الأمير سلطان لـ«الشرق الأوسط»: لجان لدراسة آثار الأزمة المالية العالمية على السعودية

تبرع بـ10 آلاف ريال لكل أسرة في مشروع الإسكان الميسر بالدمام.. وخصص 10 ملايين ريال سنويا لكرسي «أستاذية» لأبحاث الطاقة والمياه

جانب من فعاليات زيارة الأمير سلطان لقيادة المنطقة الشرقية («تصوير: عمران حيدر»)
TT

أعلن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الحكومة السعودية كلفت عدة جهات مختصة لدراسة وتقويم الأزمة المالية العالمية، وتحديد انعكاساتها على السوق السعودية. وفي شأن آخر، قال الأمير سلطان إن الحكومة السعودية تعتزم قريباً فتح سفارة لها في بغداد، لتصبح الدولة العربية الأحدث التي تمتلك تمثيلاً دبلوماسياً مع العراق. كما أكد الأمير سلطان أن السعودية تعمل ما في وسعها لتجنيب العالم مخاطر التشرذم والتقاتل، والعمل على رص الصفوف لبناء سلام عالمي عادل يقوم على إعادة الحقوق لأصحابها.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز، يرد على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، بشأن توجهات الحكومة السعودية للتدخل في سوق الأسهم السعودية التي تأثرت بالأزمة المالية العالمية، لحماية مدخرات الأسر السعودية وصغار المستثمرين. وقال الأمير سلطان «إن الأزمة عالمية، ولا تخص السعودية وحدها»، مضيفاً «أن ولي الأمر كلف عدة جهات مختصة تدرس دراسة عميقة كيف يمكن معالجة هذا الأمر».

وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يتحدث أمس في حفل نظمته قيادة المنطقة الشرقية بمناسبة زيارته لمعايدة منسوبي القوات المسلحة في المنطقة الشرقية بعيد الفطر بمدينة الملك فهد العسكرية. وفي شأن آخر، قال الأمير سلطان لـ«الشرق الأوسط» بشأن تعويض النقص في أعداد القوات المسلحة التي جرى تحويل جزءٍ من أفرادها إلى قوة حماية المنشآت التي تتولى حماية أكثر من 100 موقع في المنطقة الشرقية مثل المنشآت البترولية والمجمعات السكنية والفنادق، قال الأمير سلطان بن عبد العزيز، «إنه لم يتم تعيين المحالين من القوات المسلحة إلى قوات أمن المنشآت، إلا بعد أن تم تعويضهم بآخرين في القوات المسلحة». وحول نية السعودية فتح سفارة لها في العراق، قال ولي العهد «إن العراق بلد شقيق، وستفتح سفارة سعودية في بغداد قريباً». وحول توسع القوات المسلحة بالخدمات الطبية، قال الأمير سلطان ستفتتح مستشفيات ومستوصفات في كل مكان توجد فيه قطاعات القوات المسلحة للعسكريين والمدنيين.

وقال الامير سلطان في كلمته التي القاها أمس مخاطباً منسوبي القوات المسلحة في المنطقة الشرقية: «أحييكم في هذا اليوم المبارك ونحن نلتقي متحابين، متآخين، وأنا أشاهد وجوهكم فرحين مستبشرين بما أفاء الله علينا من نعمة ختام شهر الصوم الكريم، راجين الله لنا ولكم القبول في الدارين وأن يجعلنا وإياكم في عليين. إخواني: إنني وإذ ألتقي بكم في هذا اليوم مهنئاً بحلول عيد الفطر المبارك، أتشرف بأن أنقل لكم تهاني وتبريكات أخي خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، تهاني ملؤها التقدير لكم ولكافة الإخوة والزملاء العاملين معكم، أنقلها لهم في كافة المناطق والقواعد والأساطيل وفي مختلف الميادين، معبرين عن شكرنا الجزيل لكل واحد منكم على ما تبذلونه من جهود في سبيل رفعة وطنكم.

أيها الزملاء في هذه المنطقة الغالية: إعلموا وأنتم تدافعون عن ثرى بلادكم الغالية في هذه المنطقة العزيزة الشامخة، بأنكم تحافظون على الاستقرار الاقتصادي العالمي، وأنكم بدفاعكم هذا تقدمون التضحيات في سبيل هذه الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً. كما أن المملكة حريصة على استقرار ونماء وتقدم دول العالم بسياسة متزنة، وقرارات فاعلة ودعوات مستمرة لجميع أطراف النزاعات بالبعد عن التشرذم، والتقاتل، ودعوتها لرص الصفوف لبناء سلام عالمي عادل بإعادة الحقوق لأصحابها.

