مصدر أفغاني: طالبان تبتعد عن «القاعدة».. والملا محمد أغا مدير مكتب الملا عمر شارك في مفاوضات مكة

المحادثات جرت على مدار 3 أيام في أجواء إيجابية رغم الاختلاف في وجهات النظر

TT

كشف مصدر افغاني مطلع ان بعثة المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان توجهت الى العاصمة اسلام اباد لاجراء مزيد من المباحثات مع المسؤولين الباكستانيين فيما يتعلق بوقف العنف في الشارع الافغاني. وقال المصدر المقرب من المفاوضات لـ«الشرق الأوسط» ان بعثة طالبان التقت في مكة المكرمة ممثلين عن حكومة كرزاي ضمت الى جانب الوجوه المعتدلة في الحركة الاصولية ملا محمد طيب اغا مدير مكتب الملا عمر والناطق باسمه الذي يتحدث العربية بطلاقة، ومولوي محمد كبير وزير طالبان الاسبق ومحافظ ولاية ننجرهار، فيما كانت البعثة الحكومية الافغانية تحت رئاسة النائب البرلماني نور عارف زي الذي كان نائبا للشيخ يونس قانوني رئيس البرلمان. وضمن الذين شاركوا في المفاوضات بحسب مصدر مقرب من المفاوضات مولوي ارسلان رحماني وزير الدراسات عهد طالبان، ووكيل احمد متوكل وزير خارجية الملا عمر والملا احمد يار وزير عودة المهاجرين، والملا عبد السلام ضعيف سفير طالبان في إسلام آباد الذي قضى نحو 4 سنوات في غوانتانامو، وعبد الحكيم مجاهد صوت الملا عمر في الامم المتحدة. وقال ان السعودية، استضافت في العشر الاواخر من رمضان في مكة المكرمة محادثات بين ممثلين عن حكومة كرزاي ووفد من حركة طالبان، التي أعلنت ابتعادها عن تنظيم «القاعدة» وفق ما أكدته مصادر مطلعة على المحادثات.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الملف الافغاني، إن المحادثات جرت على مدار ثلاثة ايام في مكة المكرمة تحت رعاية سعودية. ووصف احد الذين شاركوا في هذه المفاوضات بانها جرت في اجواء ايجابية وودية رغم الاختلاف على كثير من النقاط. وقال انها طبيعة الافغان من جهة الحياء واحترام الرأي الاخر. وأوضح المصدر أن الوفد الأفغاني تكون من 17 عضواً، بينما تشكل وفد حركة طالبان من 11 عضواً، بالطبع لم يكن بينهم زعيم الحركة الملا عمر. وقال كان هناك شخص مقرب من قلب الدين حكمتيار الزعيم السابق لحركة المجاهدين والمعادي للولايات المتحدة والمطلوب اميركيا. كذلك شارك في الاجتماع مسؤولان في الحكومة الأفغانية، إلى جانب ثلاثة أشخاص آخرين لم يحددهم المصدر بينهم شيخ فقيه من الافغان العرب، كان اميرا في جبهات القتال ضد الروس، ويحظى باحترام جميع الاطراف ويعد مهندس مبادرة وقف العنف. ورغم غياب الملا عمر، إلا أنه أوضح أنه لم يعد حليفاً لتنظيم «القاعدة»، وهو الموقف الذي لم يعلن عنه من قبل، غير أنه تبدى خلال الاجتماعات. وتعتبر المحادثات التي تستضيفها السعودية بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان أول خطوة في عملية طويلة المدى، واستغرق الإعداد السري لها أكثر من عامين حتى وصلت إلى المرحلة الحالية. من جهة أخرى، قال متحدث باسم الخارجية الباكستانية انه ربما كانت هناك اجتماعات في اسلام اباد بين ممثلين عن حكومة كرزاي وطالبان، لكن الاجتماعات ليست بضيافة الحكومة الباكستانية. وتمثل الخطوة السعودية توجهاً للعب دور مباشر في محاولة لحل النزاع في أفغانستان، بينما اقتصر دورها السابق على التعامل مع كابل عبر باكستان. وتأتي هذه الأنباء عن المحادثات بين الجانبين في أعقاب دعوة وجهها الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، الأسبوع الماضي لمسؤولي حركة طالبان بإجراء إلى مفاوضات سياسية، وطلب من السعودية لعب دور الوساطة في تلك المفاوضات. وتشكل الخطوة أيضاً إقراراً من جانب السعودية على الضعف السياسي في باكستان في هذه المرحلة، وضرورة منع نمو تنظيم «القاعدة» واجتثاثه من جذوره. يذكر أن السعودية هي إحدى ثلاث دول كانت تعترف بنظام طالبان قبل إطاحته في عام 2001، عندما غزت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي أفغانستان في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، غير أن العلاقات بين الجانبين توترت عندما رفض الملا عمر تسليم زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.