سليمان يطلب أسلحة أميركية «متطورة» للجيش اللبناني.. وهيل يتحدث عن شكل جديد من التعاون العسكري

مساعد وزيرة الخارجية الأميركية يؤكد دعم واشنطن لقرارات مجلس الأمن

TT

أبلغ الرئيس اللبناني ميشال سليمان وفدا أميركيا زاره، أمس، حاجة الجيش اللبناني الى «المزيد من الأسلحة المتطورة لمواجهة الارهاب وحماية السلم الاهلي والاستقرار في لبنان»، فيما أكد نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل أن سياسة بلاده تجاه لبنان لم تتغير، مشددا على «دعم لبنان المستقل والسيد والحر بعيدا عن أي تدخل خارجي».

وكان الرئيس سليمان قد استقبل أمس هيل على رأس وفد في حضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ميشيل سيسون. وتناول البحث خلال اللقاء سبل تعزيز التعاون بين لبنان والولايات المتحدة على المستويين السياسي والعسكري.

وأفادت معلومات رسمية بأن هيل وضع الرئيس سليمان في أجواء اللقاءات التي أجراها مع القيادات اللبنانية وخصوصا في وزارة الدفاع وقيادة الجيش. وتابع الجانبان البحث في برنامج المساعدات الأميركية للجيش اللبناني. واستفسر هيل من الرئيس سليمان حول «عدد من النقاط المتصلة بالأوضاع الداخلية وتلك المتصلة بالأوضاع في المنطقة». وقد أكد سليمان «ان حاجة الجيش اللبناني الى المزيد من الأسلحة المتطورة هي لمواجهة الارهاب وحماية السلم الأهلي والاستقرار في البلاد».

وعقب اللقاء قال هيل: «لقد تطرقنا مع فخامته ايضا الى الاجتماع الذي عقدناه في وزارة الدفاع امس (الاول) في حضور اللجنة العسكرية المشتركة. وهذا النوع من التعاون المشترك في ما بيننا يتخذ هذا الشكل للمرة الاولى. وهو يشكل وجها جديدا من التعاون في المدى البعيد. ويتناول نوعا من الشراكة العسكرية المرتكزة على مواجهة التحديات المشتركة لإزالة الارهاب الذي يهز الاستقرار في لبنان ولتطبيق القرار 1701». وأضاف: «اغتنمت فرصة اللقاء مع فخامته لإعادة التأكيد بقوة على هذه الرسالة: ان سياسة الولايات المتحدة تجاه لبنان لم تتغير، فالولايات المتحدة تدعم لبنان المستقل والسيد والحر بعيدا عن اي تدخل خارجي. كذلك ندعم بقوة التطبيق الكامل لقراري مجلس الأمن 1701 و1559. واننا ايضا نشجع التقدم الحاصل على صعيد التطبيق الكامل لاتفاق الدوحة بما في ذلك الحوار الوطني والمصالحة والتحضيرات القائمة لإجراء الانتخابات النيابية السنة المقبلة».

وزار هيل مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث اجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال عقب اللقاء: «تحدثنا عن كل القضايا المطروحة في لبنان من مختلف جوانبها، وعن العلاقات اللبنانية ـ الاميركية وسبل تعزيزها، وخصوصا بعد زيارة الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة. كما بحثنا الوضع في المنطقة». وأضاف: «مرة أخرى، أعربت للرئيس بري عن الدعم الاميركي للبنان وان الوضع في لبنان يبقى مهما بالنسبة الى الادارة الاميركية. وان سياستنا تجاه لبنان لم تتغير. ونحن ندعم التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن واستقلال وحرية لبنان وسيادته على أراضيه وتطور ديمقراطيته».

وسئل اذا كانت لدى الادارة الاميركية توجهات سياسية جديدة في لبنان، فأجاب: «قطعا لا. للولايات المتحدة سياسة ثابتة تجاه لبنان وسورية، هي سياسة لم تتغير. وكما قلت نحن مستمرون في دعم أهدافنا المشتركة وتقوية استقلال لبنان وحريته وسيادته».

كذلك، زار هيل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وقال عقب اللقاء: «لقد كانت لنا محادثات جيدة جدا مع الرئيس السنيورة. كما كانت مناسبة لي لأن أقف على نظرته الى الأمور الحاصلة في لبنان والمنطقة وعلى الصعيد الدولي. وقد أكدت مرة اخرى سياسة الولايات المتحدة الخارجية المستمرة لجهة علاقاتنا مع لبنان وتحقيق أهدافنا من أجل لبنان. ونحن نجدد دعمنا للبنان وحكومته ومؤسساته وسيادته واستقلاله وحريته وتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة به. كما لخصت للرئيس السنيورة المحادثات المثمرة التي اجريناها مع وزير الدفاع اللبناني الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث أطلقنا الجزء الاول من تعاوننا العسكري».

وسئل اذا كانت الولايات المتحدة تدعم الحوار الوطني في لبنان وما هي النتائج التي تتوخاها منه، فأجاب: «ان أهمية الحوار هي انه يجري بين اللبنانيين أنفسهم ومن أجلهم. ونحن نشجع على تطبيق اتفاق الدوحة ومتابعة الحوار الوطني. ونرجو أن نراه ينطلق من دون توقف وان تتواصل المصالحات. فبعد زيارتي الأخيرة لاحظت هذه المرة ان جو المصالحات يسود. وهذا ما نرحب به بقوة. كما نرحب بالجهود الرامية الى إجراء الانتخابات النيابية. ولا أعتقد أن من دور الولايات المتحدة ان تحدد ما هو المرجو من هذا الحوار الوطني، لكننا نرجو ان تتحقق الامور التي تم الاتفاق عليها في الدوحة».

ولاحقا، التقى هيل النائب ميشال المر. وعرضا الوضع الداخلي في لبنان والتطورات الامنية التي تشهدها منطقة الشمال. كما تطرق البحث الى سبل دعم لبنان سياسيا وعسكريا. وذكر المر أنه استفسر عن «المخاوف التي أثارتها السفارة الأميركية من احتمال حصول تفجير أمني منتصف الشهر الحالي ودعوتها رعاياها الى أخذ الحيطة والحذر»، مشيرا الى ان الجواب كان ان «هذا التدبير طبيعي ولا يدل على وجود خطر». وقال: «في ما يتعلق بالحشود السورية على الحدود الشمالية للبنان، تحدثنا بشكل جانبي. وأعطيتهم رأيي في هذا الموضوع وان هذه الحشود هي لحماية الحدود السورية ولتطبيق القرار 1701. وأنا شخصيا ليس عندي أي خوف من دخول سورية مجددا الى لبنان. وقد كان جوابهم مطابقا لوجهة نظري. وهم مقتنعون بأن الحشود العسكرية السورية لا تهدف الى أي عملية عسكرية».

من جهة اخرى، غادرت قبل ظهر أمس مساعدة وزير الدفاع الاميركي لشؤون الامن الدولي ماري بتلنغ متوجهة الى ألمانيا على متن طائرة عسكرية خاصة، في ختام زيارة الى لبنان التقت خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين الذين بحثت معهم في موضوع التعاون بين الولايات المتحدة ولبنان على صعيد تسليح الجيش اللبناني، ووقعت ثلاثة اتفاقات بقيمة 63 مليون دولار هبات للجيش.