مجلس الأمن يأذن باستخدام السفن والطائرات الحربية في السواحل الصومالية

أوروبا: إطلاق مهام مراقبة السفن التجارية في خليج عدن.. «هيومن رايتس ووتش» ترسم صورة مأسوية في مقديشو

صورة وزعتها البحرية الأميركية لقراصنة يحتجزون قبطان السفينة الأوكرانية «فاينا» (أ.ب)
TT

أذن مجلس الأمن في قرار اعتمده بالإجماع للدول الأعضاء بنشر واستخدام السفن والطائرات الحربية في المياه الدولية وفي السواحل الصومالية، لمكافحة القرصنة ضد السفن التجارية. وفي وقت أعلن فيه الاتحاد الاوروبي ان وحدات بحرية عسكرية تابعة له ستبدأ خلال أيام مهام مرافقة السفن التجارية، العابرة لخليج عدن، تفجر الوضع الامني في مقديشو، وشهدت اعمال عنف شديدة وتم قصف القصر الرئاسي، واغتيل زعيم قبلي بارز، وقتل 21 شخصا. ورسمت منظمة هيومن رايتس ووتش صورة ماساوية للأوضاع في العاصمة الصومالية وقالت انها تتعرض لتدمير ممنهج، لو اطلع عليها العالم بشكل جدي لأصيب بالصدمة.

ودعا مجلس الامن في قراره الذي يحمل الرقم 1838 كل الدول التي لديها مصالح في أمن أنشطة الملاحة البحرية أن تساهم وبنشاط في مكافحة القرصنة في السواحل البحرية للصومال. وتقدمت فرنسا بنص القرار الذي يحث كل الدول الأعضاء على استخدام سفنها وطائراتها الحربية في السواحل الصومالية وعلى استخدام كل الوسائل الممكنة لمكافحة القرصنة وفقا للقانون الدولي. وأخذ القرار في نظر الاعتبار الوضع السياسي المتردي في الصومال. وجدد مجلس الأمن في قراره إدانة وشجب كل أعمال القرصنة والسرقة ضد السفن التجارية في المياه الدولية أو في المياه التابعة للصومال. وكان المجلس فوض في يونيو (حزيران) الماضي الدول الأعضاء ولمدة ستة أشهر بأن تقوم بإرسال سفنها الحربية إلى السواحل الصومالية لمكافحة القرصنة في المياه الإقليمية الصومالية. وقد تعرضت العشرات من السفن التجارية إلى الاختطاف وإلى الحجز من قبل القراصنة الصوماليين الذين يستخدمون أسلحة ثقيلة في عمليات القرصنة في السواحل الصومالية، التي يبلغ طولها 3700 كيلومتر. وتعرضت أكثر من 60 سفينة تجارية للقرصنة منذ مطلع العام الجاري اخرها اوكرانية قبل اسبوعين وعلى متنها أسلحة ودبابات تخص الجيش الكيني.

وفي بروكسل أعلن رئيس الخلية الاوروبية لمواجهة أعمال القرصنة، الاسباني اندرياس بريو كلور، في تصريحات أمس، ان وحدات بحرية عسكرية أوروبية ستبدأ خلال ايام مهام مرافقة السفن التجارية، العابرة لخليج عدن وقبالة الصومال. وقال ان هذه الوحدات تتبع لعدة دول أوروبية، وستقوم بدوريات في المناطق التي تشهد تصاعدا لأعمال القرصنة، وتقديم المعلومات الضرورية للسفن التجارية، حول الطرق الآمنة الواجب إتباعها. وأوضح ان الخلية الاوروبية لن تصدر أية أوامر للسفن التجارية، ولكنها ستساعدها عبر تمكينها من المعلومات والمعطيات الأمنية الضرورية.

وأضاف، بريو كلور، ان هذه الخطوة تعتبر بداية لتنفيذ مشروع حراسة متكامل على الصعيد الأوروبي، وان وزراء دفاع التكتل السبع والعشرين سيبحثون المسألة خلال اجتماعهم الرسمي المقرر يوم 10 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في بروكسل. ويخطط الأوروبيون الى إشراك قطع عسكرية تابعة لدول أخرى في هذه المهمة وخاصة من روسيا والولايات المتحدة. يذكر ان عشر دول أوروبية اعلنت حتى الآن مشاركتها في القوة البحرية الجاري إعداد نشرها في خليج عدن قبل نهاية العام الجاري.

وفي مقديشو اغتال مسلحون مجهولون الزعيم القبلي «طَعَرْ حِرْسِي حوشو» أحد أشهر الزعماء القبليين بوسط الصومال، وقد أطلق مهاجم بمسدس، الرصاص على الزعيم القبلي وهو في سوق مزدحمة بمدينة «بَلَدْ وَيْن» عاصمة إقليم هيران بوسط الصومال، مما أدى الى مصرعه فيما لاذ المهاجم بالفرار. ولم تعرف دوافع حادث الاغتيال، الا أن الزعيم القبلي المستهدف كان قد وجه انتقادات لاذعة الى المقاتلين الإسلاميين الذين هددوا المنظمات الإغاثية العاملة بالمنطقة. ولقي 21 شخصا مصرعهم وأصيب نحو ثلاثين آخرين بجروح إثر سقوط عدد من القذائف الصاروخية على سوق مزدحمة بالعاصمة الصومالية مقديشو. وتعرض القصر الرئاسي في العاصمة للهجوم بقذائف الهاون من قبل مقاتلين إسلاميين، قامت القوات الحكومية بعدها بقصف سوق البكارو أكبر الأسواق في العاصمة. وتبنى مقاتلو تنظيم الشباب مسؤوليتهم عن القصف الذي استهدف القصر الرئاسي.

وأصبح موظفو المنظمات الإنسانية في الصومال هدفا للمقاتلين الإسلاميين وكان منزل أحد مسؤولي الصليب الأحمر الدولي في مدينة بيدوا قد تعرض ليلة أول من أمس لهجوم، لكن المسؤول نجا من العملية. وكان تنظيم الشباب قد وجه تحذيرا الى منظمتي كير انترناشيونال وال آي ام سي بوقف أعمالها في المناطق الوسطي من البلاد. وقال المتحدث باسم تنظيم الشباب إن المنظمتين تقومان بممارسة أعمال خارجة عن مهمتهما دون أن يخوض في التفاصيل.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته أمس بأن «العاصمة الصومالية تتعرض إلى تدمير ممنهج لو اطلع عليها العالم بشكل جدي لأصيب بالصدمة، ولو أن ما يحصل حاليا في الصومال حدث في أماكن أخرى من العالم كلبنان وجورجيا مثلا لعدّ الأمر فضيحة؛ لكن مأساة الصومال تتعرض للتجاهل التام من قبل المجتمع الدولي». وأضاف تقرير هيومن رايتس ووتش «لعل أكثر ما يثير الصدمة والفزع هو أن مناطق كثيرة من العاصمة مقديشو قد خلت من المواطنين نتيجة الصراع الدائر». وقالت المنظمة ان الحكومة الصومالية عاجزة عن إحصاء عدد الأفراد الذين فروا من ديارهم. وذكرت أن كل عمال الإغاثة الدوليين هاجروا من المنطقة خوفا من اختطافهم بقصد الحصول على فدية لاطلاق سراحهم أو قتلهم، وليس هناك من يقوم بالمهمة الإنسانية لمساعدة الصوماليين المنكوبين.