النائب الجسر: الحشود السورية للتهويل قبل الانتخابات النائب علم الدين: تصريحات عون عن الشمال تهديد مباشر

مفتي لبنان مرتاح إلى المصالحات السياسية ويؤكد الحرص على استمرارها

مواطن لبناني يعمل في حقله قرب نقطة العبودية الحدودية، فيما بدت وراءه الاستحكامات التي أقامتها القوات السورية على مقربة من العبودية (أ.ب)
TT

مازالت المصالحات السياسية بين الفرقاء اللبنانيين مصدر تفاؤل بالنسبة الى الكثير من المرجعيات الدينية والفاعليات السياسية. وفي مجال آخر، رأت اطراف في قوى «14 اذار» ان الهدف من الحشود العسكرية السورية بمحاذاة الحدود الشمالية للبنان هو التهويل والتأثير على الناس قبل الانتخابات النيابية المقررة السنة المقبلة.

على صعيد المصالحات، اعرب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، في تصريح له امس، عن ارتياحه الى المصالحات التي تجري «لأنها تشكل مناخا ايجابيا يزيل التشنج السياسي والاحتقان المذهبي والطائفي». وأبدى حرصه على «استكمال المصالحات لتعم الجميع بين ابناء الشعب الواحد». وشدد على «اهمية المصالحات التي تمهد للحوار الذي أثبت انه الطريق الوحيد للوصول الى حلول تخرج الوطن من ازمته السياسية والاقتصادية والمعيشية»، معتبرا «ان لبنان يمر في مرحلة دقيقة في شتى الميادين، وخاصة لجهة التحقيق الدولي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». ودعا «اللبنانيين، افرادا وقيادات سياسية ودينية وأمنية وعسكرية، الى المزيد من التعاون والوعي والحكمة والتنبه لصد أي محاولة تزعزع أمن واستقرار لبنان».

وبالنسبة الى الحشود السورية على الحدود الشمالية، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر ان تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد حول «الأخطار» الصادرة من شمال لبنان «تأتي في سياق حملة تهويل يعتمدها النظام السوري. فهم يحاولون التأكيد على دورهم في ضبط الاستقرار الأمني في لبنان». وقال ان الهدف من الحشود «هو التهويل والتأثير على الناس. وفي اعتقادي ان الهدف هو الانتخابات النيابية في الشمال»، مشيرا الى «ان الحديث عن عشرة آلاف جندي على الحدود اللبنانية ـ السورية هو كلام مبالغ فيه».

وقال عضو الكتلة نفسها النائب هاشم علم الدين انه «في الوقت الذي نسعى فيه الى استكمال المصالحات على مساحة الوطن، يطالعنا رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بتصريحاته الغوغائية التي تحمل في طياتها تهديدا مباشرا واتهام الشمال بإيواء الإرهاب. وهذا الأمر إن دل على شيء فعلى انه اصبح وكيلا حصريا لخدمة النظام السوري ورئيسه الذي يتهم الشمال جزافا بانه تحول منطقة متطرفة. وهذا الأمر مخالف لواقع الحال في الشمال عموما وفي طرابلس خصوصا. وهذا ما يعرفه الجميع بمن فيهم الجنرال عون». وسأل: «هل هذا ما يريده الجنرال حقيقة، ام انه يسعى الى استنهاض الجمهور انتخابيا، فاذا به يغمس خارج الصحن؟». ورأى ان «المواقف التي يطلقها النائب عون هي بمثابة تغريد خارج سرب المصالحات التي بدأها رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري في الشمال لتتوسع وتشمل كل ارجاء الوطن».

بدوره، قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا ان الرئيس السوري بشار الاسد «يحاول دائما تقديم نفسه كعامل استقرار لمواجهة الارهاب في منطقة الشرق الاوسط، لكنه لم يحصل على هذا التفويض لأن السياسة الدولية ليست في وارد العودة الى اعطائه تفويضا للعب دور جديد في لبنان. ورغم ذلك قام بعملية استعراضية ونشر قوات نخبة من جيشه على الحدود الشمالية».

وسئل اذا كان يتخوف من توسيع رقعة الحشود السورية، فاجاب: «بصراحة، منذ ان بدأ الرئيس السوري بشار الاسد التلميح في تصريحاته الى ان المشكل هو في وجود الحركات الأصولية في شمال لبنان عبر ادعاء يتجاوز الحقيقة بكثير، اذ صوَّر الشمال اللبناني بؤرة للاصوليات الجهادية، بدا واضحا انه يحاول الحصول على تفويض اقليمي او دولي للعودة والتدخل في لبنان بالتوازي مع كل النيات الحسنة التي أبداها من خلال محادثاته غير المباشرة مع اسرائيل او من خلال انفتاحه على الغرب واوروبا وعلاقته بالفرنسيين».

واضاف: «من المعروف ان في الشمال مجموعات سلفية دينية، لكن لا توجد اصوليات جهادية. فالاسد يحاول دائما تقديم نفسه كعامل استقرار لمواجهة الارهاب في منطقة الشرق الاوسط. لكنه لم يحصل على هذا التفويض لان السياسة الدولية ليست في وارد العودة الى اعطائه تفويضا للعب دور جديد في لبنان. ورغم ذلك قام بعملية استعراضية ونشر قوات نخبة من جيشه على الحدود مع لبنان وهذا حقه. ونؤكد عدم وجود مناخات دولية واقليمية تسمح مجددا بالتدخل السوري. كذلك لا مجال لان يقبل اللبنانيون بذلك بعد اليوم لان لبنان غير قابل للتأجير او الاعارة. وسنواجه اي تدخل بكل الوسائل المتاحة. ومن المعيب ان يتبنى اطراف في الداخل اللبناني موقف الاسد ويحاولون تبريره، فشمال لبنان يتمتع بحياة طبيعية رغم كل الاحداث التي افتعلها حلفاء سورية من فتح الاسلام وغيرها».