أوباما يركز على «الولايات المتأرجحة» وجذب الأصوات الجديدة

انتهاء عملية تسجيل الناخبين والمرشحان يتواجهان مجدداً اليوم

TT

يخوض المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما حملة انتخابية تعتمد على استراتيجيات عدة منذ اشهر، على رأسها جذب اصوات الناخبين المستقلين والذين لم يسجلون للتصويت بعد. وبعد حملة اعلامية وجهود المئات من المتطوعين لكسب الناخبين الجدد والناخبين في «الولايات المتأرجحة» عليه انتظار نتيجة هذه الاستراتيجية اثناء الانتخابات في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتنتهي اليوم عملية تسجيل الناخبين في ولاية اوهايو في حين ستمتد في ولاية ميرلاند المجاورة للعاصمة واشنطن حتى 14 اكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد ان انتهت عملية التسجيل امس في عدة ولايات. وتعد اوهايو واحدة من «الولايات المتأرجحة»، وهي الولايات التي لم يحسم فيها الناخبون موقفهم إذ انه تصوت في كل مرة مع مرشح بغض النظر عن حزبه والتي غالباً ما تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية. ويحقق الآن اوباما في هذه الولايات تقدماً لافتاً، ومن أهمها كولارادو ونيفادا وفرجينيا وبنسلفانيا وجورجيا وشمال كارولاينا ونيومكسيكو وميسوري. ومنذ عام 1960، لم ينتخب اي مرشح للبيت الابيض بدون ان يفوز في اثنتين على الاقل من هذه الولايات.

وقامت حملة اوباما في ولاية فرجينيا التي يأمل المرشح الديمقراطي ان يفوز بها هذه المرة بعد ان ظلت تصوت تقليدياً الى جانب الجمهوريين، بتعبئة عدد كبير من المتطوعين قرب محطات قطارات الانفاق (الميترو) وكذلك عند مدخل البنايات، بل إن بعضهم يجوب الأحياء ويطرقون الأبواب، يعرضون على الركاب والمارة والسكان مساعدتهم في ملء استمارة التسجيل في كشوفات الناخبين والحصول على بطاقة التصويت. وعلى الرغم من انهم لا يقومون بحملة مباشرة لصالح اوباما الا انهم يضعون على صدورهم اشارات صغيرة تحمل شعار «الأمل والتغيير» وهو شعار المرشح الديمقراطي. وسجل 310 الاف ناخب جديد في فرجينيا يعتقد ان أغلبهم من الديمقراطيين، بينما تفيد تقديرات نشرت امس في واشنطن الى ان اربعة ملايين ناخب جدد تم تسجيلهم في كافة ارجاء الولايات المتحدة. وانتهت امس مع نهاية الدوام عملية التسجيل في ولاية فرجينيا، وسجل كثير من الناخبين انفسهم عبر البريد، وكانت استمارات التسجيل توجد في المكتبات وفي جميع البنايات الحكومية، كما توجد على شبكة الانترنت. وفي واشنطن العاصمة اغلقت مكاتب التسجيل في منتصف الليلة الماضية. وتتوقع حملة اوباما أن 80 في المائة من الناخبين الجدد في الولاية المجاورة للعاصمة سيصوتون لصالح الديمقراطيين، وهو ما يعني ان المرشح الديمقراطي سيحقق زيادة قدرها اربع نقاط في فرجينيا، وكان الرئيس الحالي جورج بوش قد فاز في هذه الولاية بفارق بلغ ثماني نقاط.

