سمعة الخادمات الفلبينيات تثير أزمة دبلوماسية بين مانيلا ولندن

الفلبين تطالب باعتذار بسبب برنامج بريطاني ساخر

TT

قدمت الحكومة الفلبينية امس احتجاجاً للحكومة البريطانية على ما وصفته بتشويه عنصري لسمعة الخادمات الفلبينيات في برنامج تلفزيوني بثته هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» في لندن.

واستدعى وزير الخارجية البرتو روملو السفير البريطاني في الفلبين بيتر بيكنغهام للاحتجاج على بث برنامج كوميدي يصور الخادمات الفلبينيات على أنهن وسائل للمتعة الجنسية. وقال وكيل وزارة الخارجية الفلبينية استبان كونيوس إن «الوزير روملو استدعي السفير البريطاني .. السفارة الفلبينية في لندن تحتج على الاهانة الموجهة للخادمات الفلبينيات في المملكة المتحدة».

وقدمت سفارة الفلبين في لندن احتجاجاً الى «بي.بي.سي» ووزيرة الدولة البريطانية لشؤون المرأة هاريت هارمان، كما اطلقت مجموعة من الفلبينيين عريضة الكترونية تطالب بريطانيا بالاعتذار عن البرنامج. وقد اثيرت هذه الضجة بسبب فقرة كوميدية تم بثها الشهر الماضي ضمن برنامج «هاري أند بول» من الكوميديان هاري اينفيلد. وتظهر الفقرة الكوميدية اينفيلد وهو يصرخ في وجه ممثلة تقوم بدور خادمته الفلبينية طالبا منها القيام بوظيفتها ومجالسة صديقه بول. وأمر اينفيلد السيدة بالدوران والرقص أمام شخص اخر بل وحثها على «مضاجعته» لكن بول ظل غير مبال ودلف داخل المنزل.

وتحاول الحكومة البريطانية الابتعاد عن القضية، اذ اكدت استقلال «بي.بي.سي» في هذا الشأن. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط»: «المملكة المتحدة تحترم حرية التعبير والتبادل الحر للافكار»، مضيفة: «بي.بي.سي لها استقلالية تحريرية والافكار المعبر عنها في الاذاعة مستقلة تماماً عن الحكومة البريطانية»، في اشارة الى عدم نية الحكومة الاعتذار عن الحادثة التي اثارت غضب الاعلام والمسؤولين الفلبينيين بعد ان تناقلت المشهد التسجيلي مواقع الكترونية عدة. ورابط عمال فلبينيون في لندن خارج مكاتب «بي.بي.سي» للتعبير عن امتعاضهم من البرنامج. وقالت عضو الكونغرس الفلبيني ريسا هونتيفيروس: «لقد كان (البرنامج) مقززا ومثيرا للغثيان ويفتقر إلى الحس كما انه محاولة عنصرية للسخرية من مظهر من مظاهر الاستغلال .. البرنامج يتناول مشهدا شائعا لاستغلال العاملات الفلبينيات في الخارج بتفاهة متناهية».

وتعتبر الفلبين القضية في غاية الحساسية اذ يعمل أكثر من ثمانية ملايين فلبيني خارج بلادهم، حيث يشتغل قسم كبير منهم كخدم في المنازل وذلك بسبب قلة فرص العمل المتاحة في الفلبين. وتنشط حكومة الرئيسة جلوريا ماكاباجال ارويو بقوة في مجال تسويق العمالة الفلبينية في الخارج في مسعى لدعم اقتصاد البلاد المتداعي وخفض نسبة البطالة.