أيها الزملاء: إننا وإذ نلتقي بهذه المناسبة الغالية لأؤكد بأن الإنجازات التي تمت والتي ستتوالى بحول الله وقوته بكل شمول وفعالية في قواتنا المسلحة كل ذلك من فضل الله ومن أجل رفعة الوطن وحمايته وتحقيق سعادة المواطن ورفاهيته. وختاماً: أقدر لكم إخلاصكم، وولاءكم لدينكم وبلادكم، وأوصيكم بمواصلة الجهود العلمية والتدريبية للارتقاء بمستوى منسوبيكم ولن ندخر وسعاً في دعمكم ومؤازرتكم بكل ما تحتاجون إليه. أكرر تهنئتي والسلام عليكم ورحمة الله».

وكان قائد المنطقة الشرقية، اللواء ركن أحمد الربيعان، قد ألقى كلمة أكد فيها أن القوات المسلحة في المنطقة ستظل دائما في أداء واجبها لحماية امن الوطن وسلامته، وقال «تشرفت قيادة المنطقة وقواتكم المسلحة الموجودة بها بكافة أفرعها الأربعة بالقيام بمهمة وطنية سامية في أوقات كانت عصيبة تكللت ولله الحمد بالنجاح ولا زالت مستمرة في أدائها بهمة وحماس ووعي ألا وهي مهمة مساندة قواتنا الأمنية الباسلة بكافة قطاعاتها في مكافحة الإرهاب وقطع دابر الفتنة وقد اثبت أبناؤكم أنهم ولله الحمد على قدر كبير من الوعي بأهمية هذا الواجب الوطني، فقاموا به على أكمل وجه وكانوا ولا زالوا خيرَ عونٍ وسندٍ لإخوانهم بالقطاعات الأمنية في سبيل حماية الوطن ومقدراته والوقوف في وجه المفسدين ومنعهم من تحقيق مآربهم الهدامة حيث اطلعت القوات المسلحة بتوفير الحماية الأمنية على مدار الساعة لأكثر من مائة موقع بمنتهى الاحترافية والإحساس بالمسؤولية الوطنية ويقوم بقيادة هذا التنسيق والتعاون تخطيطاً وتنفيذاً الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية».

وأشار إلى أن القوات المسلحة في المنطقة مع ما أنيط بها من مهام أمنية ظلت ملتزمة بمهامها العملياتية بنفس الحرص والكفاءة «فالقواعد الجوية والبحرية والدفاع الجوي مستمرة في حالة استعداد عال تتناسب مع ظروف منطقة عملياتها إلى جانب رفع مستوى استعداد المنطقة بانضمام وحدات رئيسية من القوات البرية لتحقيق مفهوم العمليات المشتركة».

ولدى وصول ولي العهد يرافقه الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية كان في استقباله الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية وقائد المنطقة الشرقية اللواء ركن أحمد الربيعان وقائد الأسطول الشرقي اللواء ركن فهد الكيال وقائد قاعدة الملك عبد العزيز الجوية بالقطاع الشرقي اللواء طيار ركن فهد الصنيع وكبار قادة وضباط القوات المسلحة بالمنطقة.

من جهة أخرى، أعلن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أمس تبرعه بمبلغ عشرة آلاف ريال لكل أسرة من سكان مشروعات الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للمساكن الميسرة بالدمام. وكان ولي العهد السعودي قد قام مساء أول من أمس، بعد قليل من وصوله للمنطقة الشرقية بزيارة لمقر مشروع المساكن الميسرة بمدينة الدمام في مرحلته الأولى، والذي يتكون من 148 وحدة سكنية مقامة على مساحة 40 ألف متر مربع ضمن مشاريع الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للمساكن الميسرة بالمنطقة الشرقية. وقام الأمير سلطان بجولة تفقدية في الوحدات السكنية وتجول في أقسامها التي روعيَّ في تصميمها وتنفيذها توفير المستلزمات العصرية وجهزت بكامل أثاثها لتمنح ساكنيها الراحة. كما زار ولي العهد مجلس الحي في المشروع واطلع على عرض توضيحي لمشاريع المساكن الميسرة بالمنطقة الشرقية.

