زيارة عمار الحكيم لمسقط رأس صدام: البعض يرحب.. وآخرون يحذرون

سكان تكريت: لا نثق بقتلة أبنائنا

TT

تباينت ردود أفعال محافظة صلاح الدين حيال دعوة عمار الحكيم نجل رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق، وهادي العامري رئيس منظمة بدر التابعة للمجلس بطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، ففيما أعرب عدد من سكان تكريت، مركز المحافظة ومسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، عن تخوفهم من هذه الزيارة، رحب شيوخ عشائر في سامراء بها. وقام الحكيم مطلع الاسبوع في ظل حراسة مشددة بزيارة الى تكريت مسقط الرئيس السابق صدام حسين وكبرى مدن محافظة صلاح الدين، وسامراء وبلد ذات الغالبية الشيعية المجاورة للضلوعية التي يقطنها عرب سنة. وأعرب عدد من أبناء مدينة تكريت عن تخوفهم من دعوة الحكيم. وقال عدد منهم في احاديث لـ«الشرق الاوسط» إنهم مستغربون من هذه الزيارة المفاجئة على الرغم من علمهم بانتماء العديد من أبناء هذه المدينة الى عشيرة صدام حسين. وأشار آخرون الى ان هناك من قتل من الضباط الذين ينتمون الى الجيش العراقي السابق ومن «غير الممكن فتح صفحة جديدة مع قتلة أبنائنا»، على حد تعبير عدد منهم. وكانت اتهامات قد وجهت للمجلس الاعلى ومنظمة بدر بتنفيذ سلسلة اغتيالات استهدفت ضباطا من الجيش العراقي السابق بالاضافة الى تصفية البعثيين. وأشار البعض الى ان فتح صفحة جديدة ينبئ بالخير المشوب بالقلق لأن الزيارة غير متوقعة «من أشد الناس عداوة للنظام السابق».

وقال أحدهم «أنا لا أتشاءم ولكن عسى ان تكون الزيارة خيرا مع شعوري بالقلق». ويحاول عمار الحكيم نجل الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم مد الجسور مع وجهاء عشائر العرب السنة في شمال بغداد، داعيا الى الوحدة الوطنية قبل أشهر من انتخابات مجالس المحافظات. وتكتسب جولة الحكيم في صلاح الدين أهمية قبل الانتخابات المقرر إجراؤها قبل نهاية يناير (كانون الثاني) 2009. وقال الحكيم خلال اجتماع لشيوخ العشائر في تكريت (180 كلم شمال بغداد) «لقد أقر القانون كما صادق عليه الجميع في الاتفاق. يرجى تسمية من تعتقدون انهم يستحقون للترشيح ويمكن توفير خدمات أفضل، وهذه هي دعوة الى جميع المحافظات». ومن شأن الانتخابات أن تسمح لعدد من الفئات المحرومة من المشاركة السياسية والانضمام الى العملية السياسية لاسيما عشائر العرب السنة. وقال الحكيم للصحافيين في سامراء «جئنا الى هنا لزيارة الأئمة وايضا لنكون على اتصال مع شعبنا والعشائر في هذه المنطقة ولنكون على اتصال مع الناس في هذه المدينة (125 كلم شمال بغداد)». وأضاف مشيرا الى وجود تعاون بين العرب السنة والحكومة المحلية «نحن هنا لتجديد الوعد لمواصلة أعمال إعادة بناء عراق موحد».

وشدد الحكيم على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق بمختلف طوائفه وفئاته. ويسود اعتقاد واسع النطاق بأن الحكيم مرشح لتولي مقاليد المجلس الاسلامي الاعلى الذي يشغل مع منظمة بدر ثلاثين مقعدا في مجلس النواب، بعد إصابة والده بمرض السرطان. ورحب زعماء العشائر في سامراء بزيارة الحكيم، ودعوته للمصالحة الوطنية. وقال الشيخ طلال البو الاسود، زعيم عشائر البو الاسود في سامراء، ان «زيارة الحكيم تعني لنا الكثير، وخصوصا بعد الانفجار الذي وقع في الضريح ووضعنا في موقف صعب». وتابع «الآن اصبحت الامور افضل بكثير بسبب الجهود المبذولة من قبل مجالس الصحوة والعشائر ورجال الدين والجميع».

وقد اكتسبت سامراء شهرة دولية بعد تعرض القبة الذهبية لمرقد الامامين العسكريين للتفجير في 22 فبراير (شباط) 2006 من قبل «القاعدة»، مما أطلق موجة من اعمال العنف الطائفي أودت بعشرات الآلاف من العراقيين. واغرورقت أعين الكثير من المرافقين في وفد الحكيم بالبكاء لدى أداء الصلاة وتلاوة الأدعية في المرقد.