دمشق: مقتل 3 مسلحين ورجل أمن في اشتباك مخيم اليرموك

مصادر تؤكد أنهم ليسوا فلسطينيين بل من جنسيات عربية انتقلوا إلى المخيم صباح أمس

الرئيس السوري بشار الأسد وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال حضور سباق للخيول بمدينة بالميرا التاريخية في سورية أمس (أ.ب)
TT

قتل ثلاثة اعضاء من مجموعة مسلحة في اشتباك مع عناصر من الأمن السوري، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق. ووقع الاشتباك في محيط بناء مقابل مقهى أبو حشيش في شارع لوبيا المتفرع عن شارع المخيم الرئيسي. وفيما لم تصدر أية معلومات رسمية عن الاشتباك، أوردت الخبر قناة الدنيا التلفزيونية السورية الخاصة.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» التي زارت موقع الاشتباك بعد نحو ساعة من انتهائه انهم شاهدوا منذ ساعات قبل ظهر أمس تحركا أمنيا هادئا في المنطقة. وان قوى الامن قامت بإخلاء المدرسة والمنازل المجاورة قبل عملية المداهمة التي تمت حوالي الساعة الثانية إلا ربعا.

ووقع اشتباك، ألقى فيه المسلحون الذين كانون يتحصنون في الطابق الرابع، بقنبلة على قوى الأمن واتبعوها بحزامين ناسفين فقتلوا احد عناصر الوحدة وجرحوا اخر قبل ان تتمكن الوحدة من السيطرة على الوضع وقتل ثلاثة منهم وجرح رابع واسر من تواجد في البناية.

وقال شهود عيان آخرون إن المجموعة المسلحة تضم عددا من المستأجرين بينهم نساء، وانهم انتقلوا الى المخيم صباح اليوم، وأنهم ليسوا من الفلسطينيين. وذكر آخرون أن عددا من عناصر المجموعة المسلحة بينهم نساء اعتقلوا، وأن ثلاثة مازالوا مختبئين.

وفي مخيم اليرموك المعروف كتجمع لأكبر وأهم الأسواق الشعبية في دمشق، بدت الحياة طبيعية، من حيث الازدحام وحركة السوق والناس في الشوارع، ومن لم يسمع بوقوع الاشتباك فان لا شيء في المخيم يشير إلى وقوعه، لكن لدى الاقتراب من مقهى ابو حشيش، سيجد المرء صعوبة في رؤية سيارات الأمن بين ازدحام الناس، وبالأخص الأطفال الذين كانوا يلهون بشكل طبيعي، وهناك يمكن أن تسمع بعض الأحاديث والأقاويل حول ما جرى فهناك من قال إن الاشتباك استمر قرابة الثلاث ساعات، من الثانية إلا ربعا ولغاية الساعة الخامسة، وإن أصحاب المحال المجاورة اعتصموا في محلاتهم، بينما بقي الكثير من الشباب والأطفال في الشارع يشاهدون الاشتباك.

وشوهد الناس يجلسون في مقهى أبو حشيش يدخنون النرجيلة ويحتسون القهوة والشاي وأمام المقهى توقفت عدة سيارات لقوى الأمن بينما تحلق الأطفال والشباب قريبا من المكان، وأصحاب المحال أعادوا فتحها ومنهم من يجلس أمام محله ومنهم من يبيع البضائع وكأن شيئا لم يحدث.

وفيما توافقت أقوالهم على أن المجموعة التي تمت مداهمتها هي من خارج المخيم لم يذكر أي أحد معلومة مؤكدة عن اسم أو هوية هذه المجموعة. إلا أن مصادر فلسطينية في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر المجموعة من جنسيات سعودية وعراقية ووفق رواية وكالة رويترز فان احدهم ايراني من أصول عربية.

وتأتي هذه الحادثة بعد حوالي عشرة أيام على انفجار سيارة مفخخة في منطقة القزاز في شارع المتحلق الجنوبي القريب من طريق المطار جنوب العاصمة دمشق التي راح ضحيتها 17 شخصا وعشرات الجرحى. ومع أن مخيم اليرموك الذي بات أشبه بمدينة صغيرة هو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين إذ يقدر عددهم بمائة وخمسين ألف لاجئ، لم يعد حصرا على الفلسطينيين إذ يؤمه العرب من كل الأقطار والبلدان، وبحسب معلومات قالها صاحب مكتب عقاري في شارع اليرموك فإن هناك أعدادا كبيرة تسكن المخيم من العراقيين والخليجيين ووصف المخيم بأنه نموذج للوطن العربي كله. ويشتهر مخيم اليرموك بأسواق الملابس والحاجات الشبابية، ويقصده الزبائن من مختلف أنحاء دمشق وحتى من أرقى الأحياء، لما فيه من تنوع بالبضائع، وخلال العقد الأخير توجه الكثير من التجار الدمشقيين والعرب إلى افتتاح محلات لهم هناك نظرا لاتساع شريحة المستهلكين، خاصة وأن الأسعار فيها هي الأرخص، بينما إيجارات المحلات هي الأكثر ارتفاعا، كما لم تعد إيجارات البيوت كما كانت سابقا معروفة بتدني سعرها بل ارتفعت لتصبح موازية لإيجارات المنازل في المناطق الراقية. ويحظى الفلسطينيون من سكان مخيم اليرموك برعاية خاصة من حيث التعليم والخدمات، فهناك النسبة الأعلى من المتعلمين علوما عالية، كما أنها مركز للمكاتب والفعاليات الثقافية والإعلامية، الفلسطينية.