طهران: الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن عار على تاريخ العراق

المشهداني بعد وصوله إلى الجمهورية الإسلامية بطائرة إيرانية: سأبحث الاتفاقية الأمنية

طفل، يحمله صبي، ينظر باستغراب فيما انتشر جنود اميركيون وعراقيون لتنفيذ دورية راجلة في منطقة الفضل وسط بغداد أول من امس (رويترز)
TT

قال نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزايري، إن الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة المزمع ابرامها لتنظيم وجود القوات الاميركية في العراق هي «عار» ويجب عدم إبرامها، وتزامن هذا التصريح مع وصول رئيس البرلمان العراقي الى العاصمة طهران.

وقال جزايري في بيان حصلت وكالة الاسوشييتد برس على نسخة منه، أمس، ان الشعب العراقي لن تنطلي عليه الدعايات والحرب النفسية التي تمارسها اميركا وحلفاؤها للضغط على الحكومة العراقية لإقرار الاتفاقية.

وحسبما أوردته وكالة ايرنا الايرانية الرسمية، فان الاتفاقية ستسمح للولايات المتحدة بإقامة 14 قاعدة عسكرية في أنحاء العراق، كما تخول وجودا أميركيا طويل الامد في البلاد وتعطي حصانة قضائية للاميركيين وتسمح لهم باستخدام الاراضي والمياه والأجواء العراقية لشن هجمات في المنطقة.

وتعارض ايران الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة بزعم انها ستؤدي الى عدم الاستقرار في المنطقة.

وقال جزايري إن الاتفاقية في حال إبرامها ستشكل «عارا على تاريخ العراق»، وأضاف ان «القادة العراقيين حذرون من ان يسيئوا التصرف بهذا الصدد (ابرام الاتفاقية) ولن يسمحوا لتاريخ العراق بأن يلطخ بالعار».

وكان السفير الأميركي في العراق رايان كروكر قد اتهم ايران الشهر الماضي بإعاقة إبرام الاتفاقية الامنية، قائلا ان سيل التصريحات العلنية للمسؤولين الايرانيين ورجال الدين في طهران دليل على التدخل الايراني في المفاوضات الثنائية بين بغداد وواشنطن.

وكان المالكي قد تحدث الشهر الماضي أن حكومته مستعدة لإجراء تسوية لإبرام الاتفاقية، غير انه أكد أن لا هو ولا البرلمان يقبلان باتفاقية لا تلبي المصالح العراقية.

وقال المالكي ان حصانة الجنود الاميركيين إن تمت المصادقة عليها فان الخصوم السياسيين سيستخدمونها كوسيلة لعرقلة استقلال البلاد وربما حتى الإطاحة بحكومته.

وقالت صحف ايرانية محافظة إن الاتفاقية الامنية «المطبوخة من قبل اميركا» ستحول العراق الى «مستعمرة»، داعية العراقيين الى معارضتها.

وتزامنت هذه التصريحات مع وصول رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني الى طهران لبحث الاتفاقية الامنية، حسبما أوردته وكالات اخبارية ايرانية. وبحسب تلك الوكالات، فقد أكد المشهداني أنه سيستطلع وجهة نظر ايران حول الاتفاقية الامنية؛ وذلك لدي وصوله طهران امس. كما اعتبر المشهداني تبادل الزيارات واللقاءات بين المسؤولين في كلا البلدين يخدم مصالح العراق والمنطقة برمتها. وأشار الى أنه سيجري خلال هذه الزيارة محادثات مع كبار المسؤولين الايرانيين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن. وشدد المشهداني على ان الحكومة العراقية تتولى مسؤولية الدخول في الحوار المباشر مع اميركا حول الاتفاقية الامنية حسب القانون العراقي، مؤكدا إذا واجهت هذه الاتفاقية المعارضة فإن ذلك يعود الى منطقة الصفر.

ووصل المشهداني الي مطار مهر آباد الدولي بطهران وكان في استقباله رئيس لجنه الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الاسلامي علاء ‌الدين بروجردي.

ومن المقرر ان يجري المشهداني خلال هذه الزيارة مباحثات مع كبار المسؤولين الايرانيين حول العلاقات الثنائيه وسبل تعزيز التعاون بين البلدين، وان يجتمع خلال هذه الزيارة التي تستغرق يومين بالرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي ورئيس مجمع تشخيص مصلحه النظام هاشمي رفسنجاني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ووزير الخارجية منوشهر متقي.

وكان من المفترض ان يصل المشهداني مساء أول من امس الى مطار «الإمام الخميني» بطهران، غير ان السلطات الايرانية في المطار لم تسمح لطائرته بالهبوط، فعادت الطائرة أدراجها الى بغداد. وقد وصل المشهداني والوفد المرافق له الى مطار مهر آباد بطهران بواسطة طائرة ايرانية تابعة لشركة ماهان الجوية، حسبما أوردت وكالة إيرنا الايرانية الرسمية. وكان السفير الايراني في العراق قد قدم اعتذارا رسميا للمشهداني عن «الخطأ» الذي تسبب بمنع هبوط طائرته. وقال مدير المكتب الاعلامي للمشهداني للوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق) إن السفير الايراني في العراق حسن كاظمي قمي قام بزيارة المشهداني في مقره ببغداد أول من امس وقدم اعتذارا رسميا، وأضاف ان «رئيس مجلس النواب محمود المشهداني تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الايراني علي لاريجاني قدم فيه اعتذارا آخر»، مشيرا الى ان «المشهداني قبل الاعتذار وابدى تفهمه للموقف».