وأوضح الدكتور عبد الله بن حسين القاضي المشرف العام على المشاريع أن مشروع مساكن مدينة الدمام الواقع بحي الفيصلية بلغت تكلفته الإجمالية 60 مليون ريال يضم 148 وحدة سكنية استفادت منها 143 أسرة، والمشروع مقام على مساحة قدرها أربعون ألف متر مربع. ووزعت الوحدات السكنية على نموذجين؛ الأول بمساحة 212 متراً مربعاً وعدد وحداته 114 وحدة سكنية تتكون من مجلس للرجال وثلاث غرف للنوم وغرفة معيشة ومطبخ وثلاث دورات للمياه، فيما تبلغ مساحة النموذج الثاني 302 متر مربع وعدد وحداته 34 وحدة سكنية تتكون من مجلس للرجال وخمس غرف للنوم وغرفة للمعيشة ومطبخ وثلاث دورات للمياه. وأفاد الدكتور القاضي أن المشروع يضم جامعاً مساحته 2854 متراً مربعاً ومجلسا للحي وروضة للأطفال ومركزا صحيا ومسطحات خضراء إلى جانب محلات تجارية ومحطة لتحلية المياه، مشيراً إلى أن المشروع تضمن تنفيذ عددٍ من البرامج التدريبية والتأهيلية للمستفيدين منه. ولفت المشرف العام على المشاريع النظر إلى أن مشاريع الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز ستشمل في خططها المستقبلية إنشاء مساكن في هجرة وسيع التي تبعد 70 كيلومتراً عن مركز البطحاء ومساكن في محافظة حفر الباطن ومحافظة النعيرية ومحافظة قرية العليا. ثم صافح ولي العهد مجموعة من الأطفال الأيتام، وتسلم هدية تذكارية بالمناسبة من أمير المنطقة الشرقية. وفي الإطار ذاته، دشن الأمير سلطان بن عبد العزيز، جامعة الأمير محمد بن فهد الأهلية في مدينة الخبر، معلنا افتتاحه لها رسميا. وتضم الجامعة 1700 طالب وطالبة من عدد من الجنسيات، 60 في المائة منهم طالبات، وكانت الجامعة قد فتحت أبوابها للطلاب قبل عامين، كما وضع حجر الأساس للإسكان التابع لجامعة الأمير محمد بن فهد. وأعلن ولي العهد السعودي خلال حفل الإفتتاح تبرعه بـ 10 ملايين ريال سنويا تخصص لكرسي «أستاذية» لأبحاث الطاقة والمياه بجامعة الأمير محمد بن فهد الأهلية.

وتم وضع الخطط لإطلاق الجامعة عبر كونسورتيوم مكون من 32 جامعة أميركية من جامعات ولاية تكساس. وتعتمد الجامعة بحسب القائمين عليها على التقنية بشكل كامل، فقد أقامت مشاريع تقنية بأكثر من 100 مليون ريال فقط في بنيتها التحتية. كما وقعت الجامعة اتفاقيات أكاديمية مع 12 جامعة عالمية. وأشار مدير الجامعة الدكتور عيسى الأنصاري في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجامعة لديها إستراتيجية عشرية للبحث العلمي وبراءات الابتكار حيث نشر أساتذة الجامعة حتى الآن ما يقارب 40 بحثا علميا على مستوى العالم. كما بدأت الجامعة وضمن برنامجها الأكاديمي بمشروع واد تقني، حيث كونت ما يسمى «الساينس بارك» أو واحات المعرفة، وانضمت إلى هذا المشروع 4 شركات حيث بدأت بإقامة مختبرات ومراكز أبحاث لها في الوادي.

وفي مجال تشجيع براءات الاختراع لدى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس فخلال الخمس سنوات التالية، ستفعل الجامعة برنامج الابتكار وبراءات الاختراع عبر الكليات، حيث يتوفر لطلاب الجامعة عدد من المعامل والمختبرات المجهزة بأحدث الوسائل. وفي نهاية الحفل قام ولي العهد بتكريم المساهمين في إنشاء الجامعة من رجال الأعمال والشخصيات والشركات.