واستطاع الديمقراطيون في ولاية فلوريدا مضاعفة الرقم عما حققه الجمهوريون في كلورادو، وكانت نسبة الناخبين الذين جلبهم الديمقراطيون مقارنة مع الجمهوريين في نيفادا اربعة الى واحد، وفي شمال كارولاينا كانت النسبة ستة الى واحد. ولكن يقول الجمهوريون إن المهم ليس اقناع الناس بالتسجيل بل الأهم هو إقناعهم بالتصويت. وتجند كثيرون من متطوعي حملة اوباما لحث الناخبين على التسجيل وكذلك على تذكيرهم بيوم التصويت في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ويعتبر الشباب من ابرز الفئات التي تركز عليها حملة اوباما التي اعتمدت على وسائل مثل الانترنت والهاتف الجوال لجذبهم. وحولت حملة المرشح الديمقراطي هاتف «آي فون» الحديث الصنع والمتطور إلى وسيلة لدعوة الناخبين للتصويت لصالحه. وأبرز خاصية في الهاتف المتطور هي خيار «اتصل بأصدقاء» للمساعدة على تنظيم اتصالات في الولايات المتأرجحة التي لم يتخذ ناخبوها قرارهم بعد. ويأمل الديمقراطيون كما جاء في المدونة أن تساعد خاصية «اتصل بأصدقاء» على «جلب الآلاف من الارقام الشخصية الاضافية» والهدف أن هؤلاء الاشخاص يمكن أن يصوتوا لصالح المرشح الديمقراطي. وتتضمن الخاصية الأخرى في هاتف «آي فون» إضافة ملحوظات عن الاصدقاء الذين تم الاتصال بهم ومن يناصرون وإذا كانوا يحتاجون اتصالاً للتذكير يوم التصويت.

ويتواجه اليوم اوباما وماكين في ثاني مناظرة تلفزيونية بينهما في حين تصاعدت حدة الاتهامات في الحملة الانتخابية. ويتوقع ان يواصل ماكين الهجوم الشخصي على اوباما خلال مناظرة اليوم، خاصة بعد ان وجهت حملة اوباما ضربة موجعة الى المرشح الجمهوري بنشرها واقعة فساد تعود الى آواخر القرن الماضي من القرن الثاني. وقال دان بفيفر مدير الاعلام في حملة اوباما «في الوقت الذي يريد فيه ماكين ان يقلب الصفحة حول تعامله الغامض مع الأزمة الاقتصادية الحالية، فإننا نعتقد ان الناخبين سيهتمون بتورطه في أزمة مماثلة، حيث كانت له علاقة في الأزمة التي عرفت باسم «كيتنغ» ذلك التورط هو الذي يلقي الضوء على ماضي وحاضر ومستقبل ماكين».

وقررت حملة اوباما اطلاق حملة إعلانية لشريط وثائقي مدته 13 دقيقة، مع ارسال ملايين الرسائل الالكترونية حول تلك الفضيحة. وتعرف فضيحة كيتنغ اسم «الرجال الخمسة وكيتنغ».

وتفجرت تلك الفضيحة عام 1988 عندما اتهم خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ بالتستر على تشارلس كيتنغ الذي كان يرأس مؤسسة «لينكولن للقرض والتوفير» التى أفلست في الثمانينات وادى افلاسها الى ان يفقد زبائن من كبار السن جميع مدخراتهم. وبعد تحقيقات قامت بها لجنة الاخلاقيات في مجلس الشيوخ وجدت ان ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ وهم من الديمقراطيين تدخلوا في سير التحقيقات التي كانت تقوم بها وكالة فيدرالية (حكومية) لمعرفة اسباب انهيار المؤسسة المالية، في حين ارتأت لجنة الاخلاقيات ان السيناتورين جون قلين وهو ديمقراطي وجون ماكين لم يتورطا في تصرفات غير سليمة بيد انهما ادينا على اعتبار ان تقديراتهما للموقف كانت غير صائبة.

وتربط حملة اوباما بين تلك الفضيحة التي نبشت من أضابير الكونغرس، والأزمة المالية الحالية، التي لها علاقة ايضاً بموضوع الاقتراض والتوفير اضافة الى الرهون العقارية.

ولامتصاص هذه الضربة، عمدت حملة ماكين امس الى الترويج على نطاق واسع تصريحات سارة بالين المرشحة مع ماكين لمنصب نائب الرئيس، حيث قالت إن اوباما «صديق للارهابيين». واشارت بالين في تجمع انتخابي امس في فلوريدا الى علاقة ربطت المرشح الديمقراطي مع الناشط الراديكالي وليام آيرز وذلك اثناء عملهما معاً في شيكاغو، وقالت إن آيرز ارهابي.