تركيا تستعد لتمديد تفويض جيشها.. وتدرس إقامة «منطقة عازلة» شمال العراق

المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب يبحث اليوم إجراءات إضافية ضد «العمال الكردستاني»

كردية تشارك في مظاهرة باسطنبول امس ضد تجديد تفويض الجيش التركي لمهاجمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق (أ.ب)
TT

فيما كان من المتوقع أن يمدد البرلمان التركي أمس لسنة اضافية تفويض الجيش القيام بعمليات عسكرية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يتخذون من جبال كردستان العراق مقرات لهم، لم يستبعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إقامة «منطقة عازلة» شمال العراق.

واعلن الرئيس التركي عبد الله غل من فنلندا حيث يقوم بزيارة أن تفويض الجيش «يهدف لشن هجمات ذات اهداف محددة فقط على ارهابيي» حزب العمال الكردستاني دون الاساءة لسكان المنطقة. وكان عشرون نائبا فقط من حزب المجتمع الديمقراطي المؤيد للاكراد يعتزمون التصويت ضد مذكرة تمديد التفويض الذي ينتهي في 17 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي. واتاح التفويض للجيش القيام منذ سنة بضربات جوية في العراق حيث يتحصن بحسب انقرة حوالي 2000 مقاتل من «الكردستاني»، وكذلك القيام بتوغل بري لثمانية ايام في فبراير (شباط). والجمعة الماضي، هاجم مسلحون اكراد ثكنة قرب الحدود العراقية مما ادى الى مقتل 17 جندياً تركياً. وقتل 25 متمردا في المعارك التي تلت الهجوم بحسب الجيش. ومنذ ذلك الحين شن الطيران التركي غارات وضرب اربع مرات اهدافا تابعة لحزب العمال الكردستاني في كردستان العراق. واعلنت قيادة اركان الجيش امس مقتل اربعة متمردين مساء اول من امس في معارك في شرناخ (جنوب شرق) وافادت وكالة الاناضول بمقتل سرجنت في اشتباكات في ديكل (جنوب شرق). وتعيش الحكومة التركية تجاذبا بين الاستياء المتعاظم في صفوف الرأي العام الذي يطالب بحل نهائي لمشاكل حزب العمال الكردستاني، والضغوط الدبلوماسية. واعلن اردوغان أمس أن بلاده تدرس اقامة منطقة عازلة في العراق لمنع تسلل المتمردين الاكراد الى تركيا، مبدياً في الوقت نفسه شكوكا حول فعاليتها. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره التشيكي ميريك توبولانك الذي يقوم بزيارة الى تركيا، قال اردوغان «سنبحث في هذا الاقتراح وسنناقشه مجدداً مع قواتنا المسلحة. واذا تبين ان مثل هذا الاجراء ضروري، فاننا سنقوم بما يلزم». واقترح حزب قومي معارض أول من امس ان تقيم تركيا منطقة عازلة داخل العراق لمنع اي تسلل من هذا البلد. لكن اردوغان لم يبد مقتنعاً بان فكرة اقامة منطقة عازلة يمكن ان تجعل من تلك المنطقة الحدودية الجبلية اكثر اماناً. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله «أتساءل ما اذا كان الذين قدموا هذا الاقتراح، سبق ان توجهوا الى تلك المنطقة نظراً لطول الحدود مع العراق» التي تبلغ 384 كلم. واعلن مساعد قائد الاركان التركي الجنرال حسن ايغسيز لمجموعة من الصحافيين الاحد ان «اقامة منطقة عازلة ليس من السهولة التي قد تبدو في اول وهلة»، مؤكداً انها تستوجب نشر عدد كبير من القوات هناك.

ويعقد المجلس الأعلى لمكافحة الارهاب الذي يضم ابرز القادة المدنيين والعسكريين في البلاد اجتماعا اليوم، ومن المحتمل ان يعطي موافقته على طلب السلطات العسكرية تعزيز صلاحياتها ضد حزب العمال الكردستاني. وتطالب قوات الامن خصوصاً بتمديد فترة الحجز الاحتياطي والحق في القيام بمداهمات بدون إذن قضائي، لكن هذه التدابير قد يتحفظ عليها الاتحاد الاوروبي، الذي تطمح تركيا للانضمام اليه. واعتمدت انقرة في السنوات الماضية مجموعة اصلاحات في مجال حقوق الانسان. وحاول الرئيس التركي اول من امس طمأنة الاوروبيين، قائلا ان «تمسكنا بالديمقراطية لن يضعف ابداً». ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة منظمة ارهابية، حملة مسلحة منذ 1984 مطالبا بمنح جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية حكما ذاتيا. واسفر النزاع عن نحو 44 الف قتيل بحسب الارقام الرسمية.