انتصار «حزب العمل الديمقراطي» المعتدل في انتخابات البوسنة المحلية

تراجع شعبية القوميين الصرب والكروات والاشتراكيين

TT

كشفت النتائج شبه النهائية للانتخابات المحلية في البوسنة عن فوز واضح لـ«حزب العمل الديمقراطي» الذي أسسه الزعيم الراحل علي عزت بيغوفيتش، ويرأسه حاليا سليمان تيهيتش. واكتسح «اتحاد الاشتراكيين الديمقراطيين المستقلين» الصربي، الذي يقوده رئيس وزراء صرب البوسنة ميلوراد دوديك، نتائج الانتخابات في مناطق الكثافة الصربية. وسجل «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» الذي يرأسه وزير الخارجية الأسبق زلادكو لوجومجيا، تراجعا ملحوظا في الانتخابات، إضافة لـ«التجمع الكرواتي الديمقراطي» وحزب «من أجل البوسنة» الذي يتزعمه رئيس مجلس الرئاسة الدكتور حارث سيلاجيتش. وذكرت اللجنة المشرفة على الانتخابات أمس أن 1.6 مليون ناخب، أي 55 في المائة ممن يحق لهم التصويت، شاركوا في الانتخابات. وقال رئيس لجنة الانتخابات، سعاد أرناؤوكوفيتش، في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس في سراييفو، إنه وفقا لنتائج الانتخابات فإن «حزب العمل الديمقراطي» فاز في أكثر من 40 بلدية من أصل 193 بلدية تنافس عليها أكثر من 72 حزبا سياسيا و41 تحالفا وأكثر من 230 مرشحا مستقلا.

وقال رئيس حزب العمل سليمان تيهيتش لـ«الشرق الأوسط»: «تم التأكد من حصولنا على 39 بلدية وهناك تقدم لمرشحينا في بلديات أخرى ونحن ننتظر النتائج النهائية»، مضيفاً: «الانتخابات أثبتت أننا حزب مسؤول وجاد ونحن بذلك أقوى حزب في البوسنة»، معرباً عن سعادته بالنتائج. أما رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، زلاكو لوجومجيا الذي فاز حزبه بـ 9 بلديات فقط ، فقد وصف الحملة الانتخابية بـ«القذرة»، قائلاً إن «الناخبين صوتوا على أساس الأسماء والأشكال وليس البرامج». وكانت موجة من الامتعاض قد سادت الساحة البوسنية بعد قيام مرشح صربي فاز على قائمة حزب لوجومجيا سنة 2006 بتغيير موظفي البلدية البوشناق واستعاض عنهم بصرب جلبهم من بالي (معقل صرب البوسنة أثناء الحرب) . كما يعد «حزب من أجل البوسنة»، الذي يتزعمه حارث سيلاجيتش، من الاحزاب التي تراجعت في الانتخابات البلدية حيث لم يفز إلا بـ4 بلديات. وسجل الحزبان القوميان الصربي والكرواتي «الحزب الديمقراطي الصربي» و«التجمع الكرواتي الديمقراطي»، وهما الحزبان اللذان أشعلا نار الحرب في البوسنة سنتي 1992 و1993، تراجعا ملحوظا في هذه الانتخابات مقارنة بانتخابات 2004 و2006، إذ أنه لم يفز أي منهما بأكثر من 15 بلدية. وكانا في السنوات الماضية يستحوذان على نسبة تتراوح بين 70 و90 في المائة من أصوات الناخبين الصرب والكروات. ويعود سبب تراجع الأحزاب القومية التقليدية الصربية والكرواتية لفضائح الفساد والجريمة المنظمة التي عرف بها بعض قادتها. ويعتبر حزب «اتحاد الاشتراكيين الديمقراطيين المستقلين»، الذي يتزعمه دوديك، وريث السلطة في مناطق الكثافة الصربية بالبوسنة، حيث حقق فوزا في نحو 40 بلدية ويتطلع لرقم 50 بلدية وفق ما صرح به بعض قادته أمس في بنيالوك.