تهم جديدة في سباق الانتخابات الأميركية.. ومواصلة تقدم أوباما في ولايات رئيسية

ماكين كانت له علاقة بفضيحة «إيران كونترا».. والمرشح الديمقراطي حصل على تبرعات من غزة

TT

قبل ساعات من الاستعداد للمناظرة قبل الاخيرة بين المرشحين للرئاسة الاميركية، تبادل فريقا المرشحين، الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين الاتهامات. المناظرة التي من المتوقع اجراؤها مساء امس، تعتبر حاسمة لماكين الذي عليه ان يكسب الناخبين بعد ان استطاع اوباما ان يتقدم عليه في استطلاعات الرأي الوطنية لليوم العاشر على التوالي حسب معهد «غالوب».

وعملت حملة أوباما امس على الربط بين الازمة الاقتصادية الحالية وعلاقة ماكين بكبار المصرفيين في البلاد. ووزعت الحملة تسجيلاً طوله 13 دقيقة تنتقد سياسات ماكين وتسلط الضوء على علاقته بفضيحة «لنكولن سيفنجز آند لون اسوسييشن» المالية، مشيرة إلى أن المرشح الجمهوري كان واحدا من خمسة أعضاء في مجلس الشيوخ اتهموا بمحاولة إعاقة تحقيق اتحادي لمصلحة الرئيس التنفيذي للمؤسسة المصرفية تشارلز كيتنغ الذي كان مساهم سخيا في حملاتهم الانتخابية.

ومن جهة اخرى، ركز عدد من الكتاب الليبراليين على ارتباط ماكين بفضيحة «ايران كونترا» في عهد الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان. وماكين كان على علاقة مع مجموعة قدمت مساعدات الى رجال العصابات في نيكاراغو الذين كانوا يقاتلون النظام اليساري الحاكم في الثمانينيات من القرن الماضي. وفي السنوات الأولى لتلك الحرب، كان ريغان يعطي الدعم المالي صراحة للكونترا وللمخابرات المركزية الأميركية بغرض الإطاحة بنظام ساندينيستا اليساري. وفي عام 1986، بدأت إدارة ريغان، بشكل سري وغير قانوني في نقل الدعم العسكري الموجه لإيران إلى قوات الكونترا.

وكان ماكين عضواً في «المجلس الاميركي للعالم الحر «الذي ساند المجموعات اليمينية في اميركا اللاتينية لمحاربة الشيوعية.

ونسب امس الى مؤسس «المجلس الاميركي للعالم الحر» الجنرال المتقاعد جون سينغلاب قوله: إن ماكين ارتبط مع هذه المجموعة في مطلع الثمانينات في وقت كان يعمل فيه على إطلاق حملته السياسية والانتخابية في ولايه اريزونا، مشيراً الى انه ساند أنشطة المنظمة لكنه لم يكن عنصراً نشطاً. وقال سينغلاب «اعتقد انني التقيته في واشنطن، عندما أصبح عضواً جديداً في الكونغرس، واخترناه في لجنة المجلس». وعندما انتخب ماكين عضواً في المجلس كان من بين اعضاء الكونغرس الجمهوريين المؤيدين لمقاتلي الكونترا الذين ساهمت المخابرات المركزية (سي آي إيه) في تسليحهم وتدريبهم.

وقال ماكين إنه استقال من المجلس عام 1984 وطلب حذف اسمه من سجلات ومكاتبات المجلس. لكن سينغلاب يقول إنه لا يتذكر ذلك، وأوضح قائلاً «هذه هي المرة الاولى التي أسمع فيها هذا الامر».

وسعت الاطراف الداعمة لاوباما للتركيز على هذه العلاقة، رغم ان الحملة لم تثرها بشكل رسمي حتى الآن. ويأتي ذلك بعد الانتقادات التي وجهتها المرشحة الجمهورية لنائب الرئيس سارة بالين الى اوباما بانه «صديق للارهابيين»، في إشارة الى علاقته مع الناشط الراديكالي وليام آيرز الذي كان اوباما عضواً معه في جمعية في شيكاغو، وكان آيرز ينتمي الى مجموعة اتهمت بالقيام بتفجيرات في اميركا قبل 40 سنة، ثم عمل في مجال إصلاح التعليم بعد ذلك.

