زيباري: الاتفاقية الأمنية بحاجة إلى قرار سياسي جريء.. والتوافق حولها بات وشيكاً

نيغروبونتي يشيد بالوضع الأمني «المدهش».. وانفجاران قرب وزارة الخارجية قبل وصوله إليها

TT

دعا وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، أمس الزعماء السياسيين العراقيين الى اتخاذ قرارات سياسية «جريئة» للانتهاء من الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة التي ستنظم وجود القوات الاميركية بالعراق، مضيفا ان الاتفاق مع واشنطن بات وشيكا. وقال زيباري في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي الذي يزور العراق حالياً ان «هناك افكارا جديدة وصياغات جديدة ولغة جديدة، ممكن ان تكون مقبولة، لكن القرار النهائي لم يتخذ حتى الآن»، مضيفاً «هذا يحتاج الى عدة قرارات سياسية جريئة». واكد «اننا قريبون جدا من التوصل الى نتيجة ترضي البلدين والشعبين»، لكنه رفض تحديد اي موعد نهائي للتوصل الى اتفاق. وقال زيباري انه تم توضيح العديد من النقاط العالقة في ما يتعلق بالحصانة، التي تعد احدى ابرز النقاط الخلاقية بين طرفي المفاوضات، وان المناقشات بين البلدين بلغت مستوى متقدما جدا وسيتم حل النقاط المختلف عليها». واضاف ان البلدين يدركان ضيق الوقت أمام التوصل الى حل لوجود القوات الاجنبية في العراق قبل نهاية العام الحالي. وتجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق للتوصل الى اتفاقية حول «وضع القوات» لإضفاء اسس قانونية على الجيش الاميركي في العراق بعد 31 ديسمبر (كانون الاول) المقبل عندما ينتهي تفويض قرار دولي ينظم وجودها في هذا البلد. وأشار كل من زيباري ونيغروبونتي الى أن الاتفاق أصبح وشيكاً. وقال وكيل وزارة الخارجية الاميركية «اتفقنا معاً على أنه ما دامت المفاوضات مستمرة فليست هناك جدوى من الدخول في مناقشة تفصيلية بخصوص النقاط التي قد لا نكون انتهينا منها بعد»، مضيفا أنه لم يشارك في محادثات بخصوص الاتفاق خلال زيارته. وأشاد نيغروبونتي السفير الاميركي السابق في بغداد بالتقدم الامني «المدهش» في العراق والاجراءات السياسية مثل تمرير قانون الانتخابات المحلية. إلا أنه أشار الى أن هناك حاجة لمزيد من التقدم السياسي والاقتصادي. وتابع نيغروبونتي «أتمنى أن يترجم العراقيون معاً هذا التقدم الى اعادة احياء الاقتصاد وتوفير بنية تحتية وخدمات للسكان». وكان نيغروبونتي قد زار السليمانية وكركوك والموصل وعقد عدة لقاءات بالمسؤولين العراقيين كما توجه في وقت لاحق أمس الى مدينة البصرة جنوب العراق في زيارة مفاجئة. وأجرى نيغروبونتي لقاء مع المحافظ والمسؤولين المحليين، حسبما ذكر مصدر في القنصلية الاميركية في البصرة للوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق). ويقول العراق إنه يريد سلطة محاكمة جنود أميركيين اذا ارتكبوا جرائم. وفي دول أخرى، تتمركز فيها قوات أميركية عادة ما تضع اتفاقات يطلق عليها «اتفاقات وضع القوات» هؤلاء الجنود تحت وطأة القانون العسكري الاميركي وليس تحت وطأة قانون الدولة المضيفة. وأي مواعيد بخصوص الانسحاب في الاتفاق ستكون شائكة سياسياً أيضا في الولايات المتحدة. ويفضل المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية باراك أوباما سحب القوات القتالية من العراق بمنتصف عام 2010، في حين يقول منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين ان الانسحاب ممكن خلال الاعوام القليلة المقبلة، ولكنه لا يريد أن يلزم نفسه بجدول زمني.

الى ذلك، وفيما كان يستعد نيغروبونتي لعقد المؤتمر الصحافي الذي عقد في وزارة الخارجية العراقية في مجمع مجاور للمنطقة الخضراء، شديدة التحصين وسط بغداد، وقع انفجاران أمام الوزارة. واعلنت مصادر امنية عراقية ان عبوتين لاصقتين استهدفتا عربة للجيش العراقي وسيارة مدنية بالقرب من مرأب وزارة الخارجية. واوضحت ان «عبوة لاصقة وضعت تحت عربة للجيش ضمن نقطة حراسة مقابل وزارة الخارجية في منطقة الصالحية، في حين وضعت الاخرى تحت سيارة مدنية تعود لأحد موظفي الوزارة». واكدت «اصابة خمسة اشخاص بجروح بينهم جندي». وافاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية أن أضراراً جزئية لحقت بعربة الجيش، في حين احترقت السيارة المدنية بشكل كلي. ووقع الانفجاران بفارق زمني بسيط لا يتجاوز الخمس دقائق.