات المناهضة للحكومة والمتمردين وطالبان وغير ذلك لمعرفة ما اذا كان بالامكان التوصل لحل مشترك للمشكلة. ورسالة اللجنة الانتخابية تكرر دعوة كرزاي الأسبوع الماضي لطالبان التخلي عن العنف والعودة الى السياسة السلمية». وتابع باراكزاي «الرسالة هي أن أفضل طريقة لحل المشكلة هي الانتخابات. اذا لم تكن تقبل سياسات معينة للحكومة فان أفضل طريقة لوقف الحكومة عن القيام بأي شيء خطأ هي المشاركة في الانتخابات وانتخاب رئيس تريده».

ونفت طالبان مرارا أن تكون تجري بالفعل محادثات سلام أو انها ستدخل في مفاوضات مع الحكومة الا بعد انسحاب كل القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية.