أولمرت يستسلم للواقع ويعلن ضياع فرص اتفاق التسوية النهائية قريباً

قال: أنا وأبو مازن كنا على وشك التوصل لاتفاق لكن الظروف الحالية لا تسمح بإنجازه

TT

استسلم رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل، ايهود أولمرت، الى الأمر الواقع بالاعتراف بعدم امكانية التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين مع نهاية العام الجاري. وقال ان فرص التوصل الى اتفاق سلام بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، ضاعت ولم تعد ممكنة. وانه يأمل في أن تواصل تسيبي ليفني، التي يتوقع أن تحل محله في حال نجاحها في تشكيل حكومة، المفاوضات مع الفلسطينيين والنجاح في التوصل الى اتفاق معهم.

وقال أولمرت، الذي كان يتحدث الى الصحافيين المرافقين له في رحلته الى موسكو، يوم الاحد الماضي، انه والرئيس الفلسطيني، اقتربا خلال المفاوضات الى نقطة التوصل الى اتفاق سلام أكثر من أية مرة في الماضي. ولكن الوقت والظروف لا يتيحان له الاستمرار في هذه المفاوضات كما يجب. ولذلك، فإنه يتمنى ان تنجح ليفني في استكمال هذه الجهود من بعده. وكانت مصادر سياسية قد أشارت الى ان أولمرت قد تباحث مع الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، خلال لقائهما في الكرملين، أول من أمس حول سير المفاوضات. فقد اهتم ميدفيديف بمعرفة مصير هذه المفاوضات وإن كان بإمكان أولمرت التوصل الى اتفاق في الظروف الجديدة الناشئة في اسرائيل، حيث ان أولمرت أصبح رئيس حكومة مستقيلا وحكومته انتقالية. وبالمقابل اهتم أولمرت بلفت نظر الرئيس الروسي الى ان ايران تلعب دورا مخربا في مسيرة السلام في الشرق الأوسط من خلال دعمها لحزب الله وحركتي حماس والجهاد الاسلامي ومن خلال تأسيس تنظيم جديد خاضع لها بواسطة حزب الله اللبناني («كتائب حزب الله»). ورد ميدفيديف بالقول ان بلاده تؤدي دوراً داعماً لمسيرة السلام في الشرق الأوسط. وستواصل هذا الدور بمزيد من النشاط والتأثير.

وذكرت مصادر مقربة من أولمرت انه يشعر بأن التوصل الى اتفاق مع أبو مازن في هذا الظرف سيثير موجة عارمة ضده ليس فقط من قوى اليمين المتعصب أو اليمين الليبرالي، بل حتى من داخل حزبه. وقد يسيء ذلك الى مسيرة السلام نفسها. وسيترك أثرا سلبيا لدى الرأي العام تجاه هذه المسيرة. وجدير بالذكر ان أولمرت كان يعلن، حتى ما قبل أسبوع واحد فقط، انه يواصل المفاوضات ويؤمن بأنه ما زال بالامكان التوصل الى اتفاق سلام قبيل نهاية السنة. وبناء عليه اتفق مع أبو مازن على عقد لقاء قمة بينهما في القريب. كما ان الولايات المتحدة تسعى لعقد لقاء قمة موسع في شرم الشيخ المصرية تحضره وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، وقادة دول اللجنة الرباعية، بالإضافة الى مصر والأردن. وسيكون هذا المؤتمر امتدادا لمؤتمر أنابوليس، وسيجري فيه تلخيص المفاوضات التي جرت خلال السنة الأخيرة. وتسعى رايس الى إعداد تقرير فلسطيني ـ اسرائيلي مشترك حول هذه المفاوضات ونقاط التقدم ونقاط الخلاف. وسيعرض هذا التقرير على المؤتمر كوثيقة غير ملزمة.