اتساع نطاق الانتفاضة ضد طالبان في منطقة القبائل الباكستانية

3 قبائل بشتونية شكلت نواة جيش خاص من 10 آلاف رجل لطرد الأصوليين

عنصران من طالبان يحرسان رهينتين صينيين (رويترز)
TT

قامت ميليشيات قبلية مدججة بالسلاح، تقطن في إقليم باجور القبلي بعدة هجمات عنيفة الأسبوع الماضي، لكن هدف تلك الهجمات لم يكن قوات الأمن الباكستانية، بل كانوا يحرقون بيوت قادة طالبان ويطردونهم من المنطقة.

وكما توقع مسؤولون عسكريون في مؤتمر صحافي قبيل أيام من عيد الأضحى المبارك قامت قوات من الميليشيات القبلية المعززة بالأسلحة الثقيلة بحرق معاقل طالبان ومساكن المقاتلين في المناطق القبلية في باجور خلال الأيام الستة الماضية. وقد قامت تلك الميليشيات الخاصة خلال الأيام الماضية بتحديد أماكن إقامة قادة طالبان وحرقها وصرح جمال خان أحد مسؤولي الإدارة القبلية في باجور أن عمليات الميليشيات الخاصة ضد طالبان مستمرة لليوم السادس على التوالي.

ومن بين الذين أحرقت منازلهم من قبل جيش العسكر القبلية، كما يطلقون على أنفسهم، جان والي أحد القيادات المحلية التابعة لطالبان في إقليم باجور القبلي. وخلال عملياتهم، استهدف الجيش القبلي معاقل طالبان أو أي مأوى لقادة طالبان المحليين يلجأ إليه المقاتلون بعد قتالهم مع قوات الأمن الباكستانية.

وتوصل جيش العسكر القبلية يوم الاثنين إلى منزل مولاي عمر المتحدث باسم طالبان وفقير محمد أحد قادة طالبان، لكنهما فرا من المنطقة عند رؤية الميليشيات القبلية تداهم تلك المنازل.

ويبلغ قوام تلك الميليشيا الخاصة ما يزيد على10 الاف مسلح ويقودهم قادة محليون. وكان أحد كبار المسؤولين في الجيش الباكستاني قد توقع خلال لقائه الصحافيين في مدينة روالبندي بأن ينتفض أهالي باجور ضد طالبان والمقاتلين الأجانب المستترين بالمنطقة. ويعتقد المحللون الأمنيون الباكستانيون أن تقوم القوات الباكستانية المتمركزة في المنطقة بتقديم يد العون لذلك الجيش القبلي في تنظيم عملياتها ضد طالبان باكستان. وصرح مسؤول بالقصر الرئاسي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الباكستاني آصف علي زارداري أوامره إلى رئيس هيئة أركان الجيش أشفاق برفيز كياني، في اجتماع خاص عقد بالقصر الرئاسي تم فيه استعراض الموقف الأمني في المناطق القبلية والجزء الشمالي الغربي، بالتعاون الكامل مع الميليشيا القبلية التي بدأت عملياتها ضد طالبان باكستان.

وشكلت ثلاث قبائل من البشتون في منطقة باجور هي سلارزاي وتارخاني واوتمانخيل جيشا خاصا من نحو 10 الاف رجل من تلك القبائل لطرد طالبان من مناطقهم بعد أسابيع من القتال الضار بين قوات الامن والمتشددين أدي لخسائر فادحة في صفوف المدنيين وفي الممتلكات. وقال الزعيم القبلي فضل كريم الذي يقود الجيش الخاص: «لقد أبلغتنا السلطات بمنتهى الوضوح أن الطريقة الوحيدة لتفادي الخسائر المصاحبة هي أن نطهر مناطقنا من طالبان وان نعيد لها الاستقرار».