مسؤول مجموعات مغنية لـ«الشرق الأوسط»: نتلقى من حزب الله دعما ماديا ولوجستيا

سالم ثابت.. مسؤول عن عدة عمليات بينها ميناء أشدود ومطارد منذ 8 سنوات ويلقبه أبناء فتح بـ«رجل حزب الله» ورفاقه بـ«الحاج»

TT

الاتصال بسالم ثابت المسؤول الكبير في كتائب الأقصى، التابعة لفتح، وقائد مجموعات عماد مغنية، احتاج اكثر من الوقت المعتاد للاتصال بأي من مسؤولي كتائب الأقصى أو حتى أي مسؤول فلسطيني، واستغرق الوقت حوالي يومين. جواله مغلق باستمرار، ويفتحه في وقت محدد سابقا لتلقي مكالمة معروفة المصدر. يعرفه ابناء قطاع غزة جيدا، فهو المسؤول عن واحدة من اكثر العمليات نوعية في غزة، عملية ميناء اشدود التي قتل فيها 11 اسرائيليا عام 2004.

ويعرفه جهاز المخابرات الاسرائيلي (الشاباك)، فهو الإرهابي الذي يتصدر قائمة المطلوب تصفيتهم، وله بصمات في الضفة الغربية والداخل الاسرائيلي. وحاول «الشاباك» غير مرة على مدار الاعوام الثمانية الماضية، ولاحقته الطائرات الاسرائيلية من مكان لمكان وضربت بيته 3 مرات ودمرته مرة بالكامل، من دون جدوى، فهو بالإضافة لعملية اشدود كان أحد المسؤولين عن عملية ايرز عام 2003 التي قتل فيها 4 اسرائيليين، وحاول رجاله مرة استدراج رجل اعمال اسرائيلي الى طولكرم ومن ثم قتله، ليتركوا لثابت فرصة التفاوض من غزة على تسليم جثته. ولا يحاول ثابت اخفاء علاقاته بحزب الله اللبناني بل يجاهر بها، وحين سألته «الشرق الأوسط» عن طبيعة هذه العلاقة، قال خلافا لغيره من المقربين لحزب الله، «انها علاقة تنظيمية». يقود ثابت الآلاف من عناصر فتح الذي توحدوا في قطاع غزة بعد سيطرة حركة حماس في يونيو (حزيران) 2007، تحت اسم، كتائب شهداء الاقصى، «مجموعات عماد مغنية (القائد العسكري لحزب الله الذي اغتيل في سورية)». ويقول انه اختار اسم مغنية كونه من قادة «قوات 17» التابعة لفتح، وعمل الى جانب لرئيس الراحل ياسر عرفات، مضيفا انه «يمثل الحالة بالشكل الصحيح، المقاومة اينما كان ووحدتها في لبنان وفلسطين». ويؤكد ثابت، ان مجموعاته تتلقى دعما مباشرا من حزب الله. وردا على سؤال حول شكل هذا الدعم؟ قال، «مادي ولوجستي».

وقالت مصادر في فتح مطلعة لـ«لشرق الأوسط» ان بعض رجاله تلقوا التدريبات على يد عناصر حزب الله، وان ثابت شخصيا سافر اكثر من مرة الى لبنان وايران. وعقب ثابت على ذلك بقوله «كنت عندهم في الحرب الأخيرة». وعند سؤاله عما اذا شارك في هذا الحرب، قال «لا، كنت سائحا فقط».

الدعم الذي يتلقاه ثابت ورجاله، من حزب الله كبير، ويصل الى مئات آلاف الدولارات. وقالت المصادر ان قيادة فتح منزعجة من هذا الدعم المباشر وهذه العلاقة المتقدمة. واضافت «لم يبق أحد في فتح وحتى الرئيس ابو مازن، الا وتحدث الى ثابت وكان رده.. لا احد يرعى رجاله كما حزب الله». وبحسب المصادر فإن الاسرائيليين تحدثوا ايضا للرئيس الراحل ياسر عرفات وابومازن عن هذه العلاقة. اما ثابت فقال ان علاقته بقيادة فتح «ممتازة» كما هي علاقته بقيادة حماس وكل الفصائل الأخرى.

وقال ثابت ليس لديهم (حزب الله) اي شروط، انهم فقط يدعمون المقاومة. واضاف «المهم ان تكون مقاوما صادقا، مش زي موضة اليوم، كل اثنين عاملين دكانة». وتابع «انهم يعرفون من يدعمون».

ويحتفظ حزب الله بعلاقات جيدة، ومتقدمة، مع عدة مجموعات مسلحة في الضفة كذلك، وبحسب مصادر فإن للحزب رجالا وعيونا يدفع لهم مبالغ ثابتة بانتظام. كما كان يدفع مقابل تنشيط العمل المسلح في الضفة. ووفق المصادر فإنه تم تحويل مئات آلاف الدولارت لرجال في الضفة خلال السنة الأخيرة. وبرغم ان الوضع الأمني في الضفة صعب ومعقد، بسبب الاحتلال المباشر للارض، ناهيك من أن الاجهزة الامنية الفلسطينية اصبحت لا تسمح بأي نشاط فصائلي مسلح، الا ان ثابت، قال ان له رجاله هناك، ويعملون تحت اسم مجموعات مغنية. وان كان أقر بأنهم «مش قادرين يتنفسوا». ويعرف ثابت، الذي يوصف بين ابناء فتح بأنه «رجل حزب الله»، من له علاقة بالحزب أو لا، وحين سؤاله عن «كتائب حزب الله الفلسطيني» وما اذا كان لها وجود على الارض او لا، ومن تتبع؟ قال «انهم جماعات صغيرة، موجودة فعلا، وليس لحزب الله علاقة بهم».

ويبلغ ثابت من العمر، 32 عاما، وهو متزوج ولديه ولدان وبنت، واعتقل 4 سنوات. يلقبه رفاقه بـ«الحاج»، واصيب وتلقى العلاج في الجزائر، وتلقى اقتراحا للإقامة خارج فلسطين في بلد أوروبي، لكنه رفض لأنه يؤمن بأنه سيقضي في غزة.