باكستان: مقتل 20 شخصا في هجوم انتحاري أمام منزل نائب من المعارضة

إسلام آباد: دوريات مشتركة مع القوات الأفغانية والدولية على الحدود لوقف عمليات التسلل ومكافحة الإرهاب

TT

فجر انتحاري نفسه امس امام منزل نائب من المعارضة الباكستانية مما ادى الى مقتل 20 شخصا واصابة النائب بجروح، حسبما ذكرت الشرطة ومصادر طبية. وفجر الانتحاري نفسه في حشد كان يتجمع عند منزل النائب رشيد اكبر نوراني من حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف، في بلدة بهاكار بولاية البنجاب، حسب مسؤولي الشرطة. وصرح ضابط الشرطة كاظم حسين ان «الهجوم كان انتحاريا وعثر على رأس الانتحاري. وقتل 20 شخصا على الاقل في الانفجار». واضاف ان «الانتحاري توجه الى منزل النائب وفجر نفسه وسط حشد من العاملين في الحزب وانصار النائب واقاربه». واكد رئيس الشرطة في الولاية جاويد شوكت ان عدد القتلى بلغ 20 شخصا. وكان النائب من بين 53 جريحا على الاقل نقلوا الى المستشفى المحلي بعضهم مصاب بجروح خطيرة، حسب الطبيب شودري احسان الحق. وقال ان «نوراني اصيب في ساقيه الا انه يبدو ان حالته غير خطرة». يشار الى ان ولاية البنجاب تعتبر الاكثر كثافة سكانية في البلاد والاكثر ازدهارا. وقد ظلت، حتى وقت قريب، بعيدة نسبيا عن موجة العنف الذي يعصف في مناطق شمال غربي البلاد. ويأتي هذا التفجير بعد اربعة ايام من تفجير انتحاري آخر نفسه امام منزل نائب بارز في الائتلاف الباكستاني الحاكم في شمال غربي البلاد ادى الى مقتل اربعة اشخاص. وتقاتل الحكومة المدنية الجديدة في باكستان موجة من الهجمات العنيفة التي ينفذها مسلحون إسلاميون من منطقة القبائل المحاذية لافغانستان كما تتعرض لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لقمع المتطرفين.

من جهته امر مالك رحمن وزير الداخلية الباكستاني بزيادة الاجراءات الامنية حول منزل نواب البرلمان في جميع انحاء البلاد. الى ذلك قتلت قوات الامن الباكستانية ستة متشددين سلاميين في غارة شنتها ليلا شمال غربي البلاد، في الوقت الذي أطلق فيه متمردون آخرون صواريخ سقطت بالقرب من منزل رئيس حكومة المنطقة. وقال المتحدث باسم الجيش الميجور مراد خان امس إن القوات قتلت المتمردين الستة أمس أثناء مداهمتها لأحد المنازل بمنطقة خازانا الواقعة بمنطقة باجوار القبلية المضطربة المتاخمة للحدود الافغانية. وتنكر المتشددون في زي أفراد من قوات «فيالق الحدود» التي تقود منذ مطلع أغسطس (آب) الماضي عمليات ضخمة ضد مقاتلى القاعدة وطالبان في منطقة باجوار. وتعرضت قوات الامن أثناء تقدمها إلى هجوم بالصواريخ، ردت عليه باستخدام نيران الدبابات والمدفعية والهاون. وأفاد بيان صادر عن «فيالق الحدود» بأنه جرى خلال العملية تدمير العديد من معاقل المسلحين التي كانت تستخدم لمهاجمة قوات الامن. يذكر أن الاشتباكات الضارية التي وقعت خلال الشهرين الماضيين أسفرت عن مقتل ألف شخص على الاقل من المتمردين وأكثر من 20 من أفراد قوات الامن، بالاضافة إلى سقوط عدد غير معروف من الضحايا المدنيين. الى ذلك قالت شيري رحمان وزيرة الإعلام الباكستانية إن الحكومة الباكستانية وافقت على قيام قواتها بدوريات مشتركة مع القوات الأفغانية والقوات الدولية على الحدود الباكستانية الأفغانية لوقف عمليات التسلل عبر الحدود ومكافحة العمليات الإرهابية. وقالت الوزيرة في تصريحها إن «الرئيس الباكستاني آصف علي زارداري وافق على المقترح الذي يقضي بتسيير دوريات مشتركة، لكنه لم يبد أي موافقة على قيام القوات الأميركية أو القوات الحليفة بشن هجمات سواء على الحدود أو في داخل باكستان».

وصرح مسؤول باكستاني رفيع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن باكستان، أعلنت من قبل بأنها مستعدة لتسيير دوريات مشتركة عبر الحدود الباكستانية الأفغانية لمواجهة عمليات التسلل عبر الحدود، وأشار إلى أن باكستان تقدمت بهذا الاقتراح خلال الاجتماع الثلاثي الذي ضم مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة وباكستان وأفغانستان في كابل منذ شهرين، إلا أن المسؤولين العسكريين الأميركيين لم يكونوا متحمسين لتنفيذ ذلك الاقتراح لرغبتهم في المضي في سياستهم الخاصة بشن هجمات أحادية داخل باكستان لاستهداف معاقل المقاتلين الإسلاميين.

وكان قائد أركان الجيش الباكستاني إشفاق برويز كياني قد شارك في الاجتماع السابق للجنة العسكرية الباكستانية ـ الأفغانية ـ الأميركية حيث تمت مناقشة الاقتراح الخاص بتسيير الدوريات الحدودية بصورة مفصلة. وأشار مسؤولون باكستانيون إلى أن هناك إمكانية لإجراء المزيد من المناقشات حول تلك الدوريات مع المسؤولين الأميركيين الموجودين في أفغانستان والمسؤولين الأفغان. وقد حاولت وزيرة الإعلام، في ذات التصريح، أن توضح الفرق بين مفهوم الدوريات المشتركة والهجمات الأحادية التي تشنها القوات الأميركية داخل الأراضي الباكستانية.

وقالت الوزيرة «كان الرئيس، يقول على الدوام، إنه إذا ما وجدت قوات التحالف دليلاً على وجود أنشطة عبر الحدود، وجب مشاركة تلك المعلومات الاستخبارية مع باكستان في الحال، لكي تتمكن القوات الباكستانية من التحرك على الأرض». وأضافت الوزيرة «إن الرئيس أو الحكومة لن يتهاونا تجاه انتهاك الأراضي الباكستانية»، وأشارت إلى أن جولة الرئيس إلى الولايات المتحدة كانت ناجحة حيث أوضح الرئيس، للمجتمع الدولي، مكانة باكستان في الحرب على الإرهاب وإلى ضرورة احترام السيادة الباكستانية. وأوضحت الوزيرة أن الرئيس أوضح الحاجة إلى استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب وأن على حلفاء باكستان تلبية متطلباتها العسكرية والاستراتيجية لمحاربة الإرهاب، وقالت: «العمليات الأحادية من جانب الولايات المتحدة أعاقت جهودنا في محاربة الإرهاب، فقد أعطت انطباعا سلبيا عن الموقف الباكستاني تجاه الإرهاب وحولت الدفة لصالح الجماعات المسلحة.