سولانا يستبعد تعثر المفاوضات مع إيران بعد خطاب جليلي.. وواشنطن تؤكد تسلمه

رسالة طهران للاتحاد الأوروبي تتضمن انتقادات للغرب لابتعاده عن الوسائل العقلانية

شيخ ايراني يتحدث في هاتفه الجوال أمس خلال افتتاح برج الاتصالات في طهران (أ. ف. ب)
TT

بعد أن تسلم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، من خلال السفير الإيراني في بروكسل علي أصغر خاجي، رسالة من طهران تتعلق بالملف النووي الإيراني، قال مكتب المسؤول الأوروبي في بروكسل «تسلمنا رسالة موجهة من المسؤول عن الملف النووي الإيراني سعيد جليلي تتعلق بشكل عام، بموقف بلاده من آخر تطورات هذا الملف»، ورفض مكتب سولانا الاشارة الى إمكانية عقد لقاء قريب بين المسؤولين، الأوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي. وحول تأثير خطاب طهران على مسار المفاوضات، قال سولانا لرويترز في برلين «انه خطاب تشكو فيه طهران على نحو ما من سياستنا لكن سياستنا واضحة. انها اسلوب يسير في مسارين». وعندما سئل ان كان الخطاب سيجعل المفاوضات مع ايران أكثر صعوبة رد سولانا بقوله «انه مجرد خطاب». وانتقد جليلي في الخطاب ممارسة الغرب للضغوط بدلا من أسلوب الإقناع بوصفها «لا تثمر شيئا في العملية التفاوضية» بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأوضح جليلي في رسالته الى سولانا «فقدان حضارة الحوار جعل بعض القوى تعتمد آليات الضغوط بدلا من الأساليب العقلانية والإقناع». ولفت جليلي في رسالته إلى «التوجهات البناء‌ه» لإيران في التعاطي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الست المفاوضة المعنية بالملف النووي وقال «تجتذب هذه النقطة الاهتمام بالنسبة للمجتمع الدولي وهي انه في العملية التفاوضية حين يطرح سؤال عقلاني يستخدم الطرف المقابل آليات الضغوط بدلا من تقديم الأجوبة المناسبة، وتابع جليلي «هذا الأسلوب غير العقلاني في حكم المجتمع الدولي شاهد على عدم تقديم ردود واضحة على الأسئلة المبدئية التي تثيرها الجمهورية الإسلامية الإيرانية» منوها بأن «رزمة المقترحات الإيرانية للبلدان الست التي تضمنت نزع الأسلحة النووية وعدم نشرها لا تبعث على ارتياح القوى التي عملت سنوات في إنتاج الأسلحة النووية والاحتفاظ بها»، حسبما أشارت وكالة الأنباء الإيرانية.

من ناحيتها، أكدت الولايات المتحدة انها تلقت رسالة من جليلي، رافضة الادلاء بأي تعليق حول مضمونها. وأفادت وزارة الخارجية الاميركية في بيان، ان «مجموعة دول 5+1 تلقت رسالة من جليلي، المفاوض الايراني في المجال النووي، وتجري مشاورات حول الخطوات المقبلة». واوضح البيان «لا يمكننا التعليق علنا على مضمون الرسالة طالما لم نجر مشاورات مع شركائنا في مجموعة الدول الست».

وكان المجلس الوزاري الاوروبي وفي تعليق له على التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أعلن أن دول المجموعة الأوروبية الموحدة، تشارك المدير العام للوكالة وفريقه العامل على الملف الإيراني، قلقه الشديد تجاه تعنت طهران، ورفضها التعاون مع المجتمع الدولي. وأعرب المجلس الاوروبي في بيان صدر أمس في عاصمة اوروبا الموحدة عن «أسف» دول التكتل الأوروبي الموحد لاستمرار إيران بعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة النووية والإجابة على أسئلتها المتعلقة بالأنشطة الإيرانية التي تفيد تصنيع أسلحة نووية، ودعا البيان إيران، إلى الانصياع إلى القرارات الأممية 1696، 1737، 1747، والتعاون مع كافة أطراف المجتمع الدولي في سبيل إيجاد حل تفاوضي للأزمة، وجدد البيان تمسك الدول الأوروبية بالعرض «المعدل» الذي قدمه الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا، إلى الإيرانيين بتاريخ 14 حزيران (يونيو) 2008، وكذلك بالعمل وفق مقتضيات المقاربة المزدوجة التي تقوم على الرغبة بالحوار بالتوازي مع التعاون مع الأمم المتحدة في مجال «إجراءات صارمة أممية ضد طهران».