جدل في بريطانيا بعد فتوى تسمح لشاب كفيف باصطحاب كلبه إلى المسجد

أجازت الخطوة على أساس أن نجاسة الكلب في لعابه فقط

TT

قال الشيخ الدكتور صهيب حسن، سكرتير لجنة الشريعة في بريطاني، إن نجاسة الكلب من منظور الفقه الإسلامي تكمن في لعابه فقط، موضحا أن لعاب الكلب فقط هو مصدر النجاسة، وذلك بعد صدور فتوى في بريطانيا تسمح لشاب مسلم فاقد البصر يبلغ من العمر 17 عاماً باصطحاب كلبه معه داخل «مسجد بلال» في مدينة ليستر البريطانية ليرشدهُ قبل الصلاة وبعدها الى طريقه. وقال الشيخ صهيب حسن لـ«الشرق الأوسط» ان الثابت ان أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرّات أولاهنّ بالتراب»، أي ضرورة إراقة الإناء الذي ولغ فيه الكلب، وتطهير الإناء الذي ولغ فيه الكلب بغسله سبع مرات أولها بالتراب. وأضاف الشيخ حسن: «الكلب ليس حيوانا نجساً تماماً، حتى إذا لامس شعره جسد انسان»، الا انه طالب بأن يكون هناك مكان معين لكلب الإرشاد في المسجد، بعيداً عن أحذية المصلين، وهو ما وفرته إدارة المسجد بإقامة منطقة خاصة في المسجد للكلب (فارجو) للانتظار فيها أثناء تأدية الشباب للصلاة. وكان محمد أبرار خاطري، وهو طالب مسلم كفيف في بريطانيا، قد حصل على حق اصطحاب كلب دليل له إلى المسجد قبل نحو أسبوعين، فيما يعد قراراً مثيراً من جانب مجلس للشريعة الإسلامية. وقالت مصادر بريطانية أمس، إن الفتوى صدرت بناءً على طلب خاطري عقب شهور من التعاون بين المجلس الاسلامي في بريطانيا، وهو أكبر هيئة لمسلمي بريطانيا، ورابطة أصحاب «كلاب الإرشاد»، التي وصفت الفتوى بأنها «خطوة هائلة للأمام لكفيف»، فيما رحب بها مجلس المساجد، غير ان آخرين عارضوها. وجاء في نص الفتوى «الكلاب المرشدة المدربة تلعب حاليا في حياتنا اليومية دوراً مهماً. والشريعة تجيز لنا اقتناء الكلاب لحاجات معينة مثل حماية الارض والمنازل والأرواح (أبو داود الترمذي). ويجيز علماء الاسلام أيضا اقتناء الكلاب للحماية من اللصوص والأعداء (فتح القدير). وبناء على ذلك، يجوز للكفيف ـ على ضوء الشريعة ـ اقتناء كلب لمساعدته وإرشاده الى المسجد اذا لزم الامر لأداء الصلاة». وفيما اعترض البعض داخل بريطانيا على الفتوى والقرار على أساس ان الكلاب في الإسلام تعتبر «نجسة»، ومن ثم لا يسمح بدخولها إلى المساجد. وقال مصدر مطلع من المجلس الاسلامي البريطاني لـ«الشرق الأوسط» «إن الكلاب لن تدخل الى صحن المسجد، بل ستكون بجانب الأحذية بعيداً عن مكان العبادة»، فيما قال محمد شهيد رضا، مدير مجلس الأئمة والمساجد في بريطانيا، «أعتقد أن تلك التسهيلات للمعاقين في كل المساجد الجديدة، سوف تكون جزءاً ضرورياً في تصميماتها». من ناحيته، قال حافظ رحمن إمام مسجد بلال، انه لا يوجد نص صريح في القرآن يحظر دخول الكلاب المساجد، لكن في الامر اعتقاداً شاع بين المسلمين على مر القرون. وذكر رحمن ان الحاجة لم تكن تدعو لاستصدار فتوى، لكنه سعى الى ذلك من أجل المساعدة في تغيير الاعتقادات الشائعة بخصوص الكلاب المرشدة للكفيفين. وأضاف رحمن لرويترز امس «أولا.. لم يكن الامر يقتضي حكماً خاصاً لأن القاعدة موجودة بالفعل في الكتب الاسلامية لكن لا أحد طبقها من قبل، وهذه هي المرة الاولى التي تطبق على الشاب خاطري. وشيء آخر.. لأن خاطري عضو في مجتمعنا ويمكث دائما في المنزل بلا أمل في فعل شيء، فاعتقد انه من خلال قواعد اسلامية مرنة في الاساس، اصبح خاطري الآن نشطاً». وناشد الإمام المساجد الاخرى في بريطانيا والدول الغربية الاخرى ان تحذو حذو مسجد مسجد بلال. وتغيرت حياة ابرار خاطري بعد القرار، اذ يصحب الكلب «فارجو»، ذهبي اللون، خاطري في كل مكان.. المدرسة والمتجر وبيوت الاصدقاء. وقال خاطري إن الأمور تبدلت كثيراً بعد ان اصبح أول شخص يسمح له بدخول مسجد في بريطانيا بصحبة كلب. واضاف في تصريحات لرويترز «فرق كبير جدا. الامر يعني ان بمقدوري ان اذهب الى حيث اريد حينما أريد دون مساعدة من احد. لي كامل الحرية. انه احساس جميل بالفعل ان استطيع الذهاب للكلية بمفردي أو الحضور الى المسجد بمفردي». وقال «انه أمر رائع لأنهم بذلوا جهدا كبيرا من أجل المساعدة. لقد اسدوا لي جميلا وبكل أمانة لم يفعل أيُّ مسجد آخر هذا بعد، واعتقد انه يجب على الآخرين ان يحذوا حذو هذا المسجد». ومنذ ظهر خاطري و«فارجو» في عناوين الأخبار، بدأ بعض الكفيفين المسلمين يتحمسون لفكرة اقتناء كلب لإرشادهم. وقال غراهام كينست من جمعية «الكلاب المرشدة» امس: «وجدنا انه منذ تدرب محمد بصحبة الكلب وردت الينا ثلاثة او أربعة طلبات اخرى محلياً فقط في ليستر ونواحيها. ومن الواضح انه سيكون لهذا الامر تأثير واسع واذا استطعنا ان نطبقه على قاعدة وطنية، فسوف تكون لدينا نسبة أعلى من جماعات الاقلية العرقية تتقدم بطلبات للحصول على الخدمة».