رئيس أساقفة الكلدان في كركوك: هناك من يسعى لتصفية المسيحيين

الأسقف ساكا يحذر من مخططات إقليمية وداخلية تستهدفهم

TT

كركوك ـ أ.ف.ب : حذر رئيس اساقفة الكلدان في كركوك أمس من حملات «التصفية» التي يتعرض لها المسيحيون في العراق «وفق مخططات اقليمية وداخلية»، مطالبا إياهم بـ«عدم الانجرار والانصياع لقوى الشر والظلام».

وقال الاسقف لويس ساكا «لا استبعد ان تتم تصفيتنا وفق خطط إقليمية وداخلية لانها جزء من مشروع الفوضى الذي يراد للعراق الذي تحول وللاسف الى ساحة للتصفيات بحيث الوضع بات معقدا للغاية وشديد التداخل». وحذر من ان «استمرار الانتهاكات واستهداف المسيحيين في العراق والموصل خاصة ستعبث بالوحدة الوطنية التي نسعى جميعا الى بنائها لاسيما وان العراق ما يزال تحت الاحتلال». يشار الى ان ستة مسيحيين قتلوا في الموصل خلال اسبوع بينهم رجل وابنه.

واضاف الاسقف «ما نتعرض له من اضطهاد وملاحقة وبطش اهدافه سياسية». وتابع «ان من يستهدفنا يبحث عن مكاسب والهدف هو اما دفع المسيحيين الى الهجرة او اجبارنا على التحالف مع جهات لا نريد مشاريعها». ولم يحدد ماهية هذه المشاريع او من يقف وراءها.

وقال ساكا «اناشد المسيحيين التمسك بوطنهم وعدم الانجرار وراء المخططات التي تريد منهم الخضوع والانصياع لقوى الشر والظلام بل النضال السلمي وافهامهم بوجودهم ودورهم ومكانتهم الاصيلة في جذور هذه الارض ورفع شعار السلم والحوار مع الاخرين». وتابع وسط مشاعر الحزن والغضب البادية عليه ان «الحكومة ليست لفئة دينية او قومية نحن لسنا منافسون سياسيون او متطرفون دينيون عليهم العمل بجدية لحماية المواطنين وهذه الاعمال المشينة ليست الاولى ولا الاخيرة».

وطالب ساكا وهو رئيس المجلس المسيحي المسؤول عن حوار الديانات في مجلس الاساقفة الكاثوليك الحكومة بـ«الحفاظ على حياة المسيحيين والعراقيين ايا كان انتماؤهم». واكد ان «المسيحيين ابناء العراق الاصليون لا علاقه لهم بما يحاك من سياسات ترسم مستقبل البلد (...) نطالب الكل بان يرفضوا الاعتداءات لان الرسول الكريم محمد قال (حق الجار على الجار) وهذا القول وصية تلزم كل مسلم صادق». وقال «ادعو العراقيين الى المزيد من الوعي والتضامن والتكاتف خصوصا في المناطق المختلطة التي كانت في السابق نموذجا للتآخي والتعايش (...) وفي الموصل خاصة علينا إعادة إحيائها ودعمها».

وأضاف «لدينا ثقه برئيس الوزراء نوري المالكي لكننا سمعنا كثيرا من الكلام حول حماية المسيحيين لم يترجم على ارض الواقع وظل الاستهداف موجها ضدنا (...) نحن نبحث عن حلول لا وعود». واكد ان «المسيحيين في العراق ليست لديهم ميليشيات وعشائر للدفاع عنهم نشعر بالالم والظلم لان ابرياء يقتلون ولا نعلم لماذا. لا يمكننا تشكيل قوة لحمايتنا لانها لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيدا». وقال ساكا «نحمل المسؤولية الاولى للقوات الاميركية بوصفها قوات احتلال، كيف يستطيع الاميركيون حماية قواتهم ولا يستطيعون حمايتنا وحماية العراقيين»؟

وتابع «نطالب وسائل الاعلام العراقية حكومية وحزبية ياعداد برامج واشاعة خطاب موحد يوقف استهداف المسيحيين لاننا نتعرض للتصفية وفق منهج سياسي وفكر ديني متطرف للاسف الشديد رغم اننا نحن اصل العراق». وقال ان «اعداد المسيحيين قبل العام 2003 كانت حوالى 800 الف نسمة ونتيجه الظروف واستهدافهم في الموصل وكركوك وبغداد والبصرة ادى ذلك الى هجرة حوالى 250 الفا منهم تعرضنا لاكثر من مئتي تفجير وخطف وقتل استهدفت كنائسنا في بغداد والموصل وكركوك اسفرت عن مقتل اكثر من مائتين». لكنه شدد على عدم التفريط بـ«العيش المشترك وسنظل متمسكين بارضنا ووطنا».