ميدفيديف ينتقد سياسات واشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر

سحب قواته من جورجيا.. وأشاد بـ«الدور البناء» للأوروبيين لتهدئة الأوضاع في القوقاز

TT

وجه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف انتقاداً شديداً الى سياسات الولايات المتحدة أمس. واعتبر ان الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة كقوة مهيمنة على العالم يضعف الامن الدولي، قائلاً ان التصرفات الاميركية منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 تظهر «رغبة الولايات المتحدة في تعزيز هيمنتها العالمية أدت الى فقدانها فرصة تاريخية... لارساء نظام عالمي ديمقراطي بحق». ولفت الى أن الحرب بين روسيا وجورجيا في أغسطس (اب) الماضي أوضحت أن آلية الامن في أوروبا، التي قال انها تدور حول حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة، بحاجة الى إصلاح كبير. واقترح اتفاقاً أمنياً جديداً يحظر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ويوضح أنه لا يمكن لدولة واحدة بما في ذلك روسيا احتكار إرساء الأمن في القارة. وقال ميدفيديف ان الولايات المتحدة رفضت فرصة تاريخية بشراكة جديدة بعد هجمات 11 سبتمبر عندما عرضت موسكو الانضمام لواشنطن في محاربة الارهاب. وكرر موقف بلاده المعارض لغزو العراق بقيادة الولايات المتحدة وخطط واشنطن نشر أجزاء من نظام الدرع الصاروخية في شرق أوروبا. واوضح: «بعد الاطاحة بحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان بدأت الولايات المتحدة سلسلة من التصرفات من جانب واحد»، مضيفاً «نتيجة لذلك ظهر اتجاه في العلاقات الدولية لاقامة خطوط فاصلة. كان ذلك احياء لسياسة في الماضي كانت تعرف باسم سياسة الاحتواء».

وتدهورت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية، ووصلت الى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بعد تدخل الجيش الروسي في جورجيا حليفة الولايات المتحدة. وأطلقت روسيا هجوما مضادا كبيرا لقمع محاولة للقوات الجورجية إعادة السيطرة على منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية. وتوغلت القوات الروسية بعد ذلك داخل جورجيا، مما أثار ادانة من دول غربية وصفت الرد الروسي بأنه مفرط في القوة. وبمقتضى اتفاق توسط فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، تعهد ميدفيديف بأن تكمل روسيا بحلول منتصف الليلة سحب قواتها من «المناطق الامنية» التي أقامتها خارج أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وهي منطقة جورجية انفصالية أخرى موالية لروسيا.

وجاء انتقاد الرئيس الروسي لواشنطن في كلمة القاها في مؤتمر بمدينة ايفيان الفرنسية حيث التقى الرئيس الفرنسي. وعلى عكس تصريحاته تجاه الولايات المتحدة، أشاد ميدفيديف بالاتحاد الاوروبي في تعامله مع أزمة جورجيا. وقام ساركوزي بدور الوسيط نيابة عن الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة، والذي ترأسه فرنسا في الدورة الحالية. وقال: «أود أن أؤكد الدور البناء للاتحاد الاوروبي في التوصل لحل سلمي للتغلب على أزمة القوقاز.. عندما كانت قوى أخرى في العالم غير راغبة أو غير قادرة على القيام بذلك وجدنا في الاتحاد الاوروبي.. شريكا مسؤولا وعمليا»، مضيفاً: «هذه شهادة على نضح العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي». وفي تبليسي، أكدت وزارة الداخلية الجورجية امس ان روسيا استكملت سحب قواتها من المناطق العازلة خارج منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية. وقال شوتا أوتياشفيلي الناطق باسم الوزارة: «يمكننا أن نؤكد اتمام الانسحاب مما يسمى المناطق العازلة». وشكا ميدفيديف امس من ان توسع حلف شمال الاطلسي (الناتو) جلب البنية التحتية العسكرية للحلف الى حدود روسيا، قائلاً: «للاسف ـ بالنسبة لنا على الاقل ـ يجري التوسع في حلف شمال الاطلسي بحماس ملحوظ... لقد نقل الحلف بنيته التحتية العسكرية الى حدود بلدنا». وفي خطوة لمواجهة توسع النفوذ الاميركي في المنطقة، اعلن سكرتير اتحاد روسيا وبيلاروسيا، بافل بورودين، امس ان البلدين سيوقعان في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاقا يقضي باقامة نظام موحد للدفاع الجوي. وردا على سؤال من صحافيين عن احتمال توقيع اتفاق حول نظام موحد للدفاع الجوي في هذه المناسبة، اضاف «بالتأكيد، لا اشك في ذلك».