المالكي يدعو لحكومة اتحادية قادرة على حماية المحافظات والفيدراليات

رئاسة إقليم كردستان ترد: العراق يصبح رقما صعبا إذا طبق النظام الاتحادي

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يصافح المشاركين في المؤتمر التأسيسي الأول لعشائر بني حسن أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أكد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي على ان بناء دولة ديمقراطية قوية يقتضي حكومة اتحادية قوية، وهو ما فسره بعض المراقبين ردا على تصريحات أدلى بها مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان اول من امس اعتبر فيها ان هناك خطأ في اعتبار ان هناك حكومة مركزية في العراق بل حكومة اتحادية في العراق.

وقال المالكي «إذا أردنا بناء دولة ديمقراطية، فيجب ان تكون لدينا حكومة اتحادية قوية قادرة على حماية المحافظات والفيدراليات من الاخطار التي قد تتهددها، لأن من مسؤولياتها الحفاظ على الأمن والسيادة، وهذا لا يعني اننا نريد ان نلغي المحافظات والفيدراليات»، وأشار خلال حضوره امس المؤتمر التأسيسي الأول لعشائر بني حسن ومركزها محافظة النجف وبعض محافظات الوسط الى «ان العراق رقم صعب، لا يقبل القسمة على اثنين او ثلاثة أو أربعة، بل هو دولة واحدة موحدة من حق جميع ابنائه ان ينتفعوا من خيراته، ويتمتعوا بالعيش الكريم والتعليم والصحة والحرية».

وأضاف المالكي في المؤتمر الذي اعتادت بعض العشائر العراقية إقامة مثله لإعادة ترتيب أوضاعها وتأهيلها للمراحل القادمة، وهي ليست مؤتمرات للاسناد «ان مفهوم الجهاد لا يقتصر على السيف والبندقية، والجهاد الاكبر هو الجهاد من أجل الوطن، وتثبيت دولة القانون، والتضحية في سبيل ترسيخ القيم الانسانية والمبادئ، والقضاء على التطرف والعنصرية والطائفية الغريبة عن تعاليم ديننا الاسلامي، والتي ورثناها عن النظام البائد وأراد الأعداء تثبيتها، لتمزيق وحدة الشعب العراقي».

وأكد المالكي «ان أهم ما حققناه هو المصالحة الوطنية والقضاء على الفتنة الطائفية، ولم نعد نسمع عن جرائم قتل على أساس الهوية والطائفة كما كان يحصل على يد الارهابيين والمجرمين، وما كان لهذه النجاحات ان تتحقق، لولا تظافر جهود أبناء العشائر والقوى السياسية والمخلصين الذين وقفوا صفاً واحداً، لحماية العراق ووحدته الوطنية». وكان بارزاني قد أعلن في مؤتمر صحافي مع جون نيغروبونتي نائب وزير الخارجية الاميركي أول من امس، أن مصطلح الحكومة المركزية في العراق «تعبير خاطئ؛ فالحكومة المركزية لا وجود لها في العراق، بل هناك حكومة اتحادية في بغداد، أما حدود الإقليم فانها مرسومة ومحددة وفق بنود المادة 140 من الدستور العراقي الدائم، وان تنفيذ تلك المادة كفيل برسم الحدود الجغرافية لإقليم كردستان، ونأمل ان يتم تنفيذها في القريب العاجل». وقال ايضا «عراق اليوم هو عراق فيدرالي ـ اتحادي وليس عراقا ذا نظام مركزي»، مؤكدا انه «لا يحق لأي شخص رسم خارطة كردستان وتحديد حدودها، لأن الدستور هو الحكم والفيصل ولن نسمح لأي شخص بالتلاعب ببنود الدستور او رسم حدود الإقليم كما يريد».

وفي رد على تصريحات المالكي، جدد الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان، التأكيد على اهمية «تكريس النظام الاتحادي في العراق». وأضاف في حديث لـ«الشرق الاوسط» أن «النظام الاتحادي منصوص عليه في الدستور العراقي ويعني توزيع السلطات على الاقاليم»،. وتابع الدكتور حسين يقول «العراق يصبح رقما صعبا بالفعل إذا طبق النظام الاتحادي وتم تكريس الحريات على نطاق أوسع، وتم تفعيل مشاركة جميع تلاوين الشعب العراقي في العملية السياسية وادراة شؤون البلاد وتوسعت دائرة التعددية السياسية وتعمقت الممارسة الديمقراطية في العراق». الى ذلك، اكد مصدر مقرب من المالكي لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن هويته، ان دعوته في هذا الوقت «جاءت للتأكيد على ان بغداد هي مركز القرار الذي لا يمنع أبدا من إقامة حكومات محلية تضطلع بتمشية أمورها وفق آليات العمل المتبعة في الحكومات الاتحادية».