ومن جهة اخرى تحاول حملة ماكين اثارة تساؤلات حول التبرعات التي وصلت قيمتها الى 460 مليون دولار من المؤيدين له، نصفها من تبرعات صغيرة. واعلن محام مكلف من طرف «اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري» أن الحزب سيطرح استفسارات على «المفوضية الفيدرالية للانتخابات» من أجل التحري حول مصادر تبرعات بمبالغ صغيرة لاوباما. وتقول لجنة الحزب الجمهوري إن حملة اوباما لديها «حالة جوع» للتبرعات، مشيرة الى تزايد الشكوك حول مصادر هذه التبرعات، واحتمال ان يكون بعض منها من متبرعين أجانب ليس لهم الحق اصلاً في التبرع. وقال شين كيرنكروس رئيس اللجنة «نؤمن ان من حق الاميركيين ان يعرفوا ما إذا كانت هناك أموال أجنبية تدفقت في الحملة الانتخابية». وأشار كيرنكروس الى تقرير نشرته مجلة «نيوزويك» يتطرق الى الموضوع، وجاء فيه ان بعض المتبرعين استعملوا اسماء وهمية مثل «حسن النية». وقالت «نيوزويك» إنه في مطلع هذه السنة أعادت حملة ماكين مبلغ 33 الفا لأخوة يقيمون في قطاع غزة اشتروا لاصقات وبضائع عليها شعارات حملة اوباما عن طريق الانترنت، واعتبر المبلغ بمثابة مساهمة في تمويل الحملة الانتخابية. وكان الاخوة اكتفوا بكتابة الحرف اللاتيني «جي» على اساس انه يدل على المنطقة التي يقيمون فيها، واعتقدت حملة اوباما ان ذلك يدل على ولاية «جورجيا ولم يرد الى ذهنهم انه يدل على «غزة». وتعقيباً على هذه المسألة قال بن لابوت الناطق باسم حملة اوباما «لا توجد جهة يمكن ان تكون في مأمن من الاحتيال عبر الانترنت سنواصل مراجعة اجراءات حملة التبرعات».

وتؤكد حملة اوباما أن عدة اجراءات اتخذت لحماية التبرعات من الاموال غير الشرعية او التي تأتي من الخارج. ومن هذه الاجراءات ان يبرز الشخص الراغب في التبرع في الحملات التي نظمت خارج اميركا، جواز سفره، كما أوقفت بيع مقتنيات الحملة لاشخاص يقيمون خارج اميركا، وأصبح يطلب من المتبرعين عبر الانترنت من خارج الولايات المتحدة كتابة ارقام جوازاتهم. وقال أحد المسؤولين في الحملة «نشرت مرة إحدى الصحف في نيجيريا تدعو للتبرع خلال أمسية للحملة، وارسل لهم محامينا رسالة يشير فيها الى اننا لن نقبل اي تبرع منهم». وتقول حملة اوباما إن حملة منافسة ماكين بدورها أعادت مبلغ 50 الف دولار تبرع بها الاردني مصطفى ابونبعة عن طريق أحد مؤيدي المرشح الجمهوري في فلوريدا.

وأفاد استطلاع للرأي جرى قبل مناظرة الليلة الماضية في ولاية اوهايو، وهي من أهم «الولايات المتأرجحة» ان اوباما اصبح متفوقاً على ماكين، بعد ان قال 51 في المئة من المشاركين في الاستطلاع انهم يؤيدون اوباما والمرشح معه لمنصب نائب الرئيس جوزيف بايدن، في حين عبر 45 في المئة تأييدهم لماكين والمرشحة على بطاقته سارة بالين. وأهمية الاستطلاع في اوهايو انها تعتبر من أكثر الولايات التي تأثرت بالأزمة المالية الحالي، وعبر معظم المشاركين في الاستطلاع الذي اجرته شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية بالتعاون مع صحيفة «واشنطن بوست» عن اعتقادهم ان اوباما هو الأكثر قدرة على معالجة الاوضاع الاقتصادية، وخلق وظائف لكبح البطالة المتزايدة، والتعامل مع موضوع الضرائب. وخلال الاستطلاع نفسه حصل ماكين على نسبة أعلى من اوباما رداً على السؤال المتعلق بالتعامل مع الارهاب وحرب العراق، بيد ان 9 في المائة فقط من المشاركين اعتبروا ان هاتين القضيتين تشكلان اولوية بالنسبة لهم.