إيران تعلن بطريق الخطأ اعتراض طائرة أميركية دخلت مجالها الجوي بشكل غير قانوني

قالت إن عسكريين أميركيين كانوا على متنها.. ثم تراجعت وقالت إن الطائرة مجرية

TT

اضطر المسؤولون الإيرانيون امس الى تصحيح أنفسهم مرتين على خلفية إعلان وكالة أنباء «فارس» الإيرانية ان طائرة اميركية دخلت الاجواء الإيرانية بطريقة غير قانونية، مما اضطر سلطات الجو الإيرانية الى اجبارها على الهبوط، حيث قام مسؤولون إيرانيون باستجواب طاقم الطائرة وركابها، ومن بينهم عسكريون أميركيون لمدة يوم قبل اطلاق سراحهم والسماح لهم بالاقلاع مجددا وذلك بحسب ما ذكرت وكالة «فارس» امس، الا ان قناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية عادت لتعلن في وقت لاحق أن الطائرة ليست اميركية لكن بها عسكريين اميركيين، وانها دخلت الاجواء الإيرانية بطريق الخطأ، وسمح لطاقمها بالعودة لافغانستان بعد التحقيق معهم. ثم عادت «قناة العالم» لتعلن بعد ذلك بساعات أن الطائرة كانت مجرية ولم يكن على متنها أي اميركي وأنها كانت في رحلة انسانية لافغانستان. وتعذر الحصول على توضيحات من اي مسؤول ايراني بخصوص اللبس في هوية الطائرة وهوية ركابها. وأكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) امس عدم فقدان أي طائرة اميركية، او دخول طائرات تتبع لسلاح الجو الاميركي المجال الجوي الإيراني. وقال اللفتنانت كولونيل باتريك رايدر «بحسب مركز عملياتنا الجوية، فقد تم تعداد جميع طائراتنا ولا نملك اي معلومات تفيد بان طائرة هبطت في ايران». اما البيت الابيض فاعلن انه يدقق في المعلومات الايرانية، موضحا انه ليس هناك في الوقت الحاضر ما يدفع الى تصديقها. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو «اننا ندقق في مختلف التقارير المتضاربة الواردة من وكالات الاعلام الايرانية لكننا لا نملك في الوقت الحاضر اي عنصر يحملنا على الاعتقاد بانها صحيحة».

وكانت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية قد اعلنت في وقت سابق امس ان مقاتلات ايرانية ارغمت طائرة اميركية من طراز «فالكون» على الهبوط في مطار ايراني بعدما دخلت المجال الجوي الايراني بصورة غير شرعية آتية من المجال الجوي التركي، ثم اذن لها بالاقلاع بعد استجواب طاقمها وركابها. واوردت وكالة فارس انه «كان على متن الطائرة خمسة عسكريين وثلاثة مدنيين تم استجوابهم».

وتابعت الوكالة التي لم تحدد تاريخ وقوع الحادث، انه «بعد يوم من الاستجواب، تبين ان الطائرة لم تدخل ايران عن قصد وسمح لها بالاقلاع الى افغانستان». لكن قناة «العالم» التلفزيونية الايرانية الناطقة بالعربية قالت لاحقا ان الطائرة «كانت تحمل عسكريين اميركيين لكنها لم تكن اميركية». وقال مسؤول إيراني واسع الاطلاع للقناة طالبا عدم كشف هويته ان «هذه الطائرة غير العسكرية لم تكن تابعة للولايات المتحدة لكنها كانت تقل عسكريين اميركيين». وأضافت القناة ان الحادث جرى «قبل يومين (الاحد) وسمح للطائرة بالتوجه الى افغانستان بعد تعهدات (من ركابها)». غير ان قناة العالم عادت بعد ذلك بساعات لتعلن ان السلطات الايرانية اعترضت «الاسبوع الماضي طائرة مساعدة انسانية مجرية في ايران كانت في طريقها الى افغانستان ولم يكن هناك اي اميركي فيها». ونقلت القناة عن مسؤول عسكري رفيع المستوى طلب عدم كشف هويته «ان الطائرة هي طائرة مساعدات انسانية مجرية ولم يكن فيها اميركيون». وأوضحت المحطة ان الحادث وقع في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي وليس قبل يومين كما افادت سابقا ويأتي ذلك فيما بدأت تسود إيران اجواء من القلق بعدما حذر مسؤولون ايرانيون من ان الطلب العالمي على البترول سيتناقص على الاغلب خلال العام المقبل بسبب انكماش الاقتصاد الدولي، واحتمالات الكساد، مما سيعرض الميزانية الإيرانية الى ضغوط كبيرة اذ ان عوائد البترول مصدر مهم جدا في الميزانية الإيرانية، ومما يزيد القلق داخل إيران استمرار انخفاض اسعار البترول عالميا. وقال محمد علي خطيبي مندوب ايران لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ان بلاده قلقة من أن يكون تأثير الازمة المالية العالمية على نمو الطلب على النفط أكثر مما كان متوقعا من قبل. وأوضح خطيبي في تصريحات لوكالة رويترز امس «نحن قلقون بشأن الطلب. الازمة المالية أعمق مما توقعنا وهذا يؤثر على الطلب العالمي على النفط بكل تأكيد». وأضاف أن من السابق لأوانه اعلان ما اذا كانت اوبك ستخفض الانتاج في اجتماعها في ديسمبر (كانون الاول) ليتمشى مع تراجع معدل نمو الطلب. وتابع أن خفض امدادات النفط من أوبك في سبتمبر (ايلول) ساهم في تحقيق توازن في الاسواق ويتوقع أن يستمر كذلك في اكتوبر (تشرين الاول). وأوضح خطيبي انه ليس ثمة تحرك بين الدول الأعضاء في اوبك لعقد اجتماع طارئ قبل ديسمبر. وانخفض الخام الاميركي لاقل مستوى في ثمانية أشهر. وذكر خطيبي أن ارتفاع الدولار يحد من أثر انخفاض الاسعار على منتجي النفط.

على صعيد آخر، اعلن المتحدث باسم القضاء علي رضا جمشيدي ان القضاء الإيراني طالب بانزال عقوبة الاعدام بحق سبعة اشخاص ادينوا بتهمة تدبير الاعتداء الدامي الذي استهدف في ابريل مسجدا في شيراز (جنوب) واوقع 13 قتيلا واكثر من 200 جريح. وقال جمشيدي خلال المؤتمر الصحافي الاسبوعي امس «طالب القضاء بانزال عقوبة الاعدام بسبعة متهمين» من دون ان يكشف هويتهم. واعلنت وزارة الاستخبارات الايرانية حينها ان منظمة «ارهابية» دبرت الاعتداء وكانت تخطط ايضا لتفجير انابيب لنقل الغاز في جنوب ايران. واوقفت السلطات الايرانية 15 شخصا واتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا بالتخطيط لاعتداء شيراز وتمويله. وفي مايو، احتجت ايران رسميا واستدعت القائم بالاعمال السويسري الذي يمثل المصالح الاميركية في ايران.