جليلي يبعث برسالة إلى سولانا.. يشكو فيها من الموقف الغربي من الملف النووي

الناتو يشك في قدرة العالم على منع امتلاك إيران قنبلة نووية

TT

قال مسؤول إيراني رفيع إن مسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي بعث برسالة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا يحتج فيها على موقف الغرب حيال برنامج ايران النووي. وقال المسؤول طالبا عدم كشف اسمه في تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية «في الرسالة شكا جليلي من موقف الغربيين واكد ان طريقتهم اضرت بالمفاوضات البناءة بين الجانبين». ونقل المسؤول عن جليلي قوله في الرسالة «ان استخدام الضغط بدلا من المنطق في مسار المفاوضات لن يكون الحل». وذكر مكتب المجلس الاعلى للامن القومي ان سفير ايران في بروكسل علي اصغر خاجي سلم الرسالة الى سولانا امس. ومن المقرر ان يتم ارسال نسخ من الرسالة الى وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا. وكان أحمد خادم الملة المتحدث باسم المجلس الاعلى للامن الوطني في ايران قد قال ان "الرسالة المكونة من صفحتين توضح وجهة نظر ايران بشأن طريقة تعامل القوى الست مع القضية النووية. وستسلم لسولانا في بروكسل خلال ساعات». كما ذكر ان الرسالة ستسلم ايضا للسفارة السويسرية في طهران. وتمثل سويسرا مصالح الولايات المتحدة في ايران منذ قطعت واشنطن العلاقات مع ايران بعد فترة قصيرة من قيام الثورة الاسلامية.

وانتقدت الدول الغربية ايران في اجتماع لوكالة الطاقة الذرية عقد في النمسا الشهر الماضي، بسبب رفضها تقديم ادلة تنفي مزاعم تتعلق باجرائها دراسة لانتاج اسلحة نووية، وكذلك لاستمرارها في تخصيب اليورانيوم في تحد للمطالب الدولية.

وقال روديغير لوديكنغ السفير الالماني لدى مجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 عضوا ان التقرير الأخير الذي أعدته الوكالة حول تحقيقها الذي استمر ستة اعوام في برنامج ايران النووي «يقدم صورة قاتمة بالتأكيد». وأضاف السفير الذي كان يتحدث نيابة عن كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ان «ايران تواصل تحديها لمطالب المجتمع الدولي». كما انتقد السفير الفرنسي في الوكالة فرانسوا كزافييه دينيو الذي تحدث باسم دول الاتحاد الاوروبي الـ27، ايران و«دان» عدم شفافيتها. وقال ان رفض ايران تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم ودحض المزاعم باجرائها دراسات حول انتاج اسلحة «مثير للقلق».

ويأتي ذلك فيما قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) ياب دي هوب شيفر امس انه غير متأكد من قدرة العالم على منع ايران من صنع قنبلة نووية. وقال شيفر في مؤتمر في جنوب شرق فرنسا ان الحلف ليس له دور مباشر يقوم به في هذا الصدد ولكنه قال انه قلق من أن الامم المتحدة أخفقت في كبح جماح الطموح النووي لايران.

وأوضح شيفر في مؤتمر عن السياسة العالمية نظمه المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «منع ايران من مواصلة السعي للحصول على القنبلة يمثل تحديا كبيرا». وأضاف «لست متأكدا من قدرة العالم على منع ايران من تحقيق طموحها». وتابع شيفر «مصدر قلقي هو أن مجلس الامن حاليا غير قادر على التوصل الى المزيد من النتائج بشأن المزيد من العقوبات». ونتيجة للانشطة النووية الايرانية قال شيفر انه لن يتوقع أن تتخلى اسرائيل أبدا عن «ترسانتها النووية المفترضة»، ويعتقد أن اسرائيل هي الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في الشرق الاوسط ولكنها لم تعلن ذلك رسميا أبدا.

وأردف قائلا «ما لا يقل خطورة عن البرنامج النووي هو التكنولوجيا الصاروخية التي تطورها أيضا ايران بخطى سريعة... أصبح هذا عنصر لامن الولايات المتحدة وأوروبا بالطبع». لدى ايران سلسلة من الصواريخ متوسطة المدى التي يقول خبراء انها يمكن أن تستهدف اسرائيل. وتقول ايران أيضا انها تعمل على تطوير صواريخ طويلة المدى.

وعلى صعيد اخر، اعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاوي امس خلال لقاء صحافي ان فتح مكتب للمركز الفكري الاميركي «المجلس الاميركي الإيراني» في ايران ليس مطروحا.

واوضح قشقاوي «ليس من الوارد اطلاقا القيام بمثل هذا الامر وهو ليس مطروحا».